جديد الأخبار

علوم وتقنية

قرود مصابة بالشلل تتمكّن من المشي مجدّداً بواسطة زرعات الدماغ

عدن لنج - مرصد المستقبل
 
  • تمكّن العلماء باستخدام نظام من الأقطاب الكهربائية وأجهزة الإرسال وأجهزة الاستقبال من استعادة وظيفة الساق عند أحد القرود، متجاوزين الأعصاب التالفة بشكل كامل.
  • في حين أن هذا الإنجاز الرائع قد يكون على بعد عشرات السنين من الاستخدام البشري، إلا أنه تطور واعد لمئات آلاف الأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي.

وظيفة فورية

قامت الأقطاب الكهربائية المزروعة في الدماغ والعمود الفقري بمساعدة القرود المصابة بالشلل على المشي. وأفاد أطباء الأعصاب المشرفون على الدراسة بأن الزرعات تمكنت من استعادة وظيفة الساقَيْن عند هذه القرود بشكل فوري تقريباً. ويمكن الاطلاع على تفاصيل النتائج في مجلة نيتشر.

ويذكر بأن الحبل الشوكي للقرد الذي تمت دراسته كان مقطوعاً بشكل جزئي، وبالتالي لم تكن الساقان على أي اتصال مع الدماغ، ولإصلاح التواصل بين العمود الفقري والدماغ، فقد تم وضع أقطاب كهربائية في أجزاء رئيسية من جسم القرد. كما تم وضع زرعات داخل دماغ القرد في الجزء الذي يتحكم بحركة الساق، بالإضافة إلى جهاز إرسال لاسلكي خارج الجمجمة، وتم أيضاً وضع أقطاب كهربائية أيضا على طول الحبل الشوكي تحت الإصابة.

ثم قام برنامج كمبيوتر بفك ترميز إشارات الدماغ الدالة على حركة الساق ونقل هذه الإشارات إلى أقطاب كهربائية في العمود الفقري. وخلال ثوانٍ، كان القرد يقوم بتحريك ساقه. وفي غضون أيام، كان يسير على جهاز المشي.

 

حقوق الصورة: آلان هرتسوغ / المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا (EPFL) حقوق الصورة: آلان هرتسوغ / المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا (EPFL)

وقال إروان بيزرد، وهو أحد معدّي الدراسة: "تمكّن القرد من المشي على الفور بمجرد تفعيل التواصل بين الدماغ والعمود الفقري، ولم يكن هناك ضرورة للعلاج الطبيعي أو التدريب".

تعدّ هذه الدراسة من الاكتشافات الكبيرة، حيث إنها المرة الأولى التي تقوم فيها الزرعات  بمساعدة القرود على المشي. وقد كان هناك الكثير من الأبحاث لتطوير التكنولوجيا للمرضى المصابين بالشلل، ولكن معظم التجارب المخبرية تم إجراؤها على القوارض. وقال جين كولينجر، وهو مهندس بيولوجي من جامعة بيتسبرغ: "يبدو بأن المبادئ المستخلصة من الفئران يتم تطبيقها الآن على القرود".

وكانت النتائج إيجابية بشكل مذهل، ولكن الباحثين يقولون بأن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن عشر سنوات لصقل هذه التكنولوجيا لاستخدامها عند البشر، ومع ذلك، فإن أجسامنا مشابهة إلى حد كبير لأجسام القرود، ويعتقد الباحثون بأن عملية الانتقال قد تكون سريعة.

والخبر المثير حول هذه الدراسة هو أن المكونات التي استخدمها الباحثون يمكن استخدامها بشكل قانوني على البشر في سويسرا، وقد بدأت المجموعة السويسرية للدراسة بإجراء التجارب السريرية لثمانية أشخاص يعانون من الشلل الجزئي للساق.

ونتوق جميعاً لمزيد من التطوير في هذه الدراسة، والتي تعدّ ابتكاراً يمكنه أن يغيّر كثيراً من حياة نحو 282 ألف شخص يعانون من إصابات النخاع الشوكي في الولايات المتحدة.

 
 

مواضيع مشابهه