جديد الأخبار

علوم وتقنية

ربما قام العلماء بإيجاد البروتين الذي قد يساعد في إطلاق تجدّد الحبل الشوكي عند البشر

عدن لنج - مرصد المستقبل
قد يكون الاكتشاف المتعلّق بخصائص التجدّد عند سمك الزرد المخطط الأساس في إطلاق قدرة تجدّد الحبل الشوكي عند مئات آلاف الأشخاص الذين يعانون من إصابات الحبل الشوكي في الولايات المتحدة.
إن الطب التجدّدي في إصابات الحبل الشوكي هو وسيلة بعيدة جداً كي تصبح خياراً حقيقياً، ولكن الاكتشافات الشبيهة بهذا الاكتشاف تعدّ علامة على إحراز بعض التقدم الواعد.

قوة البروتين

إن  الاندفاع الشامل نحو أبحاث الخلايا الجذعية مثارٌ من قبل الرغبة في تحقيق التجدّد البشري، وفي حين أن بعض أنواع الأنسجة البشرية تتجدّد، إلا أننا نرى عند بعض الحيوانات القدرة على تجدّد أطراف وزوائد بأكملها.

وقد تمت دراسة حيوان آخر له القدرة على الشفاء الذاتي، ووجدنا جانباً مما تعطيه تلك القدرة الاستثنائية. حيث قام الباحثون من جامعة ديوك ومعهد ماكس بلانك لأبحاث القلب والرئة بالعثور على البروتين الرئيسي للتجدّد الشوكي المُلاحظ عند سمك الزرد المخطط.

ويُذكر بأن سمك الزرد المخطط هو أحد الأنواع الشائعة لأسماك المياه العذبة والذي يمكن شراؤه من العديد من متاجر الحيوانات الأليفة مقابل أقل من 2 $ للسمكة، وربما تميل الاكتشافات التي تغيّر العالم في مجال العلوم الطبية إلى التواري في الأماكن العادية. حيث يمكن لهذه الأسماك - على عكس البشر - أن ترمّم الحبل الشوكي المقطوع تماماً. وللقيام بذلك، تقوم الأجزاء المنفصلة بإنشاء جسر أو بروزات خلوية تتفرّع عبر فجوات كبيرة، ثم تقوم الخلايا العصبية باتباع هذا الجسر، لتصلح التلف في نهاية المطاف.

وقام الباحثون بالبحث عن الجينات والبروتينات المهمة التي تمكّن هذه العملية. ووجدوا بروتيناً مثيراً للاهتمام، وهو عامل نمو الأنسجة الضامة (CTGF)، والذي يتم إفرازه فقط من قبل الخلايا التي شكّلت الجسر.

وعندما قام الباحثون بمنع ترميز هذا العامل، أصبحت الأسماك غير قادرة على التجدّد، وبما أن البشر وسمك الزرد المخطط يشتركون في جينات ترميز البروتين، فعندما تم تزويد السمك بالنسخة البشرية من عامل نمو الأنسجة الضامة، فقد تم تعزيز عملية التجدد أيضاً.

بيولوجيا التجدّد

وكما هو الحال مع الدراسات الأخرى حول التجدّد عند الحيوانات، فإن معرفة العملية هو الجزء الأسهل من المواجهة. ويعترف الباحثون بأن أجسام الثديات هي أكثر تعقيداً بكثير، وأن تطبيق هذه العملية عند الإنسان قد يستغرق وقتاً أطول بكثير، حتى لو تم اكتشاف إمكانية ذلك.

وليست هذه الدراسة سوى واحدة في فرع بيولوجيا التجدّد من علم الأحياء ، وهي مخصّصة لدراسة تجدّد الحيوانات ومحاولة إنجاح ذلك عن البشر.

وفي حين أن هذه الدراسة لا تقدّم اكتشافاً مباشراً لجعل البشر يقومون بالتجدّد، فإن التطوّرات في مجال بيولوجيا التجدّد بأكمله لا تبشّر بشفاء الأطراف فحسب، بل ربما تؤدي في يوم من الأيام إلى حياة أطول أو حتى أبديّة.

 
 

مواضيع مشابهه