جديد الأخبار

علوم وتقنية

تطوير العلماء لذكاءٍ اصطناعي يحكم على الشخص من خلال مظهره

عدن لنج - مرصد المستقبل
 
  • بعد المراقبة والتعلم من 6200 وجه عن كيفية إدراك وتعاطي البشر مع الثقة، ومعدل الذكاء، والعمر لدى الآخرين، استطاعت الخوارزمية توقّع انطباعات البشر الأولى بدقة.
  • يمكن أن يكون لهذه التكنولوجيا تطبيقات عدة في مجالات الترفيه والسياسة والتسويق، وذلك من خلال التنبؤ الدقيق لكيفية تقبُل العموم للممثل، أو السياسي، أو المتحدث.

انطباع أولي جيد

لا نزال نتقدم يوماً بعد يوم في مجال الذكاء الاصطناعي القادر على التفكير والتصرف كالبشر. بالإضافة إلى الأعمال الروتينية التي يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها، مثل تلك المرتبطة بمجالات الرعاية الصحية والنقل والتصنيع، وأصبحنا نرى قدرته على القيام بمهام أكثر خصوصية ودقة كتأليف الموسيقى ومقاطع دعايات الأفلام. أما الخطوة التالية فهي الحكم السريع على الشخص من خلال مظهره.

قام الباحثون في جامعة نوتردام بتطوير خوارزمية للحكم على بعض ميزات الشخص من خلال وجهه، مثل مدى التسلط. لتحقيق ذلك، طلبوا من الأشخاص المشاركين الحكمَ على 6300 صورة وجه بالأسود والأبيض بالنسبة للميزات المرتبطة بالجدارة والتسلط ومعدل الذكاء والعمر. استُخدمت معظم تلك الصور مع مسمياتها لتدريب وتعيير الخوارزمية.

بعد ذلك، تم اختبار الخوارزمية على المئة صورة المتبقية للتحقق فيما إذا كانت ستعطي نفس نتيجة المشاركين البشر. لم تعطي الخوارزمية نفس الانطباع الأولي فحسب، بل أظهرت الفحوصات اللاحقة بأنها استخدمت نفس الميزات التي يستخدمها البشر في حكمهم (على سبيل المثال: الفم كمؤشر للثقة، الحاجب المنخفض للقوة، وهكذا).

مستقبل اختيار الممثلين

يبدو للوهلة الأولى بأن هذا البحث غير مجدٍ، لكن هذا النمط من الخوارزميات يمكن أن يمتلك العديد من الاستخدامات الباهرة. خلال الدراسة، قام الباحثون بالطلب من الآلة أن تحكمَ على وجهي إدوارد سنودين وجوليان أسانج من ناحية الثقة والقوة، ثم قاموا بمقارنة ذلك مع نتيجة الحكم على الممثلين المؤديين لدورهما (جوزيف جوردون-ليفيت وبينديكت كامبرباتش). وجدوا بأن الممثلَين يمتلكان نفس المعدلات مع الشخصيتين، الأمر الذي يشير إلى أن المشاهدين سيتقبلون هذه الأدوار.

على نحوٍ مشابه، يمكن استخدام الخوارزمية في السياسة من خلال مساعدة الأحزاب على اختيار السياسيين ذوي الوجوه الجديرة بالثقة، أو استخدامها في اختبارات التسويق للتنبؤ بكيفية تقبّل الناس للمتحدثين أو ربما للمنتجات. يمكن أيضاً قياس مدى تغيّرات الإدراك مع مرور الوقت من خلال القيام بعدة تقديرات.

ربما سيكون الأمر الأكثر متعةً هو رؤية كيفية تفاعل البشر مع نتائج هذه المحاكمات. إذا اكتشفت بأن العالم يراك غير جديرٍ بالثقة من خلال آلة محايدة، أكثر أو أقل ذكاءً منك، أكبر أو أصغر منك، كيف سيؤثر ذلك عليك؟ هل ستحاول تغيير سلوكك؟

 
 

مواضيع مشابهه