نماذج الحياة

يتم العمل على بناء مكتبة هائلة من النماذج ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، وبالألوان الكاملة، لأكثر منتريليون من الأنواع الفريدة على سطح الأرض، من قبل علماء من جامعة ماساتشوستس أمهيرست. يطلق الباحثون على هذه المنصة متعددة الوسائط اسم "الحياة الرقمية"، والتي يأملون أنها ستساهم في الحفاظ على التنوع الأحيائي لكوكبنا، في الوقت الذي يصبح فيه أمراً ملحاً بشكل متزايد.

يقول دنكن إرشيك، عالم الأحياء الذي يقود الفريق: "نحن متحمسون للغاية لاستخدام تكنولوجيا بيست كام للحفاظ على التراث الرقمي لكافة أشكال الحياة على الأرض. سيستغرق إنجاز هذا العمل وقتاً طويلاً للغاية، قد يمتد لقرون من الزمن، ولكننا متشوقون لنبدأ هذه الرحلة. إن الحفاظ على تراث الحياة على كوكب الأرض بصيغة رقمية له أهمية خاصة نظراً للتراجع السريع في أعداد الكثير من الأنواع، وبإمكان هذه التكنولوجيا أن تبعث الكائنات إلى الحياة من جديد بطريقة لم يسبق لها مثيل".

إن بيست كام عبارة عن مصفوفة من الكاميرات تتألف من عشرة أذرع، مع 3 كاميرات من طراز "كانون G16" على كل ذراع. تلتقط بيست كام العديد من الصور للحيوان الهدف بشكل متزامن، ليقوم برنامج حاسوبي بتجميع الصور معاً لبناء نموذج ثلاثي الأبعاد.

يوماس أمهيرست

حماية التنوع الأحيائي

حتى الآن، استخدم الباحثون بيست كام على حيوانات مثل: الضفادع، والسحالي، والعقارب، وأسماك القرش. إنهم يعملون للحصول على المزيد من المخلوقات عبر مشاركة المزيد من حدائق الحيوانات والمنظمات، وتستهدف الخطوة التالية من المشروع اثنتين من المجموعات المعرضة للخطر في الوقت الحالي؛ الضفادع والسلاحف البحرية.

يسعى إرشيك وفريقه إلى توفير منصة الحياة الرقمية على موقع انترنت متاح للوصول المفتوح، دون أي مقابل، وللاستخدام غير الربحي. ستكون هذه المنصة في غاية الأهمية بالنسبة لنشر المعلومات عن هذه الحيوانات بشكل منهجي وحمايتها. يذكر الصندوق العالمي للحياة البرية أن معدل الانقراض الفعلي أعلى بنسبة تتراوح بين 1،000 و10,000 ضعف من معدل الانقراض الطبيعي، أو المعدل الذي تختفي وفقه الأنواع، حتى من دون تدخل بشري.

مع وجود أزمة التنوع الأحيائي الخطيرة هذه بين أيدينا، فإن مشاريع مثل الحياة الرقمية لا يقتصر دورها على الحفاظ على المخلوقات لتوعية الأجيال القادمة، بل هي تساعدنا أيضاً لكي نتعلم الخطوات التي ربما يمكننا اتخاذها لحمايتها.