جديد الأخبار

علوم وتقنية

صفارات كونية؟ أدلة جديدة حول إحدى أكثر الظواهر الكونية غموضاً

عدن لنج - مرصد المستقبل
 
  • قال أعضاء فريق من جامعة بنسلفانيا الحكومية: إنهم التقطوا شعاع جاما عابراً موافقاً للصفارة الكونية المعروفة باسم FRB 131104.
  • يدعم هذا الاكتشاف الفكرة التي تقول: إنّ هذه الظاهرة، تحدث أثناء اصطدام نجمين نيوترونيين لتشكيل ثقب أسود.

دليل واضح

منذ أن تم اكتشاف الدفقات الراديوية السريعة (FBR) - أو "الصفارات الكونية" - في عام 2007، أصبحت من أكثر الأصوات التي أصدرها الكون غموضاً. تنتج هذه الدفقات من الطاقة ما تنتجه الشمس في يوم واحد، ولكنها تنتج هذا المقدار في زمن لا يتجاوز بضعة أجزاء من الألف من الثانية. وما يزيد من غرابتها أن العلماء لم يتمكنوا من معرفة مصدرها، على الرغم من المحاولات الكثيرة.

على مدى فترة عقد تقريباً، لم يرصد من هذه الدفقات إلا ما يزيد قليلاً عن اثنا عشر. ويبدو أنها نادرة بقدر ما هي سريعة. وتكمن الصعوبة جزئياً في كيفية رصدها. حتى الآن، لا يمكن فعل ذلك إلا عن طريق الانبعاثات الراديوية التي تلتقطها التلسكوبات الراديوية. ولكن مؤخراً، تم نشر دراسة في مجلة The Astrophysical Journal Letters من قبل جيمس ديلاوناي وفريق من جامعة بنسلفانيا الحكومية، ويقولون في هذه الدراسة إنهم تمكنوا من التقاط شعاع جاما عابر وموافق لدفقة راديوية سريعة.

FRB 131104

FRB 131104  وشعاع جاما المرافق لها. حقوق الصورة: ديلاوناي وآخرون.FRB 131104  وشعاع جاما المرافق لها. حقوق الصورة: ديلاوناي وآخرون.

قبل أن ينشر ديلاوناي هذه الدراسة، بدا وجود الدفقات الراديوية السريعة مستحيلاً في أي جزء من الطيف الكهرطيسي، نظراً لانعدام أي إصدارات لضوء مرئي أو أشعة سينية. يقول ديلاوناي: "بدأت البحث عن إشعاعات مرافقة للدفقات الراديوية السريعة بدون أن أتوقع العثور على أي شيء. كانت هذه الدفقة الأولى من نوعها التي قدمت لنا بيانات مفيدة حتى نقوم بتحليلها. وعندما رأيت أنها أظهرت احتمال وجود شعاع جاما مرافق لها، لم أصدق حسن حظي!!"

تم اكتشاف هذه الدفقة في 4 نوفمبر، 2013، وبالصدفة البحتة. في ذلك اليوم، كان القمر الصناعي الذي يدور حول الأرض، سويفت، موجهاً نحو منطقة من السماء كانت أيضاً هدفاً لمرصد باركس، وهو تلسكوب راديوي في أستراليا. تمكن باركس من تسجيل الدفقة الراديوية السريعة، على حين التقط سويفت دفقة من أشعة جاما في نفس المكان واللحظة تماماً، وهو شيء أدركه ديلاوناي لاحقاً.

كانت دفقة أشعة جاما أشد سطوعاً من الانبعاثات الراديوية بأكثر من مليون ضعف، ودامت بين دقيقتين وست دقائق، بشكل أطول بكثير من الدفقة الراديوية التي لم تدم سوى بضعة أجزاء من الألف من الثانية.

يقدم لنا ذلك دليلاً مهماً حول كيفية توليد الدفقات الراديوية السريعة. كما يدعم الفكرة القائلة بأنها تحدث أثناء اصطدام نجمين نيوترونيين لتشكيل ثقب أسود. كما يشرح الباحث ديريك فوكس: "تكمن المشكلة في أن النماذج الموجودة حالياً لا تتنبأ بإمكانية رؤية دفقة راديوية سريعة في هذه الحالات."

من الواضح أننا لا نعرف الكثير عن هذه الظاهرة. ولكننا تقدمنا خطوة إلى الأمام، والتي ينبغي أن يتبعها العثور على المزيد من الأدلة لحالات مشابهة. عموماً، نحن نزداد فهماً، وإن كان ببطء، لتعقيدات كوننا.

 
 

مواضيع مشابهه