جديد الأخبار

علوم وتقنية

فاتورة الإبداع البشري: نحو 30 تريليون طن من المواد ذات الأثر الطفيلي

عدن لنج - مرصد المستقبل
 
  • توصّل الباحثون أخيراً إلى أن البشر صنعوا ما يقارب 50 ألف كيلوغرام من المواد، سواء أكانت على شكل أبنية أو سيارات أو هواتف ذكية، وذلك مقابل كل 10.7 أقدام مربعة (1 متر مربع) من سطح الأرض.
  • على الرغم من أن هذه الكمية الهائلة من المواد ذات أثر طفيلي على البيوسفير (النظام البيئي العالمي)، إلا أنها دليل على القدرات الإبداعية للبشر.

قدمت هذه الحقبة من التسارع التقني للبشرية أفضل أدواتها للبقاء على قيد الحياة. كما أنها أدت لولادة الـ "تكنوسفير" (technosphere)، وهو ظاهرة متسارعة التطور، وقد تؤدي لتوقف تقدمنا العلمي.

قام فريق بحثي دولي، بقيادة مجموعة من الجيولوجيين في جامعة ليسيستر، بنشر دراسة في مجلة Anthropocene Review، وقد وصفوا فيها التكنوسفير بأنه "المجموع الكلي للمواد التي أنتجتها الحضارة الإنسانية المعاصرة." وهذا يشمل كل ما بنته البشرية للمحافظة على بقائها وتقدمها، بدءاً من المنازل والمدارس ومقالب النفاية، وصولاً إلى الهواتف الذكية، والحواسيب المحمولة، وأفران المايكروويف.

قام الفريق بدراسة ظاهرة التكنوسفير، وتوصل إلى أنها تزن حالياً مقداراً مذهلاً يبلغ 30 تريليون طن، أي ما يعادل 50 كيلوغراماً لكل متر مربع (10.7 أقدام مربع). ويشكل هذا النمو المتسارع خطراً على كوكبنا. يقول مارك ويليامز، وهو مؤلف مشارك، لموقع Phys.org: "يمكن أن نقول، وفق وجهة نظر معينة، إن التكنوسفير قد نشأ من البيوسفير في البداية، أما الآن فهو ذو أثر طفيلي عليه".

حقوق الصورة: جامعة ليسيسترحقوق الصورة: جامعة ليسيستر

إضافة إلى تذكيرنا بمدى تأثيرنا على بيئتنا، فإن هذه الدراسة تشهد أيضاً على ما حققته البشرية منذ بداية الثورة التقنية.

الآن، أصبح كوكب الأرض مغطى باختراعاتنا وأجهزتنا، ووفقاً للمؤلف المشارك كولين واترز، فإن: "الكثير من هذه الأجهزة يمكن حفظها للمستقبل الجيولوجي البعيد، وذلك إن دفنت في طبقات الأرض، بحيث تتحول إلى (أحفوريات تقنية) تساعد على دراسة مميزات وتاريخ العصر الحديث"، في إشارة إلى الفترة الموافقة للتأثير البشري الحالي على الكوكب.

بغض النظر عن أي شيء آخر، فسوف نترك خلفنا سجلاً مادياً هائلاً للحياة العصرية حتى تكتشفه الأجيال القادمة. لقد قطعت البشرية مسافة هائلة في زمن قصير، وتعتبر تقنياتنا دليلاً على كيفية وصولنا إلى ما نحن عليه اليوم.

 
 

مواضيع مشابهه