جديد الأخبار

علوم وتقنية

هل سيتمكّن العلماء من الوصول إلى ذكريات الطفولة المبكرة؟

عدن لنج - مرصد المستقبل
 
  • يبحث العلماء عن طرق للتعبير عن ذكريات الطفولة المبكرة والتي كان يعتقد في السابق بأنها قد ضاعت إلى الأبد.
  • يمكن أن يؤدي البحث إلى طرق لمنع الذكريات المؤلمة التي لها تأثير سلبي على البالغين.

فقدان ذاكرة الطفولة

ما هي أقدم الذكريات لديكم؟ حاولوا قدر الإمكان، ولكن معظمكم لن يتمكن من تذكر أي شيء خلال السنوات القليلة الأولى من حياتهم.

وليس الأمر أننا غير قادرين على تذكر أي شيء خلال طفولتنا المبكرة. فبين عمر العامَيْن والثلاثة، تبدأ مهاراتنا الحركية بالتطور ونبدأ بتعلم كيفية التواصل، بل إننا نبدأ بفهم ما نحب وما لا نحب. ويؤثر ما نعاني منه خلال هذه المرحلة من حياتنا بشكل كبير على سلوكنا كبالغين. إذن فلماذا نحن غير قادرين على تذكر هذه الذكريات بنفس الطريقة؟

وتسمى هذه الظاهرة بفقدان ذاكرة الطفولة. ويعتقد العلماء أن النمو السريع للخلايا العصبية الجديدة خلال هذه المرحلة هو المسؤول عن عدم قدرتنا على تذكر تفاصيل معينة من حياتنا. حيث إن تطور الخلايا العصبية الجديدة، قد يتداخل مع تخزين الذكريات لأنه يزيل الأقدم منها.

واعتماداً على الافتراض بأن الفئران التي تبلغ من العمر 17 يوماً (أي ما يعادل عند البشر عمر الطفل الصغير الذي بدأ لتوّه بالمشي) تعاني من هذه الحالة نفسها، فقد بدأ العلماء بدراسة هذه الحالة بشكل أكبر. ووجدوا أنه بالرغم من أن صغار الفئران يمكنها التعرف على جزء معين من صندوق الصدمة، إلا أن هذه الذكرى يمكن أن تختفي في غضون يوم واحد فقط. وعند الفئران الأكبر سناً، فقد كانت ذكرى الصدمة أكثر دواماً، ومع ذلك فإن المحفز المناسب يمكنه أن يدفع صغار الفئران على تذكر الصدمة، مما يعني أننا لا نفقد الذكريات، لكنها في الواقع تحفظ في مكان ما في الدماغ.

حقوق الصورة: اريك برونير / فليكرحقوق الصورة: اريك برونير / فليكر

أيام الراحة

ويَفترض اليسيو ترافاجليا من جامعة نيويورك بأن هذه  الذكريات الكامنة قد تكون مسؤولة عن "أيام الراحة" التي نعيشها كبالغين. فقد يكون ذلك نتيجة تحفيز الذكريات الكامنة والمزعجة.

وعند مقارنة أدمغة صغار الفئران مع أدمغة الفئران البالغة، فقد وجدوا أيضاً أن العديد من البروتينات قد تزيد أو تنقص في الحصين عند الفئران. وتم تحفيز هذه الحركة عن طريق التعلّم، وليس الوقت. كما أظهر أحد البروتينات الخاصة - BDNF - بأنه يمكن أن يحمي الذكريات عند صغار الفئران عندما يتم حقنه.

ومن الناحية النظرية، يمكن أن تستخدم هذه العملية على البشر لمنع فقدان الذاكرة خلال السنوات الأولى. ولكن الفريق يحرص على دراسة كيف أن هذه العملية يمكنها أن تُستخدم أيضاً لمنع الذكريات المؤلمة.

ولا يزال البحث في مراحله المبكرة، كما يعرف الفريق الذي يشرف عليه بأن البيانات الحالية التي يملكونها ليست جاهزة للاختبار على البشر. كما يشير علماء آخرون إلى طريقة اختلاف الذكريات بين الإنسان والفئران، مما يجعل هذه النتائج غير قابلة للتطبيق على البشر. ومع ذلك فهم يعتقدون بأن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تكون مهمة لفهم كيفية عمل الذاكرة البشرية.

 
 
 
 

مواضيع مشابهه