جديد الأخبار

علوم وتقنية

هل يمكن استعادة البصر بواسطة الخلايا الجذعية؟

عدن لنج - متابعات
 
تمكّن باحثون من منع رفض الجهاز المناعي للخلايا الجذعية، وتثبيط الاستجابات المناعية المعتادة والتي تحفّز رفض الخلايا الجذعية من قبل جسم المتلقي.
باستخدام هذه التقنية، فقد تمكّنوا من إعادة الرؤية عند الفئران خلال فترة تصل الى تسعة أشهر بعد حقن هذه الخلايا.

فعالية لفترة طويلة

دون أدنى شك، فإن إمكانية العلاج بالخلايا الجذعية هي أمر رائع. ومع ذلك، إلا أن هناك أحد العوائق والذي يعمل العلماء على التغلب عليه، وهو التأكد من بقاء الخلايا على قيد الحياة في جسم الإنسان لفترة كافية لضمان وظيفتها. حسناً، ربما وجد العلماء في معهد باك وسيلة لتحقيق ذلك.

في إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة ، تمكّن الباحثون من رصد حالات استعادة الرؤية على المدى الطويل من خلال زرع مستقبلات الضوء باستخدام الخلايا الجذعية البشرية. وتمكنوا من منع رفض الجهاز المناعي للخلايا الجذعية، وتثبيط الاستجابات المناعية المعتادة والتي تحفّز رفض الخلايا الجذعية من قبل جسم المتلقي.

ولم يكن واضحاً في الأصل ما إذا كانت مستقبلات الضوء المزروعة قد ماتت ببساطة قبل أن تكون فعالة أو إذا تم تثبيطها من قبل الجهاز المناعي للجسم. وأوضح لامبا أن العلماء يعتقدون بأن العين والدماغ مستثنيان من الرصد بواسطة خلايا الجهاز المناعي. ولفهم ذلك، درس الباحثون إحدى السلالات الخاصة من الفئران، والتي كانت تتمتع بصحة جيدة ولكنها تفتقر إلى أحد مستقبلات الخلايا المناعية الخاصة ويسمى IL2rγ. وإن هذه الفئران التي تعاني من العوز المناعي لمستقبلات الانترلوكين-2 غاما (IL2rγ) غير قادرة على رفض الخلايا الغريبة المزروعة.

وأظهرت هذه الفئران زيادة بمقدار عشرة أضعاف للخلايا الشبكية للمتبرع والمشتقة من الخلايا الجذعية الجنينية الحية عند الإنسان. ونضجت الخلايا الشبكية المزروعة واندمجت بنجاح في شبكية العين عند الفئران.

ويقول ديباك لامبا، وهو كبير معدّي الدراسة: "لقد تحول ذلك إلى حكاية لطيفة لاستعادة الرؤية طويلة الأمد عند الفئران العمياء تماماً. وقد أظهرنا بأن هذه الفئران يمكنها الآن أن تدرك الضوء خلال فترة تصل إلى 9 أشهر بعد حقن هذه الخلايا".

إنه ليس جهاز المناعة، أليس كذلك؟

حقوق الصورة: جي زو، معهد باك لأبحاث الشيخوخةحقوق الصورة: جي زو، معهد باك لأبحاث الشيخوخة

إن مشاهدة كيف تمكنت الزرعات من البقاء على قيد الحياة جعلت الباحثين يرغبون باختبار ما إذا كانت تعمل بالفعل. وقد تم إدخال مستقبلات الضوء المشتقة من الخلايا الجذعية إلى سلالة من الفئران العمياء بشكل خلقي. وعن طريق قياس استجابة حدقاتها للضوء ومراكز الاستجابة البصرية في أدمغتها (للتحقق فيما إذا كان الإشارات الصادرة عن العين قد وصلت إلى المناطق المناسبة في الدماغ)، لاحظ الباحثون بأن الفئران كانت قادرة على الرؤية مرة أخرى.

ويقول لامبا: "إن هذه النتائج تعطي الكثير من الأمل للمرضى بأنه يمكننا أن نبتكر نوعاً من الفائدة عبر العلاجات بالخلايا الجذعية، بحيث لا تكون مجرد استجابة عابرة عندما يتم وضع هذه الخلايا، وإنما رؤية مستدامة لفترة طويلة. وعلى الرغم من أن شبكية العين غالباً ما تعتبر "مميزة من الناحية المناعية"، لكننا وجدنا بأنه لا يمكن تجاهل رفض الخلايا عند محاولة زرع الخلايا الجذعية في العين".

ولزيادة تحسين العملية، يقوم الفريق فعلياً بدراسة استخدام الأدوية المعتمدة التي تستهدف تثبيط مستقبلات IL2rγ لمنع رفض الزرعات في العين. وأوضح لامبا: "يمكننا أيضاً أن نحدّد الجزيئات الصغيرة الأخرى أو البروتينات المأشوبة (recombinant proteins) للحد من نشاط مستقبلات الانترلوكين-2 غاما في الجسم - حتى الاستجابات المناعية الخاصة بالعين - والذي قد يقلل رفض الخلايا. وبالطبع لم تتم المصادقة على ذلك حتى الآن، ولكن أن يكون لدينا هدف حالياً، فإن هذا هو مستقبل كيفية تطبيق ذلك على البشر".

 

مواضيع مشابهه