اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
عادةً ما تكون الفنون هي المجال الذي يمكن أن نشير فيه إلى بعض المفاهيم مثل الإلهام. لكنها تشكّل أيضاً جزءاً مهماً من حكاية الابتكار والاكتشاف العلمي. فخذ على سبيل المثال، الأسطورة الشهيرة للعالم نيوتن عندما كان جالساً تحت شجرة التفاح. وفي حين أن بعض جوانب القصة ملفقة لتقديم حكاية أفضل، إلا أن جوهر القصة صحيح، حيث إن مشاهدة نيوتن للتفاحة وهي تسقط أدت إلى نظريته حول الجاذبية.
ولا يزال هذا النوع من الإلهام الناجم عن الأشياء التي تبدو بسيطة يحدث حتى يومنا هذا. حيث قام مانو براكاش - والذي يشغل في الوقت الحالي منصب أستاذ مساعد في الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد - بمصادفة الإلهام لأداته الأحدث والمنقذة للحياة. فعندما كان في أوغندا، لاحظ براكاش بأن أحد أجهزة التثفيل (Centrifuge) غالية الثمن كان يستخدم كحاجز للباب في إحدى العيادات الريفية حيث لم يكن هناك كهرباء لتشغيله. ولأهمية هذه الأجهزة بالنسبة لسكان البلدان النامية، فقد بدأ التفكير بحلول رخيصة وعملية.
ويُذكر بأن أجهزة التثفيل هي عنصر أساسي في التشخيص السليم، وبالتالي علاج بعض الأمراض مثل الملاريا. وتستخدم أجهزة التثفيل التقليدية لتدوير الدم عن طريق الكهرباء. وتؤدي قوة تثفيل الدوران إلى فصل المكونات التي تشكل عينة الدم إلى طبقات على أساس الكثافة الخاصة بكل منها. حيث تتجمع خلايا الدم الحمراء في الجزء السفلي من الأنبوب، بينما تستقر البلازما في الأعلى. وفي الحالات التي يكون فيها الدم مأخوذاً من مرضى الملاريا، فإن الطفيليات تكون في الوسط.
وجاء المصدر غير المتوقع للإلهام القادم من إحدى ألعاب الأطفال الكلاسيكية، ألا وهي الدوامة، والتي كانت توجد بشكل أو بآخر منذ عهد الصين القديمة. وعادة ما يتم إنشاء هذه اللعبة البسيطة من خلال تمرير خيط عبر أحد الأزرار وسحب الطرفين بشكل متوازن للف وفك الخيط وتدوير الزر.
وقام براكاش وشريكه سعد بهاملا - وهو المؤلف الأول لمقالة الدراسة حول الأداة والتي نُشرت في مجلة نيتشر للهندسة الطبية الحيوية - بأخذ هذه الفكرة البسيطة إلى مستوى آخر. حيث تم تصنيع أداة للتثفيل تعمل بالطاقة البشرية من مكونات بسيطة، وهي الورق والخيوط والبلاستيك. وإجمالاً، فإن كل "مثفلة ورقية" يمكن إنشاؤها خلال أقل من دقيقتين ولا تكلّف سوى عشرين سنتاً. ووفقاً لبيان من جامعة ستانفورد، فإن هذه الأداة يمكنها أن تدور بسرعات تصل إلى 125 ألف دورة في الدقيقة وبقوة تسارع تبلغ 30 ألفاً، باستخدام الحركات الناجمة عن الشخص الذي يقوم بتدويرها فقط.
ويقول براكاش: "هناك أكثر من مليار شخص حول العالم ممن ليس لديهم بنى تحتية أو طرق أو كهرباء. وأدركت بأنه إذا أردنا أن نحل بعض المشاكل الخطيرة مثل تشخيص الملاريا، فنحن بحاجة إلى تصميم أداة للتثفيل تعمل بالطاقة البشرية ولا تكلف سوى أقل من تكلفة كوب واحد من القهوة". ويعدّ ذلك من الأخبار الرائعة بالنسبة للمهنيين الصحيين في هذه المناطق الفقيرة والنائية.
ويمكن لهذه الأداة أن تستخدم أيضاً في تشخيص الأمراض الأخرى الضارة في هذه المناطق. حيث سيصبح من الأسهل تشخيص وعلاج بعض الأمراض مثل مرض النوم الأفريقي وفيروس الإيدز والسلّ لعدد لا يحصى من الأشخاص وللمرة الأولى.