اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
عندما اكتشف ألكسندر فليمنغ البنسلين في العام 1928، كان ذلك أول المضادات الحيوية الحقيقية في العالم ونجح في القضاء على الأمراض المُعدية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المضادات الحيوية ضرورية للحد من الوفيات التي يمكن تجنبها.
لكنتا نواجه جميعاً اليوم واقعاً مقلقاً. فمنذ نشأة الأرض، تتغير الكائنات متعددة الخلايا وتتكيف باستمرار، فضلًا عن أن البكتيريا وحيدة الخلية تتطور بسرعة، لدرجة أن معظمها مقاوِم حالياً لمجموعة واسعة من المضادات الحيوية. وتعدّ مشكلة مقاوَمة المضادات الحيوية خطيرة جداً، حتى أن الأمم المتحدة صنفتها بمستوى الأزمة على مستوى مكافئ لفيروس الإيدز.
واستجابة لذلك، قبل العلماء التحدي لحلّ هذه المشكلة العالمية، فاكتشفت مجموعة منهم تعمل في جامعة ولاية أوريغون (OSU) مؤخراً طريقة لمواجهة البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة أنتيميكروبيال كيموثيرابي Antimicrobial Chemotherapy.
المزرعة البكتيرية. حقوق الصورة: مكتبة ويلكوم، لندن
ووجد أولئك العلماء الحلّ داخل جزيء الببتيد المرتبط قليل الوحدات فوسفورودياميديت مورفولينو (peptide-conjugated phosphorodiamidate morpholino oligomer). ويعتقدون بأن هذا الجزيء قادرة على القضاء على الأنزيم الذي تنتجه البكتيريا، ويسمى نيودلهي ميتالو بيتا لاكتاماز (NDM-1)، وهو المسؤول عن برمجة مقاوَمة المضادات الحيوية إلى جانب العديد من الجينات الأخرى.
وبما أن الجينات تكون مشتركة بين العديد من أنواع البكتيريا، فلا يلزم سوى جزيء PPMO واحد لمواجهة المقاوَمة. ومن شأن هذا الجزيء أن يرتبط مع المضادات الحيوية ويعيد له قدرتها على مواجهة البكتيريا التي تنتج أنزيم NDM-1. وفي الدراسة التي أجريت في جامعة ولاية أوريغون، استخدم العلماء المضاد الحيوي الذي يسمى الميروبينيم، وهو دواء واسع الطيف من صنف الكاربابينيم ومن فئة البنسلين. وكان الميروبينيم فعالاً في علاج الفئران المصابة بالإشريكية القولونية والتي تبين بأنها إيجابية لأنزيم NDM-1. ومن المقرر أن تبدأ التجارب على الإنسان خلال ثلاثة أعوام.
وقال بروس جيلر - وهو المشرف على الدراسة وأستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية العلوم وكلية العلوم الزراعية في جامعة ولاية أوريغون - عند سؤاله عن أهمية إيجاد حلّ للمقاوَمة للمضادات الحيوية:
«لقد فقدنا القدرة على استخدام العديد من المضادات الحيوية السائدة. لأن جميع البكتيريا مقاوِمة لها الآن. ودفعها هذا إلى محاولة تطوير أدوية جديدة للاقتراب من مواجهة البكتيريا، لكن كلما بحثنا أكثر، أخفقنا في إيجاد شيء جديد. واضطررنا إلى إجراء تعديلات على المضادات الحيوية المستخدمة حاليًا. لكن بمجرد إجراء تغييرات كيميائية، تحدث طفرات في البكتيريا وتصبح مقاوِمة للمضادات الحيوية الجديدة المعدّلة كيميائياً»
وإذا ثبت نجاح هذا الاكتشاف، سنتمكن من علاج مجموعة واسعة من الأمراض والعدوى البكتيرية دون الصعوبات التي تهدد الحياة والناجمة عن المقاوَمة للمضادات الحيوية. وكما قال جيلر، فإن البكتيريا تتطور بسرعة وتصبح مقاومة للدواء المعدّل خلال أعوام، وعلينا عندها أن نبدأ من جديد.
وفي كل الأحوال، فإن إيجاد حل للمشكلة هو أمر حتمي. وربما يجد العلماء قريباً وسيلة لاستهداف الأنزيم NDM-1 مباشرة دون الحاجة إلى الرجوع للمضادات الحيوية. أو يؤدي هذا الاكتشاف إلى حلول أكثر استدامة لمقاوَمة البكتريا للمضادات الحيوية.