اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
تمكن علماء من جامعة موناش في ولاية فيكتوريا الأسترالية، وجامعة كولورادو بولدر الأمريكية؛ مؤخراً من تحقيق اكتشاف مهم يتعلق بانقراض الحيوانات الضخمة التي عاشت يومًا في أستراليا. إذ جُمعت أدلة جديدة اعتماداً على عينة ترسبات جوفية ووجود أبواغ تعود لفطريات نمت على روث الثدييات العاشبة الضخمة، التي جابت اليابسة قديماً. وتشمل الحيوانات المنقرضة أنواع الكنغر الضخمة التي تزن 450 كيلوغراماً، والسحالي الضخمة التي يزيد طولها على7 أمتار، والسلاحف التي يقارب حجمها حجم السيارة.
بفضل استخراج العينات الجوفية تمكن الفريق من معرفة كيف كانت تبدو أستراليا قبل 150,000 إلى 45000 عاماً. فبفضل الأبواغ التي تعود لفطريات تعرف باسم سبورورمايلا، والتي ما زالت منتشرة بكثرة اليوم في روث حيوانات الماشية، وبناء على وجودها أو عدمه، تمكن الفريق من تشكيل تصور واضح عن حجم الحيوانات الضخمة خلال تلك الفترة. ويقول البروفيسور جيفورد ميلر، من قسم العلوم الجيولوجية في جامعة كولورادو بولدر: «يعد وجود كميات وافرة من هذه الأبواغ دليلاً جيداً على انتشار كثير من الثدييات الكبيرة على الأراضي الجنوبية الغربية من أستراليا حتى ما قبل 45,000 عاماً تقريباً. بعد ذلك، وخلال فترة زمنية لم تتجاوز بضعة آلاف من السنين، تقلصت أعداد الحيوانات الضخمة جدًا، فانقرض أكثر من 85% من الحيوانات التي يزيد وزنها على 45 كيلوغراماً، والمسؤول عن ذلك هو وصول الأعداد الأولى من البشر إلى تلك المناطق.
قبل 50,000 سنة، استعمر البشر الأوائل مجمل القارة الأسترالية، وتشير الأدلة المتعلقة بقشور البيض المحروقة، التي اكتشفها ميلر خلال العام الماضي، إلى أن حيوانات اليابسة الضخمة كانت فرائس لهؤلاء البشر. وخمّن العلماء سابقاً أن الانقراض كان مرتبطاً بشدة بالتغيرات المناخية، إلا أن ميلر اليوم يرى أن «الإبادة غير الملحوظة» التي مارسها البشر هي الجاني.
حقوق الصورة: بيتر سكوتن
تظهر دراسة أجريت عام 2006، أنه حتى المستويات المتدنية من الصيد خلال حقبة البشر الأوائل في أستراليا، كانت كافية للقضاء على أنواع بأكملها. فإن قتل كل إنسان حينها حيوان صغير واحد من أحد أنواع الثدييات كل عقد من الزمن، لاستغرق الأمر بضع مئات من السنين فحسب كي يختفي ذلك النوع. لم يكن أمام البشر الأوائل، في ذلك الوقت، أية وسيلة لمعرفة العواقب الناجمة عن أفعالهم. أما اليوم، فلا يوجد عذر للبشر بالجهل بذلك. فما تحقق من تقدم في المجالات العلمية، لا يمكّننا من معرفة الآثار المترتبة على الخيارات التي اتخذناها في الماضي فحسب، بل يمكّننا أيضاً من الاستقراء لنلقي نظرة على المستقبل. ونحن نعيش اليوم في الفترة الأكثر تأثراً بالأفعال البشرية من تاريخ الكرة الأرضية؛ الأنتروبوسين (العصر الجيولوجي البشري).
نحن مخيّرون اليوم، إما أن نتعامل مع المعرفة التي حصلنا عليها كدعوة للعمل لنحول دون انقراض أنواع من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الفهد الصياد، أو أن نتجاهل الآثار السيئة التي بدأت تظهر، ونسمح عندها بحدوث موجات انقراض جماعية أخرى. ولن يكون مفاجئاً أن تتعرض الأنواع الأكبر حجماً من الثدييات للإبادة مرة أخرى.