اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
تمثل بعثات الفضاء السحيق المأهولة وطويلة الأمد، طموحاً مثيراً، إلا أنه يبقى طموحاً بعيد المنال، سيّما وأننا لا نمتلك كل الابتكارات التقنية اللازمة لتحقيقها.
يمثل الزمن الذي تستغرقه الرحلة إلى الوجهة المقصودة، أحد العوامل الرئيسة التي تحدّ من ذلك الطموح. يستغرق السفر إلى المريخ ما يقرب من 6 أشهر انطلاقاً من الأرض، وهو الكوكب الذي يتصدر قائمة الوجهات المقصودة لبرامج الفضاء المتنوعة الموجهة للبعثات المأهولة.
تدارك الخيال العلمي (في القصص والأفلام) هذا التحدي بطريقة تبدو ملائمة، وذلك عبر وضع مستكشفي الفضاء في حالة من النوم العميق، وهي حالة من الغيبوبة. إلا أن إبطاء عمليات الأيض البشري (الاستقلاب)، مع ضمان بقاء الشخص على قيد الحياة لفترات طويلة، يبقى أمراً أسهل على المُخيّلة من تحقيقه واقعياً.
سبيس ووركس
مع ذلك، تقترح شركة سبيس ووركس برئاسة جون أ. برادفورد، استخدام طريقة تصفها بأنها «خفض علاجي لحرارة الجسم.» تتطلب العملية تبريد الجسم إلى ما دون درجة حرارة الجسم الطبيعية (37 درجة مئوية) بقليل، وذلك لإبطاء معدل ضربات القلب، وتخفيض ضغط الدم. ويجري في الواقع استخدام هذه العملية في عالم الطب، من خلال خفض درجة حرارة أجسام المرضى الذين يخضعون لعلاج السكتة القلبية، أو جروح الدماغ الرضّيّة، إلى 32 و34 درجة مئوية، ليتسنّى للأطباء وقتاً أطول لمعالجة المشكلات الطبية.
تتيح هذه الطريقة عادةً للمرضى البقاء بلا حراك لمدة تتراوح من يومين إلى 4 أيام، لكنها تبقى ناجحة حتى أسبوعين متواصلين كحد أقصى. لا تثق سبيس ووركس بقدرتها على إطالة هذه المدة لعدة أشهر فقط، بل بقدرتها أيضاً على ابتكار التقنية اللازمة لأتمتة العملية برمّتها، وتطبيقها من أجل بعثات الفضاء السحيق.
خلافاً لحجرات التبريد التي تعرض في الأفلام التي يوضع فيها رواد الفضاء في حالة من الغيبوبة، ضمن صفوف متراصة من الكبسولات الفردية، تقدم سبيس ووركس تصوراً لحجرة مفتوحة تسمح لأفراد الطاقم أن يبقوا في حالة من الركود خلال فترات معينة.
يشرح برادفورد خلال مقابلة له مع مجلة كوارتز الإلكترونية: «سيكون لدينا عدد من الأذرع الروبوتية، وأنظمة المراقبة التي تعتني بالركاب. سيستخدمون أنابيب أنفية مِعَديّة صغيرة خاصة بأنظمة التبريد والتدفئة أيضاً، لاستعادتهم من حالة الركود.»
لا يعالج هذا التصور المخاوف المتعلقة بإضافة الكثير من الوزن إلى المركبة الفضائية فحسب، بل يحتاج أيضاً إلى وجود أشخاص مستيقظين لإدارة حالات الطوارئ، وإجراء عمليات المراقبة النموذجية.
ولتلافي الآثار الصحية طويلة الأمد للرحلات الفضائية، تحاول سبيس ووركس ابتكار طرائق لإدراج التمارين الرياضية ضمن فترات الركود. ويتطلع الفريق إلى استخدام التحفيز الكهربائي، الذي يجري استخدامه عادة كعامل مساعد في العلاج الفيزيائي. ويحب لتطبيق هذه التقنية أيضاً أن تحل كثير من القضايا اللوجستية المتعلقة ببعثات الفضاء المأهولة. فعندما تخطط لأفراد مستيقظين من الطاقم، عليك أن تأخذ بالحسبان كميات الطعام، والماء، والهواء اللازمة لإبقائهم على قيد الحياة على مدى أشهر أو حتى أعوام. ويساعد السبات في إدارة الآثار النفسية لرحلات الفضاء طويلة الأمد، ويؤمل منه أن يقلل خطر استسلام طواقم الفضاء للاكتئاب، أو رهاب الأماكن المغلقة، أو القلق.
وفقاً لسبيس ووركس، من المقرر أن تبدأ بإجراء التجارب على الحيوانات في العام المقبل، وسيليها إجراء التجارب على البشر في الفضاء، على متن المحطة الفضائية الدولية.