جديد الأخبار

علوم وتقنية

سباق الفضاء يدور اليوم بين شركات لا دول

عدن لنج - متابعات
 
يتنافس رجلا الأعمال المعروفان في مجال الصناعات الفضائية، الميلارديران جيف بيزوس وإيلون ماسك، في السباق نحو القمر وما هو أبعد منه.
تخطط كلاً من سبيس إكس وبلو أوريجين لنقل آفاق السياحة إلى الحدود النهائية في الكون، لتكون بذلك الخطوة الأولى نحو استيطان الفضاء الخارجي.

السباق الفضائي الجديد

يتنافس رجلا الأعمال المعروفان في مجال الصناعات الفضائية، الميلارديران جيف بيزوس وإيلون ماسك، في السباق نحو القمر وما هو أبعد منه. في 27 فبراير الماضي، أعلنت سبيس إكس بقيادة ماسك عن  خطط لإيفاد سياح إلى الفضاء على نفقتهم الخاصة للمشاركة في رحلة مدارية حول القمر تستغرق أسبوعاً كاملاً بحلول نهاية العام 2018. وبعد أيام، علمنا أن خدمة أمازون برايم للعملاء المميزين سيتم توفيرها في كل مكان بحلول العام 2020، وذلك عندماكشفت تسريبات بأن بلو أوريجين وبيزوس يخططون  لإطلاق خدمة توصيل مساكن الإقامة البشرية، والتجارب العلمية، وغيرها من المعدات إلى القمر.

إن هذا التقدم الذي يسير جنباً إلى جنب هو ما يميز السباق الفضائي الجديد، حيث تدعم الشركات الخاصة الابتكارات بقدر ما - لا بل أكثر مما – تفعل الدول. ولن يكون الرابحون هم فقط أصحاب الشركات، بل البشرية جمعاء، حيث يتم تطوير وتحسين التقانات الفضائية باستمرار. على سبيل المثال، تضع كلا من بلو أوريجين وسبيس إكس على رأس أولوياتهما تقانات مثل الصواريخ الصالحة للاستخدام المتكرر التي تخفض من تكاليف الرحلات الفضائية، والذي قد يجعل السفر عبر أرجاء الكون في نهاية المطاف متاحاً بشكل أكبر أمام المزيد من الناس.

حقوق الصورة: مايكل سيليحقوق الصورة: مايكل سيلي

بعبارة أخرى، لم يعد الفوز بالسباق متعلقاً بالتفوق النووي، بل بالاستحواذ على السوق بالاعتماد على تقانة مبسطة، أو منتج أفضل، فقد أصبح السباق الفضائي متاحاً للجميع. إنه شكل جديد يحمل الثمار الإيجابية نفسها التي سبق للسباق الفضائي الأول أن حملها: وهو تحقيق مستويات غير مسبوقة من الابتكارات العلمية المركّزة. مع ذلك، سباق الفضاء بشكله الحديث يحقق هذا الأمر ولكن ليس بالقدر الذي تسببت به الحرب الباردة وسباق التسلح من العواقب المدمرة وغير المقصودة.

الابتكار: خطوة بخطوة

سبق لسبيس إكس وبلو أوريجين أن صرحا علناً إلى حد ما عن التنافس الحاصل بينهما. ففي نوفمبر من العام 2015، هبط الصاروخ نيو شيبرد من بلو أوروجين بعد  رحلة تجريبية تحت مدارية. في ذلك الوقت، هنأ ماسك بيزوس، ولكنه زعم بأن تحقيق هدف سبيس إكس في تنفيذ الهبوط أثناء عمليات الإطلاق المدارية يمثل مهمة أصعب بكثير. من جهته، ليس بيزوس من النوع الذي يترك كلاماً كهذا يمر مرور الكرام، حيث أشار إلى أن المرحلة الأولى للصاروخ فالكون 99 لا تنجح ببلوغ  المدار حقيقةً، وهي تستخدم صواريخ دافعة لتخفيف السرعة، ما يجعل هبوطه أقل صعوبة مما يقال. بعد مرور شهر واحد، نجحت سبيس إكس فعلاً بتنفيذ أول هبوط لصاروخ فالكون 9، حيث اكتفى بيزوس بالإشادة بهذا النجاح مشبهاً سبيس إكس بالوافد الجديد إلى "النادي".

منذ ذلك الوقت، نفذ المعزز الصاروخي نيو شيبرد من بلو أوريجين 44 عمليات هبوط قبل أن تحيله الشركة إلى التقاعد. في حين نجحت سبيس إكس باستعادة 8 من صواريخ المرحلة الأولى الدافعة لفالكون 9 إلى  الأرض بأمان. تعمل كلا الشركتين على أنواع كبيرة من الصواريخ: فالكون هيفي بالنسبة لسبيس إكس، ونيو جلين بالنسبة لبلو أورويجين.

غزاة من الأرض!: كيف يخطط إيلون ماسك للاستيلاء على المريخغزاة من الأرض!: كيف يخطط إيلون ماسك للاستيلاء على المريخ

والآن، تخطط كلاً من سبيس إكس وبلو أوريجين لنقل آفاق السياحة إلى الحدود النهائية في الكون، لتكون بذلك الخطوة الأولى نحو استيطان الفضاء الخارجي. إن سار كل شيء حسب الخطة، ستكون سبيس إكس دراجون أول مركبة فضائية تحمل ركاباً دفعوا ثمن  تذاكر الرحلة، ولكن هذا يبدو أمراً صعباً. فكلا الشركتين تخططان لإرسال وحدات مأهولة إلى الفضاء، والتوجه نحو القمر في 2018، ليس نتيجة أي نوع من التنافس السخيف (في أغلب الأحيان)، بل لأن ماسك وبيزوس يتشاركان بالهدف النهائي نفسه: استيطان الفضاء.

يقول بيزوس في حديث أجراه مع الصحافة في العام 20155: "تتمثل رؤيتنا النهائية بمستقبل يعيش فيه ملايين الناس ويعملون في الفضاء". في حين ردد ماسك مراراً وصفه لاستيطان الفضاء بأنه "ضرورة"، وقد شارك الجميع بخطط مفصلة لإنشاء مستعمرات على المريخ.

 

مواضيع مشابهه