جديد الأخبار

علوم وتقنية

سنغافورة ترغب بالتخضير

عدن لنج - متابعات
 
بلد مدن الحدائق سنغافورة مدينة قائمة على جزيرة، يكاد يبلغ تعدادها 6 ملايين نسمة، يقطنون في مساحة لا تتجاوز الـ700 كيلومتر مربع. هذا يعني أن الكثافة السكانية لها تكاد تبلغ 8000 شخص للكيلو متر المربع الواحد. مما يجعلها ثالث مدينة عالمياً من حيث الكثافة السكانية. لفهم الوضع في سنغافورة، يمكن مقارنتها مع الولايات المتحدة الأميركية […]

بلد مدن الحدائق

سنغافورة مدينة قائمة على جزيرة، يكاد يبلغ تعدادها 6 ملايين نسمة، يقطنون في مساحة لا تتجاوز الـ700 كيلومتر مربع. هذا يعني أن الكثافة السكانية لها تكاد تبلغ 8000 شخص للكيلو متر المربع الواحد. مما يجعلها ثالث مدينة عالمياً من حيث الكثافة السكانية. لفهم الوضع في سنغافورة، يمكن مقارنتها مع الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، والتي تحتل المرتبة 182 على مستوى العالم من حيث الكثافة، بمعدل 33 شخصاً للكيلو متر المربع الواحد.

وتقول التقديرات الحالية بأن المناطق الحضرية المأهولة بكثافة، تسهم في 70% من انبعاثات الدفيئة مع أنها لا تغطي أكثر من 22% من مساحة  العالم، فيما يثير ذلك قلق المعنيين بشؤون البيئة، بسبب التوسع الدائم للمناطق الحضرية على حساب تلك الريفية، نتيجة للعولمة والتزايد السكاني الكبيرحول العالم. إلا أن سنغافورة تحاول تحسين المدينة من خلال مبادرات التخضير منذ عام 20088.

حقوق الصورة: Singapore Tourism Boardحقوق الصورة: Singapore Tourism Board

تُعزى هذه النقلة بزيادة نسب التخضير في المدينة إلى أول امرأة تترأس وكالة التنمية الحضرية في البلاد. هذه السيدة هي شيونغ كون هيان والتي  كانت تمارس هندسة العمارة كمهنة لها، بالإضافة إلى توليها منصب المدير التنفيذي لمجلس الإسكان والتنمية، والذي كان يدير شؤون الإسكان العامة في سنغافورة.

تعرب هيان عن رغبتها في تطبيق سياسة تحفيزية تهدف إلى استبدال كامل لأي فاقد في المساحات الخضراء. مما يعني عملياً أن أي مساحات خضراء تُزال بهدف استثمار الأرض التي كانت عليها، يجب أن تستبدل بحدائق خضراء، وأن تملك المباني التي بنيت عليها شرفات مليئة بالخَضار.

دهن العالم باللون الأخضر

ولا ترى هيان أن التشجيع على زيادة المساحات الخضراء هو ترف بأي شكل من الأشكال، بل ضرورة وخاصة لمدن كنسغافورة. وأوضحت أن ما تفرضه حدود سنغافورة الطبيعية تحتم عليها التوسع شاقولياً في نمط عمراني يتبنى زيادة الكثافة السكانية. ولكن وبالرغم من الازدحام وناطحات السحاب، يمكن لسنغافورة أن تلجأ إلى زيادة مساحة اللون الأخضر من خلال الأعشاب، وفسح مكان لظهور أزرق السماء في المدينة، في محاولة للإيحاء بالمساحة والتخفيف من أثر الكثافة السكانية العالية. وتأمل هيان بأن تحقق ما يدعى "بالتصنيف الأخضر[1]" بحلول عام 2030، كما تأمل بأن تحذو مدن مماثلة حذو سنغافورة في ذلك.

يمكن للمدن الأخرى أن تقوم بتطوير مبانٍ تساعد في  حفظ الطاقة والماء مع تحسين البيئة الداخلية فيها بالفعل، وذلك باستخدام الطاقة الشمسية، وتحسين العزل في تلك المباني، مع زيادة التهوية، واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة، بالإضافة إلى وسائل حفظ الماء واستخدام الإنارة الطبيعية لإنارة المنزل، وغيرها العديد من التقنيات.

وبالإمكان تطبيق كل هذا في الأبنية الحديثة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية حول العالم، سعياً نحو تخفيف انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون منها.

[1] التصنيف الأخضر: Green Mark Rating هو نظام  تصنيف عالمي للمناطق الاستوائية تحقق فيه المباني معايير معينة من الاستدامة في تصميمها

 

مواضيع مشابهه