جديد الأخبار

علوم وتقنية

اكتشاف ما قد يكون أعمق أثر للحياة على الأرض

عدن لنج - متابعات
 
اكتشف العلماء آثارًا لمواد عضوية في عينات من الطين الغني بالمعادن من بركانٍ طينيٍ بالقرب من خندق مارينا، وهي «أعمق نقطة على سطح الكرة الأرضية وتقع في المحيط الهادي،» وإذا أظهرت هذه العينات أي دليلٍ على الحياة، فإنها ستكون أعمق أثر للحياة على كوكبنا تم اكتشافه حتى الآن.

المناطق العميقة تحفظ آثار الحياة

يبلغ العمق المتوسط للمحيطات 3.6 كم، إلا أننا نحتاج للغوص ضعفي المسافة السابقة حتى نصل إلى قاع خندق يُعرف باسم خندق مارينا، الذي يعد أعمق مكان في الأرض معروف حتى الآن.

يعتقد العلماء أن هذا الخندق ربما يعطينا فكرة عن كيفية نجاة أشكال الحياة الأولية على سطح الأرض، ويعدّ خندق مارينا جزءًا من منطقة الاندساس، ويتضمن قاع البحر فيه البراكين الطينية والفتحات الحرارية المائية التي تدل على المواد المنصهرة في نواة الأرض.

انقر هنا لاستعراض الإنفوجرافيك الكاملانقر هنا لاستعراض الإنفوجرافيك الكامل

ويقع هذا الخندق مباشرة فوق نقطة احتكاك صفيحتين قشريتين: صفيحة المحيط الهادئ وصفيحة الفلبين.

كانت استمرارية الحياة على سطح الأرض منذ أربعة مليارات عام صعبة، إذ عانى كوكبنا من اصطداماتٍ متكررة مع كويكبات أُخرى تركت حُفرًا وصخورًا بركانية على سطح الأرض، بالإضافة إلى ندرة الغذاء والمناطق الصالحة للحياة، حتى للميكروبات.

يعتقد العلماء أن بعض أشكال الحياة الأولية تمكنت من البقاء على قيد الحياة عن طريق الاختباء عميقًا في خندق مارينا.

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة تقارير الأكاديمية الوطنية للعلوم أن الباحثين وجدوا آثارًا  لمواد عضوية في عينات من الطين غنية بالمعادن من بركان طيني بالقرب من خندق ماريانا، وعلى الرغم من عدم وجود ميكروبات سليمة، إلا أن المواد العضوية تؤكد قدرة أكثر البيئات تطرفًا على دعم الحياة.

يرى أوليفر بلومبر كبير الباحثين في تصريحٍ لمجلة ناشيونال جيوغرافيك أن هذا الاكتشاف دليلٌ جديد  على عمق المحيط الحيوي على كوكبنا، وبغض النظر عن قوة الدليل الجديد، إلا أن أمامنا أمرٌ ما لم نفهمه بعد.

حياةٌ أُخرى، عالمٌ آخر

تقع مناطق الاندساس على عمق أكثر من عشر كيلومترات تحت سطح الماء، وهي مناطق رائعة، فما نعده حدًا من الحدود الحرارية المانعة لاستمرارية الحياة، وهو درجة الحرارة «120 درجة مئوية،» لا نصل إليه إلا على عمق حوالي 10 كليومترات تحت أرضية المحيط. ويضاف إلى ذلك أن المعادن، التي اكتُشفت بداخلها المواد العضوية، تشكلت من خلال عملية تدعى «السربنتين» (serpentinization) وهي تنتج غازي الميثان والهيدروجين اللذان يعدان غذاءً للميكروبات.

حقوق الصورة: Oliver Plümperحقوق الصورة: Oliver Plümper

منذ العام 1960 عندما بدأ العلماء يبحثون في هذا الموضوع لاحظوا تلك العملية في جميع أنحاء الكوكب: في مكان التقاء وتشكل القارات وفي داخل السلاسل الجبلية التي كانت في قعر المحيط وبالقرب من الفتحات الحرارية المائية.

يعتقد العلماء أن عملية «السربنتين» قد يكون مفتاح إيجاد الحياة على كواكب أُخرى بسبب طبيعة انتشارها وإمكانية دعمه للحياة في الظروف القاسية. ومن المرجح أن يتضمن كلٌ من قمر كوكب زحل « إنسيلادوس» وقمر المشتري «أوروبا» محيطات عميقة تحت سطحهما الخارجي الجليدي، بالإضافة إلى أن «إنسيلادوس» أظهر نشاطًا تكتونيًا «حركة لصفائح غلاف القمر الصخري» ما يؤدي إلى تشكل مناطق الاندساس مثل خندق مارينا.

يبحث العلماء عن الميكروبات داخل خنادقٍ أُخرى في كواكب أُخرى وهذا يحتاج إلى مواجهة نفس التحديات التي يواجهها العلماء أثناء البحث في خندق مارينا، فالوصول إلى عمقٍ كافٍ للبحث المباشر ليس سهلًا، لذلك يقتصر العلماء في بحثهم على الأدلة التي تقذفها الفتحات المائية الحرارية وعلى الأدلة المستخرجة من الصخور، إذ يرى بلومبر هذه الأدلة كالرسائل الموجودة داخل زجاجة والتي نحتاج إلى فتحها وفهم محتوها.

 

مواضيع مشابهه