جديد الأخبار

علوم وتقنية

الأرض الثانية قد تكون أقرب مما نتخيل

عدن لنج - متابعات
 
منح كوكب «بروكسيما ب» - الموجود ضمن أقرب نظام نجمي مجاور لنا - مشروعَ استكشاف الفضاء «بريكثرو ستارشوت» هدفًا قابلًا للتحقيق. ولا نعرف إذا كان «ستارشوت» سيكتشف كوكبًا صالحًا للسكن، لكنه سيفرض علينا حتمًا السيطرة على نظامنا الشمسي.

اكتشاف بروكسيما ب

اكتشف الباحثون في آب/أغسطس كوكبًا بحجم الأرض قد يكون قابلًا للسكن يدور حول أقرب نجم مجاور لشمسنا «بروكسيما سينتوري»، ما يضع «بروكسيما ب» على بعد 4.2 سنة ضوئية منا. وحاول العلماء اكتشاف مزيد من التفاصيل عن هذا الكوكب، ويأملون أن يمنحهم  تلسكوب «جيمس ويب» رؤية أفضل.  وبإمكان مركبة فضائية مرسلة إلى الكوكب جمع بيانات كافية لاستكشاف إمكانية دعم الكوكب لوجود حياة - أو إذا كان يدعم حياةً أصلًا.

اتخذ عدد من العلماء ورواد الأعمال الخطوات الأولى نحو إرسال البشر إلى نظام ألفا سنتوري قبل العثور على «بروكسيما ب» عبر الإعلان عن مشروع «بريكثروستارشوت». ويهدف هذا المشروع الدولي - الذي يدعمه المستثمر الروسي «يوري ميلنر» بمبلغ 100 مليون دولار - إلى تسريع عمليات البحث والتطوير لصنع مسبار مناسب للرحلات البينجمية. ويوفر اكتشاف «بروكسيما ب» هدفًا قابلًا للتحقيق، لكنه ما زال هدفًا شاقًا.

الأرض الثانية قد تكون أقرب مما نتخيل

وسيحتاج المسبار إلى السفر بخمس سرعة الضوء أو أسرع أثناء التنقل عبر الحطام غير المرئي للوصول إلى «بروكسيما ب» ضمن عمر العالِم المتوسط. وسيحتاج بعدها إلى جمع بيانات مفيدة ونقلها مسافة أربع سنوات ضوئية إلى الأرض عند الطيران بجوار نظام بروكسيما بسرعة 60,000 كيلومتر في الثانية.

الخطوة الرئيسة الأولى هي تسريع المركبة الفضائية إلى درجة كافية، فلا يمكن للصواريخ التقليدية تخزين وقودٍ كافٍ للوصول إلى السرعات المطلوبة، لذلك يعمل مشروع ستارشوت على استخدام الليزر. ومن شأن مصفوفة أرضية من أشعة الليزر بقدرة 100 جيجاواط توليد شعاع يدفع الشراع الضوئي الصغير  للمسبار بعد أن تطلقه الصواريخ التقليدية خارج غلافنا الجوي.

ويكمن الخطر الأكبر في التصادم مع الجزيئات البينجمية والأشعة الكونية. ويخطط مشروع ستارشوت لحماية المركبة عبر تغطية الحافة الأمامية بمادة عالية القوة مثل سبيكة النحاس والبريليوم. وستجهّز المسبار بذكاء اصطناعي لضمان ألا يؤدي الانحراف عن المسار إلى إنهاء المهمة.

ويسعى الفريق إلى إطلاق هذه المركبة عام 2040 ثم الانتظار 20 عامًا من السفر بدون أي أخبار ثم يستيقظ الحاسوب على متن مركبة ستارشوت في عام 2060 تقريبًا ليتصل بالأرض ويكشف عن اقتراب المركبة من بروكسيما سينتوري ثم يستعد للطيران بمحاذاته.

خطوة عملاقة

وستكون أولوية المركبة القصوى التقاط صورة تخبرنا إذا كان الكوكب قاحلًا أو مائيًا أخضر مثل الأرض، وقد تكشف عن تضاريس ضخمة كالحفر والجبال. ويمكن للمطياف على متن المركبة البحث عن الجزيئات التي تشير إلى وجود حياة، كالميثان والأكسجين والهيدروكربونات المعقدة الأخرى. وقد تستكشف المعدات أيضًا الغلاف الجوي (في حال وجوده) وتقيس المجال المغناطيسي للكوكب. ومن المرجح أن يحمل بروكسيما مفاجآت لا يمكن اكتشافها إلا عند الاقتراب منه مثلما يحدث ونحن نستكشف الكواكب القريبة الأخرى خارج المجموعة الشمسية.

انقر هنا لاستعراض الإنفوجرافيك الكاملانقر هنا لاستعراض الإنفوجرافيك الكامل

وينظر أنصار بعثة ستارشوت إلى نجاحها المحتمل كشيء أكبر من مجرد بيانات عن عالم جديد، فستمثل دفع البشرية ذاتها إلى مستوى جديد من الإنجاز. وقال عضو اللجنة الاستشارية للمشروع «كلفن لونج» لمجلة ساينتفيك أمريكان «أرى في ستارشوت تطويرًا  لقدراتنا، مثل الذهاب إلى القمر.»

وبعبارة أخرى، سيزودنا نجاح ستارشوت بمجموعة جديدة من القدرات التي من شأنها تحويل استكشاف نظامنا الشمسي من نطاق الحلم إلى أمرٍ روتيني. فستكون مجموعة الليزر التي خطط لها مشروع ستارشوت قادرة على إرسال مسابر إلى أي مكان في نظامنا الشمسي في غضون أيام، والقيام برحلات في الوسط البينجمي في غضون أسبوع أو اثنين.

وقال عالم الفيزياء الفلكية وأحد أعضاء اللجنة الاستشارية للمشروع «فيليب لوبين» لساينتفيك أمريكان «يعدّ هذا تحولًا جذريًّا في قدرتنا على الاستكشاف.»

 

مواضيع مشابهه