"أخونة" مؤسسات الدولة .. "البوتقة" التي ينفّذ منها #الاصلاح اعاقاته للحل السياسي ومحاولات انهاء الحرب

عدن لنج / خاص

خلال  ثمانية اعوام منذ انتفاضة فبراير 2011 وحتى اليوم يعمل حزب الإصلاح للسيطرة على كل المفاصل في الدولة اليمنية و"أخونة" مؤسساتها، وأرتفعت وتيرة الاخونة في الجيش والامن وبقية مؤسسات الدولة ، من قبل اخوان اليمن، عقب العام 2015 ، وتحديدا بعد تدخل التحالف العربي في اليمن اثر انقلاب الحوثيين على السلطة واسقاطهم صنعاء.
كان قبلها حزب الاصلاح وخلال فترة حكم الرئيس الراحل علي صالح يعمل على تطعيم مؤسسات الدولة بعناصره كي تكون عيونه الخفية التي رتاقب ما يدور في تلك المؤسسات وترفع التقارير اليومية والاسبوعية والشهرية ، واستمر التطعيم الذي انتهى اليوم بالاستحواذ الكامل وغلبة اللون الاصلاحي على بقية الانتماءات في معظم مؤسسات الدولة في اليمن.
لاشك ان "حزب الاصلاح" لم يكن يتوقع أين يأتي اليوم الذي يجدون فيه انفسهم في هذا الفرصة التاريخية من تاريخ اليمن، وتحقيق هدفهم الاسمي وهو السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية وتحويل اليمن الى دولة إخوانية، وتكون مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة اليمن سابقا.
وتكشف مصادر سياسية خاصة ان هناك خطط معدة سلفا من قبل "الاصلاح" من اجل السيطرة على كل تفاصيل الدولة اليمنية، وقد وجد الصالاحيون في الرئيس الضعيف عبدربه منصور هادي ، والحرب الدائرة فرصتهم ، لانجاح الخطة والاستحواذ على مجموعة من المؤسسات وهى
أولا: السيطرة على القوات المسلحة:  وتبدأ عملية السيطرة على القوات المسلحة من خلال تنسيب المنتمين للحزب في مختلف مؤسسات الجيش ، والدفع بأبناء الجماعة إلى الالوية العسكرية المنتشرة في مارب وميدي ، والجوف ، وتحديا المناطق العسكرية ، الخامسة والسادسة والسابعة ، وايضا الرابعة.
ثانيا: الداخلية والامن : وهذا جهاز دشنه وزير الداخلية الاسبق عبدالقادر قحطان بتجنيد نحو عشرة اللاف شخص من منتسبي الجماعة عقب 2011، ثم اتى من بعده عبده الترب ليكمل مسيرة الاول ، في التنسيب والاستيعاب.
ثالثا: السيطرة على الإعلام: يعمل الاصلاحيون على السيطرة على مؤسسات الاعلام او المسارعة الى احلال بدلاء من الموالين لهم فيها من خلال عادة تفعيل بعض الصحف الرسمية ،كما هو حاصل في صحيفتي سبتمبر في مارب ، التي كل طاقهما وقبل ذلك طاقم التوجيه المعنوي من المنتسبين للجماعة ، ناهيك عن تلسميها ادارة اعلام محافظة مارب وموقع المحافظة لسكرتير صحيفة الصحوة سابقا لسان حال حزب الاصلاح، ويعمل الاصلاحيون على التمدد والتوسع والانتشار في كافة وسائل الاعلام الرسمية والحكومية ، وليس بالضرورة ان يكون ادارتهم وسائل اعلام ، بل يسعون للحصول على الدرجة الوظيفية ، ومن ثم يعلمون على تسخير ما يتقاضونه من مستحقات في وسائل اعلام خاصة تخدم التوجه العام للجماعة.
رابعا: الخارجية : يعمل حزب الاصلاح للسيطرة على وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسي بشكل خاص وذلك من خلال تكليف عدد من المنتمين للحزب بالتحويل من تخصصاتهم الرئيسية الى علوم سياسية وعلاقات دولية ودبلوماسية، في رؤية مستقبلية للحزب ، يسعى من خلالها للاستحواذ على وزارة الخارجية والسفارات والقنصليات وذلك كي تكون بوتقته التي يخاطب من خلالها العالم عبر تطمينات شكلية تخفي خلفها اهداف خبيثة، تعمل على مزيد من التمكين للمنتمين للحزب وخدمة الموالين له ومن يسعى لاستقطابهم في الدول المستهدفة ، وقد توج ذلك من ماليزيا وواشنطن.
وكذلك القضاء ، والتجارة ، وغيرها ، ولا يألوا جهدا "حزب الاصلاح " في العمل للسيطرة على مؤسسات الدولة الإعلامية والمدنية والقضائية والأمنية وغيرهافي سلوك يهدم استقلال وحيادة المؤسسات العامة ويمهد لاستمرار سيطرة تيار سياسى واحد على السلطة وإقصاء منافسيه ، وهو بهذا يكون الوجه الاخر للحوثي القادم من كهوف الظلام ولا فرق بينهما غير ان الاخير بماسر ذلك بوقاحة وجهارا نهارا دون خوف اووجل ، فيما الاصلاح يمارس ذلك متواريا خلف شعارات فضافشة ومبررات مخادعة وكاذبة ، هدفها في الحقيقة توطين وتمكين الموالين للحزب من كل مفاصل الدولة اليمنية ، ولو شكلها المريض حاليا.
ورغم ان هناك مناصب لا يجوز أن يتولاها من له انتماء حزبى من أى نوع ــ مستتر أو معلن ــ لأنها تتعلق بأجهزة فى الدولة يجب أن تكون مستقلة بحكم القانون ولا يجوز أن يكون لها انحياز سياسى، إما لأنها تحفظ أمن الوطن وإما لأن لها وظيفة رقابية على باقى أجهزة الدولة وبالتالى يجب أن تظل مستقلة عنها، إلا ان شعار حزب الاصلاح "الغاية تبرر الوسيلة" لا يرى في ذلك اي موانع طالما سيحقق له اهدافه.
ينفي حزب الاصلاح والموالون له ، سعيهم لاخونة الدولة ويصفون من يتحدث عن ذلك بانه يروج لوقائع غير صحيحة ، لكن بالعودة الى كشوفات موظفي مكتب الرئاسة ، ومكتب نائب الرئيس وكل العاملين فيه ومعه ، ورئاسة الوزراء ، ومدراء مكاتب محافظي المحافظات، ووكلاء المحافظين ، ومدراء الادارات ، في القطاعات المدنية ، ثم في المؤسسة العسكرية لقادة وزارة الدفاع ، والالوية ونوابهم ، وعمداء الاركان ، وكتبة الالوية ، ومسؤولي التوجيه المعنوى في المناطق العسكرية ، وقادة التشكيلات التي انشئت بعد عاصفة الحزم ، يتجلى له حقيقة ان اليمنيين مقبلون على دولة اخوانية يجري الاعداد له بكل السبل والامكانيات ، وهذا يجعل من ابتلاع الاصلاح "اخوان اليمن" لبقية المكونات واقصائها امرا سهلا للغاية ، مالم تبادر مؤسسة الرئاسة وبقية الاحزاب الى مواجهة ذلك بقوة.