بطلب من #واشنطن اليماني يكتب نهاية الشرعية والتحضير للإعتراف بدولة #الجنوب

عدن لنج/ خاص- الإستقلال
أزمة جديدة تحاصر حكومة ما يسمى بالشرعية، وتكاد تخنقها، في الوقت الذي تسعى إلى إقناع المجتمع الدولي بأنها لا تزال تستحق ولو مجازاً اسم “حكومة” حتى لا تفقد الدعم والمساعدات المقدمة من دول التحالف.
 
 
آخر فصول مأسي أزمات الشرعية هو استقالة وزير خارجيتها خالد اليماني، بعد أن أمضى قرابة العام في المنصب، دون ان يحرز أي انتصار دبلوماسي يستحق الذكر، ليكون جديراً بالجواز الدبلوماسي الذي يحمله.
 
 
مجلة “الرجل” السعودية قبل قرابة الشهرين، اجرت مقابلة معه وأكد وزير خارجية هادي في حينها، أن الحرب في اليمن تقترب من مراحلها الأخيرة وأن كل حروب التاريخ تنتهي على طاولة المفاوضات، وأن ما تحتاج إليه حكومة هادي هو بعض الحكمة لتحقيق ذلك.
 
 
ويبدو أن الحكمة التي تكلم عنها اليماني هي تقديم استقالته من الحكومة بطلب أمريكي بعد ان يأس المجتمع الدولي من حكومة هادي المهترئة التي لا تحمل مشروع دوله ولا أفق سياسي.
 
 
اليماني الذي ارتبط بالسياسة الاميركية كتب من واشنطن الأسطر الأخيرة لنهاية الشرعية الساقطة والتحضير للإعتراف بدولة شمالية ودولة جنوبية.
 
 
لا يقتصر الأمر على اليماني فحسب، بل على معظم أعضاء حكومته بما فيهم رئيس الوزراء نفسه، وكذلك محافظ عدن المعين من هادي، ويكفي غيابهما التام عن كارثة السيول في العاصمة عدن أمام تحمل الاخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مسؤولية انهاء معاناة الأهالي في شوارع العاصمة.
الحديث عن فضائح أعضاء حكومة الشرعية يطول ولكن فضائحها الدبلوماسية هي الأسواء، خاصة وأنها تستمد شرعيتها من المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن وقرار 2214 وهو ما قابله هادي بغباء منقطع النظير.
 
 
فتصريحات خالد اليماني في مجلس الأمن وفي وسائل الإعلام العالمية والعربية، امتزجت بلغة تهديد أقرب إلى لغة الصقور، ، فيي حين غابت تلك الفضاضة عن تصريحات عسكريي الشرعية وحلت محلها تصريحات ناعمة أقرب إلى الدبلوماسية.
 
 
في نفس الوقت ادرك العالم ان جبهتي نهم وصرواح تسودهما حالة من الطمأنينة والاسترخاء، نقيض ما كان اليماني يرعد ويتوعد به ميليشيات الحوثي بالهلاك، ويتهمها بالضعف، مما أظهر تلك الحكومة في موقف الجاهل بالأمور، وعراها على حقيقتها أمام القريب والبعيد.
 
 
فهادي ومن خلفه الجنرال علي محسن وحزب الإصلاح، أداروا حكومتهم بعقلية العصابة التي أدار بها الاخوان مصر قبل 30 يونيو 2013 وتمخض فشلهم في ثورة شعبية جامحة أطاحت بحكمهم إلى الأبد.
 
 
ولولا غياب الوعي عن الشارع اليمني، لتعرضت حكومة هادي لثورة مماثلة، إلا أنها فضلت تسليم السلطة للحوثيين قبل أن تصل إلى ما وصل إليه إخوان مصر، وعندما تدخل التحالف العربي لانقاذها من ذلك المستنقع، تعامل أعضاؤها مع ذلك التدخل باعتباره مصدر دخل، لا مصدر لانقاذ ماء وجهها الذي مرغه الحوثي في التراب.
 
 
وبدلاً من مراجعة الاخطاء، استمر الشرعجيون في تخبطهم حتى اصتدموا بخطاب المبعوث الدولي في مجلس الأمن، والذي أشاد فيه بالحوثي، وهو ما مثل اعترافاً دولياً بفشل السياسة الخارجية لهادي والتي قد تجعل من الحوثي بطلاً عالمياً في حال استمرت على حالها.
 
 
وعلى النقيض من ذلك، رأينا القيادة السياسية الجنوبية تعمل بحنكة دبلوماسية جعلت العالم كله يقر بتفوقها ومدى مظلومية شعبها وجعلها قاب قوسين أو أدنى من الحصول على اعتراف دولي بالاستقلال الجنوبي المنشود.
 
 
وعلى المجلس الانتقالي اليوم أن يكثف الجهود في سبيل الاستقلال، فأبطال الجنوب هم من يذودون عن حياضه على الأرض، وقيادته الدبلوماسية تجوب العالم مرفوعة الرأس على خلاف نظرائهم في حكومة الاحتلال اليمنية.