ماذا سيحدث لو انسحبت #الإمارات من #اليمن وما هي الخسائر التي سلتحق بـ #التحالف_العربي واليمن؟

عدن لنج/خاص

 

برزت خلال الأيام القليلة الماضية احاديث واخبار عن تقليص الإمارات العربية المتحدة " احد اركان التحالف العربي " لقواتها في اليمن، التي تقاتل المشروع الايراني الى جانب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ولعبت الإمارات العربية المتحدة دوراً بارزاً فيه وحققت وتحقق انتصارات ساحقة. 

 

استغل الاخوان المسلمين فرع اليمن الذي يمثله ( حزب الاصلاح ) انباء تخفيض الامارات لقواتها باليمن، لإبراز اصواتهم المعبرة عن وجهة نظر محصورة جداً وتتمثل في رأيهم ودعواتهم لانسحاب الإمارات العربية المتحدة من اليمن بشكل كامل، حيث يشن الاخوان المسلمين منذ أيام حملاتهم ضد الامارات وهي حملات اعلامية ممولة من دول تعمل ضمن مخطط المشروع الايراني للسيطرة على اليمن شمالها وجنوبها .

 

وبالحديث العميق عن هذه الدعاوى او المطالبات التي تمثل فئة محصورة باليمن لم تقدم أي دور ضد المشروع الايراني ومليشياته المتمثلة بـ" جماعة الحوثيين "، يبرز بوضوح لدى كل مواطن يمني سؤالاً هاماً حول ما هي الخسائر التي ستلحق باليمن وبالتحالف العربي في حال انسحبت الامارات من المعركة في اليمن . 

 

ولحساب الخسائر التي ستلحق باليمن في حال انسحاب الامارات من اليمن ، يجب معرفة الصورة العامة لدور الامارات في اليمن حتى تتضح مجمل الخسائر بشكل أوضح، وكذا لابد من معرفة الأسباب التي تقف خلف اصوات الاخوان المسلمين باليمن وحملاتهم الممولة لاستهداف الامارات والتحالف العربي بشكل عام وما هو دور الإخوان في مواجهة المشروع الايراني الذي يستهدف اليمن والمنطقة العربية بشكل عام. 

 

دور الإمارات في اليمن

 

قد لا توفي الكلمات والعبارات والتقارير والتحقيقات الصحفية دور الامارات في اليمن وما حققته من انجازات ما كانت لتحدث لولا ان الامارات كانت موجودة وتعمل على الارض مع شركاء حقيقيين ومخلصين.

 

 ولكن بالامكان ذكر بعضاً من دور الامارات العربية المتحدة في اليمن التي مثلت رأس الحربة وجسدها بالنسبة للتحالف العربي ومعركته في مواجهة ايران ومليشياتها باليمن وبالنسبة للحكومة اليمنية التي تمكنت الامارات من عودتها من المنفى الى اليمن وحمايتها بمقرها في عدن بعد ان كانت الحكومة او السلطات " الشرعية " منفية ولا أثر لها في اليمن منذ دخول المليشيات الحوثية الى عدن في نهاية مارس 2015م . 

 

فدور الإمارات يعرفه جميع أبناء اليمن ولا يقتصر على الانتصارات التي تحققت بوجود الإمارات واشرفت عليها سواء ضد المليشيات الحوثية او الجماعات الارهابية، بل يتجاوز ذلك إلى دعمها بعشرات من المليارات الدولارات في تأهيل واعادة اعمار المؤسسات والاغاثة والتخفيف من تبعات واثار الحرب وتشغيل المرافق الحكومية واعادة تأهيل المدارس ودعم التعليم والصحة وخدمات الكهرباء والمياه وقطاع النقل الى جانب دورها في تبني معالجة جرحى المعارك وتسفيرهم للخارج ومعالجة مرضى واقامة تأهيل وتدريب ودعم انشطة مجتمعية وتعليمية وتربوية وغيرها. 

 

 

وعسكرياً يبرز الدور الرئيسي للإمارات في كونها حققت للتحالف العربي أكبر الانجازات التأريخية في التصدي وهزيمة المشروع الإيراني، حيث غالبية الانتصارات في اليمن ضد المليشيات الحوثية كانت من صنع ودعم ومشاركة الامارات الى جانب قوات المقاومة الجنوبية التي التحمت بقوات التحالف العربي سيما القوات الاماراتية لتحقيق إنتصارات ساحقة في فترة زمنية وجيزة بدءً من تحرير عدن وباب المندب ومحافظات جنوب اليمن ووصولاً الى تحقيق الانتصارات في عمق شمال اليمن انطلاقاً من الساحل الغربي ووصولاً الى مشارف مدينة الحديدة التي تعتبر آخر متنفس لمليشيات الحوثي، وامتداداً إلى مأرب التي لا تزال تحت حماية باتريوت الامارات ونفس الأمر في تعز وجبهات آخرى.

 

وشكلت الامارات اليد القوية لتحالف الحزم والعز الذي تقوده المملكة العربية السعودية في مواجهة التمدد الايراني الفارسي في اليمن وقطع أياديه في جنوب اليمن ومطاردته الى شمال اليمن لولا الخيانات التي تعرض لها التحالف العربي من جماعات حزبية التصقت بالمعركة لغرض التعطيل وعرقلة التحالف عن مواصلة هزائمه لإيران وميلشياتها في شمال اليمن.

 

ولا ينكر إلا جاحد أن الامارات العربية المتحدة كانت صاحبة الفضل بعد الله تعالي، في تأمين المحافظات المحررة وتأمينها ومكافحة الارهاب فيها ، حيث حقق الإمارات في اليمن مكافحة الارهاب ودعم الاجهزة الامنية والعسكرية وانشاء وحدات مكافحة الارهاب للقيام بمهام مواجهة الجماعات الارهابية التي استغلت الحرب في اليمن للسيطرة على محافظات ومديريات، فكانت الامارات بشراكتها مع المقاومة الجنوبية قد تمكنت من تأمين عدن وحضرموت وشبوة وابين ولحج والضالع، الامر الذي مكان " الحكومة اليمنية " من العودة لعدن لممارسة مهامها والتي تم تكن قادرة على العودة لولا الدور الاماراتي والدعم والجهود الجبارة. 

 

 

للإمارات في اليمن دور لا يمكن ان يتركه التحالف العربي او يستغني عنه لمجرد بروز أصوات محصورة من فئة حزبية تمثل نفسها ولا علاقة لها بالشعب اليمني وهي اصوات تسعى لتحقيق رغبات حزبية او مكاسب ضيقة على حساب وطن وشعب وفي ظروف حرب ومواجهات هي بالغة التعقيد.

 

التي انقلبت على سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي الشرعية واجتاحت كل محافظات اليمن قبل ان يتم طردها من محافظات جنوب اليمن ولكنها بقيت مسيطرة على على غالبية محافظات شمال اليمن.

 

ما هو دور المطالبين برحيل الامارات من اليمن

 

 

 تبرز أصوات مجموعات فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين باليمن دون غيرهم من احزاب وفئات الشعب اليمني للمطالبة بانسحاب الامارات من اليمن في وقت لم تقدم تلك المجموعات أي دور يذكر في اليمن لا للمعركة العسكرية ضد ايران ومليشياتها ولا للشعب اليمني.

 

وبحساب الفعل في ميزان ما يجري باليمن، فالحقيقة الواقعية التي يعرفها كل الشعب اليمني جنوباً وشمالاً ان دور الاخوان المسلمين ( حزب الاصلاح اليمن ) يقتصر في شن حملات اعلامية وتشويه دور التحالف العربي وفتح جبهات جانبية في الوقت الذي تقوم به الامارات والتحالف العربي وقوات المقاومة الجنوبية في خوض أشرس المعارك ضد مليشيات ايران الحوثية في جبهات شمال اليمن . 

 

فلم يقدم حزب الاصلاح منذ بداية عاصفة الحزم أي انتصارات تذكر لدعم التحالف العربي او دعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ولم يحرك ساكناً حتى في التصدي او حماية المناطق المحررة ببعض محافظات شمال اليمن من اعادة تمدد المليشيات الايرانية الحوثية، والاكثر واقعية في هذا الشأن ان الاخوان المسلمين سلموا مناطق محررة لمليشيات الحوثي في شمال اليمن بعد تحريرها.

 

لماذا يطالب الاخوان المسلمين باليمن بانسحاب الامارات؟

 

ليس من السهل ان تنسحب الامارات العربية المتحدة احد أركان التحالف العربي من اليمن، في مرحلة لا تزال المعركة على أشدها في التصدي ومواجهة المشروع الإيراني في اليمن.

 

لكن ومن سبيل الذكر لا الحصر تبرز عدة اسباب لحملات الاخوان باليمن ضد الامارات ومطالبتهم بانسحابها، وهي اسباب عديدة منها اقليمية واخرى محلية تتعلق بمواجهة الامارات للمشروع الايراني وتحقيقها انتصارات ساحقة، وكذا انتصارها بقوات المقاومة الجنوبية في تطهير المحافظات المحررة من الجماعات الارهابية التي يمولها ويدعمها ويدربها الاخوان المسلمين. 

كما ان وجود الامارات في اليمن حال دون تسلق المخطط الاخواني على تضحيات الاخرين واستغلال سلطة شرعية هادي للسيطرة على الجنوب واحلال المشروع الاخواني الخطير على دول التحالف العربي والمدعوم من قطر وتركيا ليكون بديلاً للمشروع الايراني العدواني والمشروعان الاخواني والايراني يخرجان مشكاة واحدة.

وهناك الكثير من الاسباب التي جعلت مجموعة الاخوان المسلمين باليمن لا يتسنى الامر لذكرها. 

 

 

ماذا لو انسحبت الامارات من اليمن؟

 

في ميزان الحروب والانتصار والخسارة لا يمكن ان تترك تضحيات شعبية ورسمية كبيرة في لحظة ما بمجرد بروز أصوات مأزومة للمطالبة برحيل هذا او ذاك من حرب لا أثر فيها ولا دور يذكر لتلك الأصوات المأزومة. 

 

وفي ظل كل الاسباب الموضوعية والمخاطر والتهديدات المؤكدة التي تتعرض لها المنطقة العربية باسرها في حال سيطرت ايران على اليمن شمالاً وجنوباً، والتي تؤكد صعوبة انسحاب الامارات بما لها من ثقل ودور محوري في معركة التحالف العربي باليمن. إلا أن انسحاب الامارات من اليمن قد يصبح وارداً وليس مستحيلاً..

وبالنظر الى التاثيرات والمخاطر اذا ما انسحبت الامارات من اليمن فأولها ياتي في انهيار التحالف العربي وعودة ايران الوضع باليمن الى نقطة الصفر في تهديد باب المندب والتمدد اليه وإطباق الحصار على الخليج العربي وبالتالي هزيمة المملكة العربية السعودية لمعركتها الطويلة مع ايران والتي ستبلغ نهايتها بذلك بسقوط السعودية تحت احتلال ايران على المدى المتوسط والبعيد ان تجاوزت المملكة خطورة الوضع القريب.

 كما ان أي انسحاب للامارات يعني اعلان هزيمة التحالف العربي وانتصار المشروع الايراني في المنطقة العربية وانتكاس كل التضحيات التي قدمها التحالف العربي في معركته باليمن ضد ايران واتباعها. 

اما من تأثير انسحاب الامارات من اليمن على الحكومة اليمنية فسيكون اكثر كارثية مما قد يؤدي بالحكومة الى مغادرة عدن والعودة الى منفاها الاول عام 2015 والتي لم تكن لتعود لعدن لولا ما حققته الامارات والمقاومة الجنوبية في المحافظات الجنوبية. 

 

الى جانب ذلك سيحول انسحاب الامارات من جنوب اليمن بالذات الى مرتع للجماعات الارهابية باعتبار الامارات قائدة الانتصارات في مكافحة الارهاب، فيما قوات مكافحة الارهاب الجنوبية لا تزال قيد التأسيس وبحاجة الى دعم لوجستي وعسكري لمواصلة الانتصارات ضد مكافحة الارهاب.