لماذا ينزعج ثنائي الإفك والإستحواذ من الحضور #الإماراتي في #اليمن؟

عدن لنج /خاص


تصاعد الهجوم الإخواني على أدوار دولة الإمارات العربية باليمن، وهو أمر له دلالاته السياسية والعسكرية أيضًا، إذ أنه يأتي في وقت تعاني دولة قطر من فشل مشروعها التي كانت تدعمه من خلال حزب الإصلاح من خلال اختراق أكبر قدر ممكن من المحافظات المحررة بما يشي بفشل التحالف العربي للتعامل معها، كما أنه يأتي بالتزامن مع هزائم إيران المتتالية في المنطقة.


ويرى مراقبون إن الأدوار الفاعلة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة المخططات الإخوانية، سواء كان ذلك من خلال دعم محافظات الجنوب ضد مؤامرات الإصلاح، أو من خلال الإحراج الذي تسبب فيه للشرعية بعد أن تولت الجزء الأكبر من الجانب الإغاثي والخدمي للمواطنين، وانعكاس ذلك على شعبية القيادات الموجودة بالشرعية والموالية للإخوان، بث الذعر في نفوس الإخوان ما يدفعهم يلقون هجومهم الهمجي ضدها عبر أبواقهم التي طالما دافعت عن الإرهاب.


وتظل بصمة الإمارات حاضرة في كل انتصار تحقق على مليشيات الحوثيين والجماعات الإرهابية منذ ٢٠١٥م، ما يشير بأن المطالبون برحيل الإمارات يدركون أدائها الجاد والمتميز قياساً بجبهاتهم التي نخرها التواطؤ والفساد، وأن هذه المطالبة ليس لشيء سوى الحفاظ على ما تبقى من أجندة الدوحة وطهران وتعزيزها.


فليس غريبًا أن تكتظ وسائل الإعلام الإخوانية والقطرية والإيرانية بحملات إعلامية مشبوهة بعضها عبارة عن شائعات ليس له أساس من الصحة والآخر يستهدف تشويه الدور الإماراتيباليمن، فما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة لليمن أحبط الكثير من العمليات الإجرامية لتلك البلدان التي هدفها الأساسي السيطرة على مقدرات الدولة وإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة.


يرتبط تصاعد تلك الحملات مؤخراً بعدة متغيرات داخلية وإقليمية، على رأسها التضييق الأمريكي على طهران وانعكاس ذلك على قدرتها في دعم المليشيات الحوثية باليمن، وبالتالي فإن البديل هو الإرتكان على الحملات الإعلامية التي تشويه ما تسميها إيران بالعدو، الأمر الذي يجعل الهدف الأساسي لوسائل الإعلام هذه يرتبط بالتحالف العربي ومحاولة شق الصف داخله بما يشي بأن هناك انقساما يؤثر بالإيجاب على العناصر التابعة للمليشيات الحوثية والتي ملت القتال وإيهامها بأن الانتصار قريب وأن المعركة قاربت على الانتهاء.


المتغير الثاني يرتبط بأبعاد داخلية لها علاقة تحديدا بما يجري فيمعركة الضالع، إذ أثبت القوات المسلحة الجنوبية قدرتها على دحر المليشيات الحوثية، وذلك بدعم ومساندة التحالف العربيبشكل عام، ودعم إماراتي غير محدود للمكونات الأمنية الجنوبية التي تحاول الحفاظ على استقرار محافظات الجنوب، والوقوف في مواجهة المؤامرات الإخوانية الساعية لإثارة القلاقل وإعادة احتلال تلك المناطق.


على مدار ثلاثة أشهر فشلت جميع المحاولات العسكريةالإخوانية والحوثية في اختراق جبهة الضالع، وبالتالي فكان لابد من البحث عن أساليب أخرى من الممكن أن تحقق أهداف تحالف الشر، ووجدوا ضالتهم في الحملات الإعلامية المضللة التي تبرع فيها قناة الجزيرة وأخواتها، بالإضافة إلى الإعلام الإيراني الذي يتنفس بالأساس على الشائعات، وكان الرصاص الذي يطلقه هؤلاء مصوبا تجاه دولة الإمارات بشكل خاص لإدراكهم بالدور المؤثر والفعال لها، وكذلك فإنه في المقابل يضرب المملكة العربية السعودية في محاولة لتشويه العلاقات بين البلدين.


تشكل دولة الإمارات شوكة في حلق كلا من قطر وإيران لأنها استطاعت أن تحبط الكثير من المؤامرات التي تحاك ضد اليمن، وكانت كاشفة منذ البداية لخيانة الدوحة لدول التحالف، واستطاعت أن تطردها خارج القوة العسكرية المشاركة فيعاصفة الحزم، كما أن إيران فشلت في أن تفرض سيطرتها علىمحافظات الجنوب من خلال مليشياتها، وهي المناطق الإستراتيجية بالنسبة لتهريب المال والسلاح إلى عناصرها الموجودة في الشمال، وهي تدرك بأن إضعاف التحالف العربيبشكل عام يصب في صالحها.


على المستوى الإنساني والإغاثي فإن لدولة الإمارات دوراً بارزا في تطيب جروح الفقر والنزوح والأوضاع الاجتماعية المتدهورة، وشكلت بديلاً أكثر فاعلية من المنظمات الأممية التي حاربتهاالمليشيات الحوثية لعقاب المواطنين الأبرياء، واستطاعت أن تبث الحياة وتطور من أدوات المواطنين بالمحافظات المحررة، في وقت ظلت المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية غارقة في أزماتها وهو ما ساهم في زيادة الرفض الشعبي للمليشيات.