حرب #اليمن تلج عامها الخامس بسيطرة #الاخوان على مؤسستي الجيش والأمن

عدن لنج/خاص

تمضي الحرب في اليمن نحو اكمال عامها الخامس دون أفق يشير الى نهايتها التي رسمها التحالف باستعادة الشرعية وانهاء الانقلاب الحوثي مطلع عام 2015م.


وباستثناء العام الأول من الحرب الذي انتهى بتحرير المحافظات الجنوبية ومعارك الساحل الغربي، لم يطرأ أي تغيير في المشهد العسكري خلال السنوات الثلاث الماضية ودخلت الحرب وجبهاتها في الشمال جمودا اقرب الى الموت السريري.


جمود لم تعد اسبابه مجهولة بل واضحة للعيان ، وكيف بات طرف واحد متحكما بالملف العسكري في معسكر الشرعية وهو من عمل على اخضاع جبهات الشرعية للجمود لأهدافه الخاصة التي عمل عليها منذ بداية الحرب.


فخلال سنوات الحرب كان تنظيم الاخوان في اليمن عبر حزب الاصلاح يخوض معركته الخاصة لحماية بقاءه ووجوده عقب الانتكاسة المدوية التي حصلت له في مصر.


ادرك الإخوان سبب انتكاستهم في مصر رغم أنهم سيطروا على مؤسسات الدولة ، فأدركوا أن فشلهم في اختراق مؤسسات الجيش والأمن والمخابرات هوأطاح بهم بعد ان انحازت هذه المؤسسات الى خيار الشعب المصري برفض الاخوان ولهذا عادوا من الرئاسة إلى السجون.


في اليمن أراد التنظيم الدولي للإخوان منع هذا السيناريو ، بعمل مخطط مدروس خلال الخمس سنوات الماضية لكي تصبح الشرعية والدولة في قبضة عناصره دون شركاء العمل السياسي والعسكري في الشرعية، فكانت أولى أهدافه السيطرة على مؤسستي الجيش والأمن واللتان أصبحتا تحت سيطرته وانتقل بعدها للسيطرة على بقية مؤسسات الدولة.


كان لهذا المخطط التي رسمت ملامحه من خلال اجتماع سري لقيادات التنظيم مع ممثل الإخوان في التنظيم الدولي للإخوان عن اليمن ياسين عبدالعزيز القباطي عقب الإنقلاب الحوثي وانطلاق عاصفة الحزم ، كان لهذا المخطط هدف مزدوج.


فمن ناحية يهدف مخططهم الى الهيمنة على القرار في الشرعية من ، ومن ناحية أخرى استنزاف التحالف العربي ( السعودية والإمارات ) اللتان يعتبرهما التنظيم أنهما وراء انتكاسة الإخوان في مصر وليبيا وتونس.


كانت هذه هي البداية للمهمة والتي وضعوا لها خططاً وبنوداً لتحقيقها وكانت أولى تلك البنود أن يسيطر الإخوان في اليمن ( حزب الإصلاح ) على مؤسستي الجيش والأمن ليتمكن من تنفيذ المخطط وليتحاشى سبب سقوط الإخوان بمصر.


ضخ التحالف العربي مئات المليارات من الدولارات وآلاف العربات والمعدات العسكرية الثقيلة والأسلحة النوعية للجبهات الخاضعة لسيطرة الاخوان التي تحولت الى ثقب اسود يبتلع كل هذا الدعم ، اما الى مخازن الاخوان السرية لاستخدامها في معاركهم الخاصة كما حصل في تعز ومأرب ، واما بالمتاجرة بجزء منها وبيعها للحوثي.


4 سنوات وجبهات صرواح مأرب وفي نهم صنعاء وفي الجوف وحرض وميدي تراوح مكانها منذ بداية الحرب بل هناك تراجع للجيش الوطني في بعض الجبهات ، على العكس تماما من الوضع في الجبهات الأخرى.


فتحرير المحافظات الجنوبية كان على يد المقاومة الجنوبية التي واصلت التقدم شمالا على طول الساحل الغربي وعبرت المخأ بتعز وصولاً إلى الحديدة مع ألوية العمالقة والزرانيق وقوات انضمت مؤخرا في معارك المخأ والساحل الغربي تتبع طارق صالح وبدعم واسناد من التحالف العربي المملكة والإمارات.


أما في تعز لم يسجل حزب الإصلاح أي تقدمات تذكر ماعدا تقدماً واحداً في جبل جرة بداية الحرب وبمساندة من اللواء 35 مدرع وكتائب أبي العباس وأما بقية المناطق المحررة داخل المدينة فكانت على أيدي السلفيين في كتائب أبي العباس الذين حرروا مايقارب من 80% من الأراضي المحررة داخل مدينة تعز.


في حين تولت قوات اللواء 35 مدرع تحرير أغلب مديريات ريف تعز ، وتم انتزاعها جزء كبير منها لاحقا لصالح الألوية الخاضعة للاصلاح.


كان لتنظيم الأخوان أهداف أخرى ايضا من إطالة أمد الحرب ، فمن جانب يعمل على استنزاف التحالف العربي ومن جانب أخر العمل على تأليب الرأي العام ضده وتحمليه سبب إطالة المعاناة خدمة للأهداف القطرية باستهداف دول التحالف.


وتجلى ذلك بوضوح من خلال الحملات الشرسة التي شنها عناصر الاخوان ضد دولة الامارات للتخلص من دورها في اليمن ، وإبقاء السعودية وحيدة في المعركة والاستفراد بها لاحقا.


فأهداف تنظيم الأخوان وسيطرته على القرار في الشرعية تتلاقى مع مصالح قطر وحلفيتها إيران في الهيمنة على الملف اليمني وحصره بين حلفيين للدولتين وهما الاخوان والحوثي.


طرفان يراد لهما أن يقرران شكل التسوية السياسية القادمة ، وهو هدف لن يتم الا بالتخلص من باقي القوى في المشهد اليمني بما فيها السعودية التي ستتحول الى هدف قادم للاخوان في المرحلة القادمة.