الظرف الإيراني المعقّد يتيح لـ #السعودية فرصة تمرير صفقة سلام رابحة في #اليمن

عدن لنج/العرب

تواصل المملكة العربية السعودية تصدير خطاب إيجابي بشأن رغبتها في تسريع إرساء سلام في اليمن ينهي الصراع الدائر هناك منذ أكثر من خمس سنوات.

 

وقال وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، الجمعة، إنّ “هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة تتبعها تسوية في اليمن”.

 

وتطمح الرياض لإطلاق عملية سلام شامل في اليمن تأسيسا على نجاحها مؤخّرا في رعاية اتّفاق بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي نزعت به فتيل نزاع مسلّح بين الطرفين.

 

ويقول مراقبون إنّ السعودية بصدد تغيير أسلوبها في التعاطي مع الشأن اليمني والانتقال من استراتيجيا الحرب إلى استراتيجيا السلام، مع الحفاظ على هدفها الأساسي المتمثّل في سحب البساط من تحت أقدام غريمتها إيران، ومنع تمدّدها في جنوب الجزيرة العربية وما يتصل بها من ممرات بحرية استراتيجية.

 

ويرى هؤلاء أنّ شرط فكّ الحوثيين لارتباطهم بطهران وأجندتها في المنطقة سيكون حاضرا في أي محادثات ضمن مسار السلام الجديد.

 

ويقول مصدر سياسي خليجي إنّ المملكة ترى الظرف مهيّأ الآن لتنفيذ مثل ذلك الشرط أكثر من أي وقت مضى، في ظل الضغوط الشديدة المسلّطة على إيران والمصاعب الاقتصادية الكبيرة التي تعانيها جرّاء العقوبات الأميركية عليها وانعكاسات ذلك على وضعها الداخلي.

 

ويضيف أنّ الحوثيين يعلمون جيدا أن إيران تمرّ بحالة ضعف شديد ولن تكون قادرة على دعمهم ماديا وسياسيا بنفس المستوى الذي كان قائما من قبل، ولذلك لن يتردّدوا في اغتنام الفرصة التي تتيحها لهم السعودية.

 

ولم يخل كلام الجبير من استدراج للحوثيين نحو مربّع السلام عبر التلويح لهم بدور في مستقبل اليمن

 

وقال في كلمته بمنتدى “حوارات المتوسط” الملتئم بالعاصمة الإيطالية روما إن كلّ اليمنيين بمن فيهم الحوثيون لهم دور في مستقبل اليمن.

 

وشدّد، بحسب ما نقلته قناة العربية، على أنّ “الحل الوحيد في اليمن سياسي”، واصفا هذا البلد بأنّه “ذو أهمية خاصة بالنسبة للمملكة، وأن تدخل إيران هناك مدمر”.

 

ويلحظ متابعون للشأن اليمني جدية سعودية في طي ملف الأزمة اليمنية وذلك من خلال العديد من الخطوات التي أقدمت عليها والدالة على حسن نواياها، ومن ذلك إطلاقها سراح العشرات من الأسرى المنتمين إلى جماعة الحوثي، وفتحها المجال الجوي اليمني الذي تسيطر عليه قوات التحالف العربي بقيادة الرياض، لرحلات جوية لنقل مرضى وجرحى عبر مطار صنعاء نحو الخارج للعلاج.

 

وألقى الجبير مسؤولية تعطيل السلام في اليمن على إيران قائلا إنّها “المعطل الأكبر لحل الأزمة اليمنية”.

 

وأضاف أنّ إيران تهدد المنطقة برمتها ولم يعد من الممكن تحمّل عدوانيتها، معبّرا عن دعم الرياض لحملة الضغط القصوى المسلطة على طهران من قبل واشنطن.

 

وشدد الجبير على أنه “لا بد من حرمان إيران من الأدوات التي تهدد بها المنطقة والعالم”، قائلا “إيران تؤمن بمبدأ تصدير الثورة ولا تحترم سيادة الدول.. ولابد أن نتحلى بالصرامة معها”، إلّا أنه حرص على التوضيح أنّه “لا أحد يسعى للحرب”.