القيادي علي الخليفة رئيس ثوري الحواشب في حوار صحفي الشعب الذي يعشق الحرية والتضحية لن يختار غير الإستقلال خياراً للحياة

عدن لنج /محمد عقابي

 

يعتبر القيادي علي الخليفة واحد من الأسماء التي برزت ولمعت في البدايات الأولى لإنطلاق حركة النضال السلمي الجنوبي عام 2007م واقترن اسمه بالعديد من الفعاليات الجماهيرية والمسيرات والإعتصامات المنددة بسياسات نظام الإحتلال اليمني إبان حكم الراحل علي عبد الله صالح، ظل هذا المناضل مشاركاً وحاضراً ومسهماً في انجاح كل الفعاليات الإحتجاجية والمطلبية والمنادية بالقضية الجنوبية في كل الساحات وميادين الحراك السلمي ولم تخلو ساحة من ساحات التظاهرات التي دعت اليها هيئات تنسيق الفعاليات الجماهيرية من وجوده، استمر على هذا المنوال باذلاً دم فؤاده في سبيل الجنوب ارضاً وانساناً وكان يتغلب على كل ظروفه المادية القاهرة لكي يحضر ويشارك في تلك الفعاليات مع نخبة المناضلين الشرفاء الذي تجشموا في تلك المرحلة كل العناء والمشقة ونحتوا لإسمائهم مكاناً في سجل النظام متجاوزين كل الخطوط الحمراء والحواجز والقيود التي كانت تفرضها سلطات الإحتلال ممثله بقوات الأمن المركزي ضد الجنوبيين المناوئين لنظام صالح، في هذه المادة الصحفية افسحنا مجال الحوار مع هذا القيادي والناشط البارز الذي يشغل حالياً صفة رئيس المجلي الثوري بالحواشب وسألناه عن بعض القضايا التي تهم الشارع الجنوبي في هذه الظروف والمرحلة التاريخيه من عمر الثورة الجنوبية فكانت اجاباته على النحو التالي فتابعونا.


حاوره/محمد مرشد عقابي:


*هل لك ان تعطي القارئ الكريم صورة عن توجهات المجلس الثوري ومن اي زاوية يحمل القضية الجنوبية؟*

- اولاً اشكرك اخي محمد على إتاحة هذه الفرصة أمامي للحديث، بالنسبة للمجلس الثوري بقيادة الزعيم المناضل حسن احمد باعوم حفظه ربي ورعاه هو مكون جنوبي معروف ومنبثق من رحم الشارع الذي يطالب بحق الإستقلال وتقرير المصير، هذا التوجه هو الشعار الوحيد الذي ناضل ولا يزال يناضل تحت قبته كل المنضوين في إطار هذا المكون النضالي الجنوبي العريق بعراقة قائده المناضل الجسور حسن احمد باعوم، وهو كيان تمخض من واقع الأحداث التي عاشتها الساحة الجنوبية ومن معاناة شعبنا الجنوب الذي تعرض لأشد حملة بربرية عدوانية هوجاء من قبل نظام الإحتلال اليمني منذ عام 1990م الى مطلع بواكير العام 2015م للتتدخل عاصفة الحزم لإغاثة شعب الجنوب ومعاونتهم على التخلص من هذا العدو الغاشم.

*ماهي طبيعة المظالم التي عانى منها شعب الجنوب طيلة حقبة الوحدة مع اليمن؟*

- والله يا اخي المعاناة من منظورها العام تتعدد وتتنوع واعتقد لا يمكن وصفها في مساحة صغيرة مثل هذه، انما يمكن لنا ان نفند ابرز وأهم عانى منه ابناء الجنوب في كل لمحافظات جراء سياسة الظلم والقهر والإستبداد والإقصاء والتهميش والتي تعتبر من مخرجات حرب 94م وما تلاها الى ما قبل حرب 2015م كل تلك المظالم المتراكمة نتج عنها خراب وتدمير لكل البنى الخدمية التحية ومؤسسات دولة الجنوب، طيلة تلك الفترة امعن نظام الإحتلال في الإستئثار بالجنوب ارضاً وثروة وهوية وتاريخ، ولم يتعامل مع الجنوب كدولة وشريك ندي يحترم في الوحدة، لم يراعي هذا النظام الهمجي المتغطرس تلك المعايير الدبلوماسية التي يجب الإلتزام بها، وسعى بكل الأساليب لفرض وحدة المنتصر بقوة السلاح والقمع والتعذيب والتعسف فكانت كل سياسات حكمه تقوم على الضم والإلحاق والإلغاء وتقويض كل مرتكزات الشراكة في السلطة والثروة، بل ان سلطات هذا النظام الهمجي كرست ثقافة الكراهية وزرعت بذور العنصرية والمناطقية والفساد والثقافات الأخرى الدخيلة بين ابناء الجنوب الذين لايزالوا يعانون منها حتى اليوم، وعمدت جماعات وتنظيمات وعصابات الفود التابعة لنظام المحتل على سلب ونهب ومصادرة الحقوق والأراضي والأملاك والحريات وأصول دولة الجنوب الخاصة والعامة ودمرت كل مؤسسات الدولة بطريقة ممنهجة ومدروسة الغرض منها طمس هوية هذا البلد الحضاري العريق.

*هل تقتصر المظالم عند هذا الحد؟*

- سبق وان كلمت اخي آنفاً بأن المعاناة التي كابدها شعب الجنوب تحتاج الوقت والمساحة التي تكفي لسردها وتضمينها، ومع ذلك نقول بان نظام المحتل اليمني عمد طوال تلك الفترة من الإحتلال الذي يرتدي ثوب الوحدة على طرد وإبعاد وتشريد وتوقيف بل وقتل وتصفية معظم عمال وموظفي الدولة من أبناء الجنوب كانوا مدنيين او عسكريين الى جانب تسريح وحرمان عشرات الآلاف من الوظيفة العامة ومن الإلتحاق بسلك المؤسسات السيادية، علاوة على منعهم من ابسط الحقوق المشروعه، ناهيك عن طمس هوية كل ما يتصل او يتعلق بتاريخ الجنوب وحضارته والإنتقاص من دور مناضليه والتقليل من شأن شهدائه وإحياء موروثات الصراع والنزاع والفتن والنعرات والثأرات بين ابناء شعبنا والتي لم تكن معروفه لدينا لا في عاداتنا ولا تقالدينا ولا عرفنا القبلي.

*هل ما تزال تلك الموروثات يتأثر فيها المجتمع الجنوبي وقائمة فيه حتى الآن؟*

- شعب الجنوب معروف لدى كل شعوب العالم بمدنيته وتحضره وثقافته الواسعة وعلاقاته القابلة للتأقلم والإندماج مع باقي شعوب العالم فقد استطاع هذا الشعب المتشبع بالثقافة والحضارة ان يتغلب على هذه الموروثات الخبيثة التي حاول العدو ان يزرعها ويغذيها في نسيجه الإجتماعي وينهيها بفعل مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الذي مثل ضربه قوية وقاسمة لمخططات العدو ومشاريعه القذرة، فالعدو المحتل مارس طيلة تلك الحقبة المظلمة من التاريخ كل اشكال الإبتزاز السياسي والقهر والتنكيل والترهيب والترغيب والتمييز العنصري تجاه أبناء المحافظات الجنوبية.


*هل لك ان توضح حقائق ما تقول اكثر كي تضع القارئ امام الصورة الجليه لما تتحدث عنه؟*

- القارئ الجنوبي يعي ويدرك ولديه الخلفية الكبيرة عن كل ما حدث من قبل سلطات الإحتلال المني في الفترة التي اعقبت احداث 94م فالجيل الذي عاصر تلك المرحلة على دراية تامه بما دار فيها من احداث مأساوية ذاق ثبورها شعب الجنوب الأعزل والمغلوب على أمره، من بينها ممارسات وسياسات الإقصاء الإستعلائية والإصرار على تحجيم دور ومكانة الجنوب ارضاً وإنساناً وهذا القى بظلال تأثيره على كافة صور الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وما تلاه من اجهاض تام لكل ما بقي من مشروع شراكة مع هذا النظام الغادر والخائن وهذا تمثل باجتياح الجنوب عسكرياً للمرة الثانية مطلع 2015م ومعه انتهت كل صور ما تسمى الوحدة واندثرت بعدما سفكت دماء ابناء شعبنا وإزهقت أرواح الشرفاء والأحرار من ابناء الجنوب العزل الذين دفعوا ضريبة هذه الوحدة كثيراً وما يزالوا يدفعوا ضريبة مواقفهم المناهضة لبقاء مليشيات نظام صنعاء على اواضيهم في شبوة وأبين وحضرموت حتى اللحظة.

*ماهي الضريبة التي يدفعها شعب الجنوب؟*


- يدفع الدماء والأرواح ويقدم قوافل الشهداء دفاعاً عن ارضه وعرضه ودينه وعقيدته في هذا الوجود، ويومياً ترتكب مليشيات الإحتلال اليمني بشقيها الحوثي والشرعي جرائم القتل والإرهاب ضد الأبرياء من أبناء شعبنا العزيز في أبين وشبوة وحضرموت وكل المناطق الغير محرره التي لا تزال لها موطئ قدم فيها، كل تلك الإنتهاكات والجرائم التي ترتكب عن سبق إصرار وترصد احدثاً شرخاً وتصدعاً كبيراً في بنيان ما تسمى الوحدة وجرحاً عميقاً لا يمكن ان يندمل بل انه يتفاقم ويتوسع ويتزايد بفعل الأعمال والممارسات والإنتهاكات اللإنسانية والمستمرة التي تقترفها هذه القوى الطاغية والظالمة بحق شعب يطالب بحقه المكفول دولياً في الحرية والعيش الكريم اسوة بباقي شعوب الأرض.


*هل المرحلة الحالية تتناسب مع حق الجنوب في إعلان فك إرتباطه بنظام صنعاء؟*

- نترك إجابة هذا السؤال للأخوة في القيادة الثورية الجنوبية ونحن سنظل اوفياء لهذا الشعب العظيم وجنوداً مجنده لخدمة هذا الوطن الغالي، كما اننا حالياً نعمل وفق منظمومة عمل مشتركة مع الأشقاء في دول التحالف العربي لمحاربة المد الإيراني في المنطقة العربية، ويجب علينا ان لا نخوض في اشياء سابقه لاوآنها قد تخدم العدو وتساعده في تنفيذ مشاويعه ومخططاته وتكون نتائجها وعواقبها وخيمة، لذا وجب الحيلولة والإحتراز وأخذ الحيطة والحذر وترقب الفرصة والوقت المناسب لإتخاذ مثل هكذا قرارات مصيرية حاسمة والنظر لمداها المستقبلي وقبول المجتمع الدولي لها.

*هل للجنوبيين دور في مناهضة المشروع الحوثي؟*

- طبعاً ومن دون اي شك فأبناء الجنوب هم السباقون بالتضحية في مضمار مناهضة مشروع إيران في المنطقة والمتمثل بجناحها المسلح وذراعها في اليمن جماعة الحوثي، وللجنوبيين مواقف شجاعة ومشرفة مع اشقائهم في المملكة السعودية والإمارات في محاربة ومقاومة هذه الجماعات الطائفية المتطرفة، وابناء الجنوب يشاركون حالياً في كل الجبهات ويتحملون مسؤولية تحرير ألمناطق اليمنية الشمالية من ظلم هذه المليشيات الفاشية بعد ان كان لهم الفضل الكبير في تحرير رقعة واسعة منها، وابناء الجنوب اهل نصرة واهل شهامة ورجولة ونخوة وهم مستعدون لمواجهة ومنازلة أعداء الأمة في اي مكان في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.


*كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟*

- لا يسعني إلا أن احيي روح الإبآء والصمود والثبات والتضحية التي تحلى بها شعبنا الجنوبي العظيم طيلة مشواره النضالي والكفاحي الممتد لعشرات السنين طلباً وراء نيل حقه المشروع بالإستقلال وإستعادة الدولة، واخاطب جماهير شعبنا المجاهد العظيم الثائر بأسم مبادئ الثورة وقيمها المثلى وبأسم الثوابت والتضحيات وأقول لهم اصبروا وصابروا وتمسك بعدالة القضية التي سقط لأجلها خيرة رجالنا شهداء وجرحى فلم يتبقى سوى القليل لكي نحتفل ونفرح بشروق شمس الحرية والإنعتاق والإستقلال، واختتم بتجديد الشكر والإمتنان لك أستاذ محمد عقابي افساح هذه المساحة الصحفية أمامي للتحدث عن مجمل القضايا والمواضيع التي تهم قضيتنا وترتبط ارتباطاً وثيق بمصيرنا المشترك، متمنياً لكم مزيداً من التقدم والنجاح في السلطة الرابعة والسطوع بسماء الإعلام الشريف.