قراءة في الهدف السياسي والعسكري لعملية #الكاميكازي

عدن لنج/ محمد مرشد عقابي
بحسب تأكيدات عدد من المراقبين للمشهد السياسي والعسكري فأن الولايات المتحدة الأمريكية تكثف هذه الأيام من حشودها العسكرية صوب الدول الأوروبية الحليفة لها، وفي هذا الصعيد أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي "ينس ستولتنبرغ" مطلع هذا الأسبوع بأن حجم القوات الأمريكية المتواجدة في قارة أوروبا قد بلغ أعلى مستوياته بعد الحرب الباردة التي شهدتها القارة الأوروبية مؤخراً.
 
وتشهد الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن قدوم المزيد من القوات الأمريكية الى أراضيها، حيث اكد عدد من الخبراء العسكريون المهتمون بالشأن الأوروبي بان 20 ألف جندي اميركي سوف يصلون إلى الأراضي الأوروبية بأقرب وقت للمشاركة في أكبر مشروع تدريبي خلال الأعوام الـ 25 الأخيرة ينفذه حلف شمال الأطلسي "الناتو" تحت مسمى " مناورات مدافع 2020م "، مشيرين الى ان هذه المناورات ستجري في أراضي 10 دول أوروبية في شهر مارس آذار المقبل وبمشاركة 40 ألف شخص منهم 37 ألف جندي أميركي ويجب أن تماثل هذه المناورات وفقا لقادة الناتو مناورات "ريفورغر" التي كان الحلف ينفذها سنوياً في الفترة 1969م - 1993م بهدف تأكيد إمكانية نقل قوات كبيرة من أمريكا إلى أوروبا في اسرع وقت او عند الإحتياج.
 
الى ذلك يؤكد الجنرال "كريس كافولي" قائد القوات الأميركية في أوروبا للصحفيين إن مناورات "ريفورغر" كانت تستهدف "عدواً معروفاً" في حين "لا نعرف الآن ضد من ندافع"، وخلال مناورات "مدافع 2020م" لم يتحدث الجنرال كافولي عن الحقيقة ومن المعروف أن غالبية القوات الأميركية المشاركة في مناورات "مدافع 2020م" التي تتضمن فعالياتها الأستيلاء على "رأس جسر" في أراضي "العدو" ستنتشر في جمهوريات البلطيق وبولندا على مقربة من روسيا.
 
ويعتبر رأس جسر من اهم المواقع الأستراتيجية في نظر الأميركان، والأغلب ظناً أن "رأس الجسر" المزمع الأستيلاء عليه يقع في منطقة كالينينغراد الروسية المجاورة لبولندا وجمهوريات البلطيق السوفيتية السابقة.
 
ويتحدث الإعلام الغربي عن تهديدات آتية من منطقة كالينينغراد، حيث كشف الجنرال "جيف هاريغان" قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا عن وجود خطة لمهاجمة منشآت الدفاع الجوي الروسية في منطقة كالينينغراد في حال "غزت روسيا جمهوريات البلطيق" في عملية تسمى كاميكازي.
 
من جانبها لا تستبعد الصحف الروسية أن تنفذ واشنطن هذه العملية عبر احد وكلائها الأوروبيين مثل بولندا أو السويد، وهو ما اعتبرته الصحف ذاتها بالعملية الإنتحارية ضد روسيا، مشيرة الى ان الولايات المتحدة الأميركية ومن خلال مثل هذه العملية تهدف لجر "روسيا" الى مربع العنف والمواجهة المباشرة مع حلف الناتو اذا ما فكرت الإعتداء على منطقة كالينينغراد، منوهة بانه في حال نفذت العملية فان روسيا ستضطر لتوجيه ضربة رادعة للدولة التي تجرأت لفعل ذلك وهذا ما تتمناه القوات الأمريكية لكي تتدخل إلى مسرح المواجهة وتضع لها موطئ قدم بمبرر سياسي وعسكري وأمني في منطقة روسية محظورة من التواجد الغربي.
 
ويرى محللون سياسيون بان عملية "الكاميكازي" سوف تنتهي إلى فرض واقع جديد وتثبيت المزيد من العقوبات على روسيا في الوقت الذي ستساعد فيه بينما الولأيات المتحدة لبسط سيطرتها المطلقة إقتصادياً وسياسياً على الدول الأوروبية في هذا المحيط الى جانب تشكيل حزام لتضييق الخناق على روسيا، فيما يرى محللون أخرون بان روسيا لديها من الكفاءة والقدرة السياسية والعسكرية على احتواء هذا الملف الشائك باسلوب دبلوماسي يفشل توجهات واشنطن لجرها الى مربعات الحرب والمواجهات المسلحة.