محكمة #سويسرية ترفع الغطاء عن أبرز فرع إخواني موالٍ لـ #قطر 

عدن لنج/ متابعات

وجد أحد أبرز فروع تنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا، المجلس الإسلامي في سويسرا، نفسه في ورطة قضائية، بعد أن قررت المحكمة العليا، نقض حكم الإستئناف، القاضي بتبرئة قياديين اثنين بارزين في المجلس، ورفض طعن ثالث في قرار إدانته وسجنه. وأبطلت أعلى محكمة في سويسرا هذه الأحكام، لتعود قضية المجلس المذكور، إلى القضاء ومحكمة الاستئناف، ما سيسلط مزيداً من الضوء، على تحركات التنظيمات الإسلامية في البلاد، خاصةً المجلس الإسلامي، الذي يُعد من أبرز الأذرع القطرية للإسلام السياسي الأوروبي، الموالي لتنظيم الإخوان المسلمين. ومن المنتظر أن يُعيد هذا القرار المجلس الإسلامي، إلى دائرة الضوء وهو المجلس الذي يُديره نيكولا بلانشو، السويسري الذي اعتنق منذ أعوام الإسلام، والذي يتمتع حسب ما كشفه كتاب الصحافيان الفرنسيان جورج مالبرونو، وكريستيان شينو "أوراق قطرية" الذي صدر في الفترة القليلة الماضية.

 

 

-انتصار القضاء

رفضت المحكمة الاتحادية في سويسرا اليوم الجمعة، تبرئة المسؤولين الكبيرين، وأحدهما بلانشو شخصياً، الذي يُعد من الوجوه في سويسرا، نشاطاً وتمويلاً لأنشطة الإخوان والتنظيمات الإسلامية الأخرى المختلفة. ووجه ممثلو الادعاء اتهامات للمسؤولين الثلاثة في المجلس المركزي الإسلامي في 2017، بسبب أشرطة فيديو نشروها للقيادي في تنظيم جبهة النصرة في سوريا، المدرج على قوائم الإرهاب الدولية عبد الله المحيسني.

 

-أبرز القادة الإرهابيين

وتُعيد القضية اليوم إلى الواجهة، التحركات المريبة لهذا المجلس وقياداته، التي شكلت منذ فترة طويلة محور اهتمام الاستخبارات السويسرية، التي عملت على جمع المعلومات عن متطرفين على أراضيها من مواطنين أو مقيمين، تبينت صلة عدد كبير منهم بقطر، ومتهمين بدعم تنظيم القاعدة الإرهابي، على غرار عبد الله، أو نيكولا بلانشو، رئيس المجلس الإسلامي، الذي حصل كما كشف الصحافيان الفرنسيان على حصة من التمويلات التي خصصتها قطر لدعم الشبكات الأوروبية والتي لا تقل عن 80 مليون يورو، حسب ما أمكن حصره بالاعتماد على وثائق محاسبية ومالية ثابتة.

 

وكشف الكتاب دور أبرز الشخصيات التي حظيت باهتمام ومتابعة المخابرات السويسرية، ومخابرات أوروبية أخرى، وأبرزها القطري عبد الرحمن النعيمي، رئيس "عيد آل ثاني الخيرية" والمدرج أيضاً على قوائم الإرهاب الدولية، ومؤسس منظمة الكرامة في جنيف، والمتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان في الوطن العربي، وعلي السويدي، رئيس المجلس الإسلامي العالمي، في برن السويسرية، ونيكولا بلانشو، رئيس المجلس المركزي الإسلامي في سويسرا. عبد الرحمن النعيمي برز اسمه باعتباره أخطر رجل في قطر وأكبر الممولين للجماعات الإرهابية في العالم، أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة الإرهاب في 2014، وسافر إلى جنيف في 2010، لتسلم جائزة حقوق الإنسان التي أسندتها له منظمة "الكرامة" المذكورة آنفاً والتي تعد من أبرز المستفيدين من التمويلات القطرية. وأشرف النعيمي على رأس مؤسسة عيد آل ثاني الخيرية القطرية، شبه الرسمية، أعواماً، وكان من أبرز أنشطتها الرسمية، تمويل المساجد والمراكز الإسلامية حول العالم، خاصةً في أوروبا.

 

وبفضل هذا الغطاء، نجح النعيمي في تمويل عشرات التنظيمات الإسلامية من مختلف التوجهات، خاصةً المنتمية منها إلى شبكة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وفي أكتوبر(تشرين الأول) 2014 أدرجت بريطانيا، النعيمي على قائمة العقوبات، لاشتباهها في تمويله جماعات متشددة، بعد 10 أشهر من وضعه على قائمة الحظر الأمريكية. وقالت واشنطن وقتها، إن النعيمي ممول بارز للقاعدة، ويؤمن للتنظيم العتاد في سوريا، والعراق، والصومال، واليمن، منذ أكثر من 10 أعوام. وفي كتابهما السابق "أمراؤنا الأعزاء شكراً"، تحدث الصحافيان الفرنسيان جورج مابرينو وكريستيان شينو، عن النعيمي فقالا إنه "كان يدفع مليوني دولار شهرياً للقاعدة التنظيم الأم لداعش، إلى جانب تمويل عصبة الأنصار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين". نيكولا بلانشو أما رئيس المجلس الإسلامي في سويسرا عبد الله أبو عمار، أو نيكولا بلانشو، فهو من أبرز الوجوه الناشطة ضمن التنظيمات الإخوانية في البلاد، مثل رابطة مسلمي وسط سويسرا، واتحاد المجتمع الثقافي الإسلامي، ورابطة العلماء المسلمين في سويسرا، ومجلس الشورى الإسلامي في سويسرا، والمجلس المركزي الإسلامي في سويسرا. وفي نوفمبر(تشرين الثاني) 2016، أعلنت النيابة العامة الاتحادية في سويسرا أنها تحقق مع رئيس المجلس المركزي الإسلامي السويسري،، بتهمة بث دعاية متطرفة، مع مساعدين اثنين، لدورهما في إنتاج وبث فيديو تسجيلي مطول، مع القيادي في جبهة النصرة، عبد المحيسين الإرهابي الدولي، والشخصية المحورية في تنظيمي القاعدة وجبهة النصرة المتفرع عنه، والمرتبط حسب المخابرات بالقطري النعيمي.

 

مجموعات أخرى والواقع أن العلاقة بين الإخوان وسويسرا، تاريخية وقديمة، وتعد مجموعة "لوغانو" للنفط والغاز، من أقدم شركات التجارة في النفط في البلاد، وهي الشركة التي عرفت شهرة كبرى، بعد تأكيد تقارير غربية مختلفة صلتها بالإخوان، عبر مديرها حازم ندا، ابن الإخواني التاريخي يوسف ندا، القيادي البارز في جماعة الإخوان بسويسرا، وأحد أبرز المشرفين على شبكاتها المالية السرية. ويُقيم في سويسرا أيضاً المسؤول الكبير في مجموعة "لورد اينرجي" للطاقة يوسف همت، ابن أحد المقربين من يوسف ندا، أما أشهر إخوان سويسرا، فهو بلا شك صهر حسن البنا، سعيد رمضان، ووالد الإسلامي طارق رمضان، المتهم بعشرات قضايا الاغتصاب في فرنسا، وسويسرا، وبلجيكا، والذي ينتظر محاكمته في يونيو (حزيران) المقبل، وأحد أبرز المستفيدين من السخاء والتمويلات القطرية أيضاً.