ماسأة ..طفلان يفقدان حياتهما ثمناً لجلب المياه نتيجة ألغام الحوثيين بالدريهمي #الحديدة

عدن لنج /خاص
 
النزوح يعني أن يكون أسمك مقرون بالتشرد والضياع في مكان يفتقر إلى أبسط المقومات التي تكفل لك الحياة الكريمة، النزوح هو أن تتجرع كاساً لا يعرف مراره طعمه الا من عاشه في سبيل البقاء على قيد الحياة.
 
 
والنزوح من الحديدة معاناة مزدوجة، يكون فيها النازحين بين مراره النزوح من جرائم الحوثيين وبين ملاحقة ألغام الموت التي زرعتها المليشيات في الطرقات والمزارع والأحياء والقرى السكنية وحتى الصحراء دون مراعاة لحرمة الإنسان. 
 
 
هنا في صحراء الطائف الواقعة جنوب مديرية الدريهمي يعيش الحاج أحمد علي دوله بمعية زوجته وأولاده في عشه مهترئه فراشها التراب وسقفها سعف النخيل واعمدتها الحطب، بعد أن نزح من قريته في الكويسه شرق الدريهمي هرباً من القصف الذي تشنه المليشيات الحوثية. 
 
 
لكن لغماً حوثياً زرع في إحدى طرقات المنطقة كان نصيب الموت منها لطفلين من اولاد الحاج أحمد وهما عبداللاه ذات 12 عاماً وسالم الذي يصغر عن أخاه بعامين، حيث استشهداد وهما في مهمة جلب المياه ودفعا حياتهما ثمناً لذلك، بينما كان اخوتهم ووالديهم ينتظرون عودتهم في المنزل. 
 
 
بتضجر وحسره تتحدث والده الطفلان عن الحوثيين بأنهم يلاحقونهم حيث ما نزحوا – الطائف – وقد احرموهم اثنين من أطفالهم، وتضيف بأنهم كانوا في منطقتهم بالكويسه يتعرضون لقصف بالقذائف من قبل الحوثيين.
 
 
 وتظهر علامات التعب والإرهاق على وجه معيل الأسره أحمد وهو يتحدث بلسان متلعثم من الصدمة على فراق طفليه، بأن المليشيات الحوثية احرمته أولاده بالالغام. 
 
 
ورحل الطفلان تاركان صفحة جديدة من المعاناة في تاريخ حياة والديهم المفجوعين وفصلاً آخر من المأساة، وقصة ألم عالقة في ذاكرتهم لا تنسى مها طال بهم الزمن.