تونس: الرئيس يطالب المتظاهرين باحترام الممتلكات العامة والشرطة تعتقل ألف شخص

عدن لنج/خاص

أعلنت الشرطة التونسية الإثنين أنها اعتقلت ما يقرب من ألف شخص أغلبهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاما في المواجهات بتونس العاصمة ومدن أخرى رغم فرض حجر صحي تام في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا. بينما تحدث الرئيس قيس سعيّد مع مئات المتظاهرين الذين تجمعوا أمام منزله وحثهم على احترام الممتلكات العامة وتجنب تدميرها وأكد على حقهم في العمل والحرية وفي الكرامة الوطنية.

 

قالت الشرطة التونسية الإثنين إنها قامت باعتقال نحو ألف شخص بعد احتجاجات استمرت عدة أيام فيما حذرت جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان من الاستخدام المفرط للقوة وقال شهود إن متظاهرين اشتبكوا مع قوات الأمن في مدينة القصرين. وقال شهود في المدينة إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع بينما كان شبان يحرقون الإطارات ويقذفون بالحجارة بعد ساعات من تجمع محتجين في العاصمة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

 

تأتي الاحتجاجات والمصادمات في أعقاب الذكرى العاشرة للثورة التي جلبت الديمقراطية لكنها جلبت أيضا على تونس الكثير من المصاعب الاقتصادية والاجتماعية وسط تزايد الغضب من البطالة المزمنة وتردي الخدمات العامة.

 

ومع عدم وجود خطة واضحة للاحتجاجات أو قيادة سياسية أو دعم من الأحزاب الرئيسية، فليس من الواضح ما إذا كانت ستكتسب زخما أم ستخمد كما حدث في العديد من جولات الاحتجاجات السابقة منذ عام 2011.

 

ودعت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن إلى ضبط النفس. واستشهدت بلقطات مصورة تظهر أفرادا من الشرطة يضربون ويجرّون أشخاصا بعد احتجازهم، وقالت إن على السلطات أن تفرج فورا عن حمزة نصري جريدي، وهو ناشط حقوقي اعتقل الإثنين.

 

وبعد عقد من التخلص من أغلال الحكم الاستبدادي، سقطت تونس في أتون أزمة اقتصادية كبرى حتى قبل تفشي جائحة فيروس كورونا العام الماضي والتي فاقمت الصعوبات مع ضربة قوية لقطاع السياحة وإغلاق بعض القطاعات الأخرى.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني الإثنين إن الشرطة اعتقلت 632 أمس بعد ما وصفته بأعمال شغب في أنحاء البلاد شملت أعمال نهب وهجمات على الممتلكات. وقالت الوزارة إن معظم المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاما.

 

وفي شارع الحبيب بورقيبة الذي تصطف على جانبيه الأشجار ومكاتب حكومية ومبان تعود لحقبة الاستعمار بوسط العاصمة تونس حيث اندلعت أكبر الاحتجاجات في 2011، طالب المتظاهرون الإثنين بإطلاق سراح المعتقلين في أحداث الأيام الماضية.

 

وقالت شابة تدعى سنية وهي عاطلة عن العمل منذ أعوام بعد حصولها على شهادة جامعية في الآداب "إنهم يصفون كل من يحتج على النظام بأنه لص... لقد جئنا بوجوه مكشوفة في النهار وليس بالليل لنقول إننا نريد وظائف.. نريد الكرامة.. لنقول يكفي احتقارا.. يكفي تهميشا يكفي جوعا".

 

وهتف المحتجون "لا خوف لا رعب... الشارع ملك الشعب".

 

وفي بلدية المنيهلة خاطب الرئيس قيس سعيّد عشرات تجمعوا أمام منزله قائلا "أؤكد مجددا على حق الشعب التونسي في الشغل والحرية وفي الكرامة الوطنية... في المقابل هناك من يسعى بكل الطرق إلى توظيفهم والمتاجرة بفقرهم وبؤسهم وهو لا يتحرك إلا في الظلام وهدفه ليس تحقيق مطالب الشعب بقدر سعيه لبث الفوضى".

 

وتجمع محتجون أيضا الإثنين في منطقة منزل بوزيان التابعة لولاية سيدي بوزيد حيث أدى حرق بائع فاكهة في أواخر 2010 إلى اندلاع الثورة.