العرب اللندنية: الحوثيون يدعمون اشتراطاتهم بهجوم على مصفاة الرياض

عدن لنج/العرب

صعّد المتمردون الحوثيون هجماتهم على المنشآت السعودية في محاولة للضغط على الرياض من أجل إيقاف دعمها الجوي للقوات اليمنية في معركة مأرب وانتزاع مكاسب سياسية قبل الدخول في أي مفاوضات لوقف إطلاق النار في اليمن.

 

وتعرضت مصفاة تكرير البترول في الرياض فجر الجمعة لهجوم بطائرات مُسيّرة حوثية، نجم عنه “حريقٌ تمت السيطرة عليه”.

 

وترافق التصعيد الحوثي مع دعوات جديدة أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية لبدء الأطراف اليمنية حوارا سياسيا برعاية الأمم المتحدة.

 

ولم تفلح الدعوات الأممية والدولية للحوثيين في وقف التصعيد العسكري والهجمات سواء على محافظة مأرب أو على الأراضي السعودية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة والمسيّرة.

 

وتبنت الميليشيات الحوثية الهجوم على لسان المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع الذي قال “نفذت قواتنا المسلحة فجر الجمعة عملية بست طائرات مسيرة استهدفت شركة أرامكو وقد أصابت أهدافها بدقة عالية”.

 

وجدد سريع التلويح باستمرار الهجمات على السعودية، في مؤشر على مضي الحوثيين قدما في نهج التصعيد ومحاولة ابتزاز المجتمع الدولي والبحث عن مكاسب سياسية وعسكرية من أبرزها السعي لتحييد طيران التحالف العربي، دون خفض مستوى العمليات في الأرض ضد قوات الحكومة اليمنية في مأرب التي تسعى الجماعة الحوثية للتعامل معها كمسار داخلي منفصل عن مسار تفاوضها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

 

وتأكيدا لما كشفت عنه “العرب” في وقت سابق من مساع حوثية تهدف إلى انتزاع مكاسب إستراتيجية قبل الانخراط في أي تسوية لوقف إطلاق النار واستئناف المشاورات قال الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تغريدة على تويتر “14 سفينة نفطية محتجزة في البحر الأحمر لأكثر من عام رغم أنها أخذت جميع الإجراءات المفروضة تعسفا من قبل تحالف العدوان ومع ذلك ممنوعة من الدخول. هذه القضية لا تحتاج إلى تفاوض ولا إلى حوار فأين الجدية في وقف المعاناة الإنسانية الأبشع في هذا العصر”.

 

وتتمحور الاشتراطات الحوثية لوقف إطلاق النار والدخول في أي حل سياسي حول وقف عمليات التحالف الجوية في اليمن وإعادة افتتاح مطار صنعاء ورفع القيود عن ميناء الحديدة، وهي الشروط التي يعتبرها مراقبون أهم أوراق الضغط التي مازال التحالف يمتلكها في مواجهة التصعيد الحوثي، كما يعتبرون أن تقديم تنازلات مجانية في هذا السياق سيجعل الحوار المرتقب مجرد جولة علاقات عامة لتجميل الميليشيات الحوثية وشرعنة انقلابها ونتائج هذا الانقلاب على الأرض.

 

وترافق الهجوم الحوثي مع تصريحات جديدة لوزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أكدت ما انفردت به “العرب” في وقت سابق بشأن موافقة الحكومتين السعودية واليمنية على اتفاق وقف إطلاق النار والدخول في تفاوض لإنهاء الصراع.

 

وأشار بيان للخارجية الأميركية إلى أن المقترح الذي قدمته واشنطن بالتنسيق مع الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار “يعالج الوضع الإنساني هناك فورا”.

 

وأكد تضمنه “إطارا زمنيا سريعا للحوار بشأن اليمن بحيث يتم حل قضايا مثل مسألة الموانئ بسرعة”، في إشارة إلى مبادرة الإعلان المشترك التي أعدها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وسلم المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ نسخة منها للحوثيين خلال لقاء وفدهم التفاوضي بالعاصمة العمانية مسقط، وسارع حينها محمد عبدالسلام رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين إلى رفضها واعتبارها مشروعا سعوديا.

 

وجدد البيان الأميركي دعوة الحوثيين “إلى إظهار نية الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن والدخول في المفاوضات”.

 

وأدان بيان صادر عن مجلس الأمن الدولي الخميس التصعيد في مأرب مشيرا إلى أنه “يعرّض مليون نازح لخطر جسيم، كما يهدد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية في وقت يتحد فيه المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء الصراع”.

 

كما أدان البيان الهجمات الحوثية عبر الحدود التي تستهدف المملكة العربية السعودية، وأعرب عن قلقه “بشأن التطورات العسكرية في أماكن أخرى من اليمن”، مشددا على “ضرورة أن توقف كافة الأطراف التصعيد، بما في ذلك الوقف الفوري لتصعيد الحوثيين في مأرب”.

 

ويعتقد الكثير من المراقبين أن المواقف الدولية والأممية منفصلة إلى حد كبير عن واقع المشهد اليمني والتطورات المتسارعة، في ظل رغبة الحوثيين في فرض أمر واقع على الأرض واستغلال حالة الارتباك الدولية والعجز الأممي عن إحداث أي تغييرات في مسار الحرب اليمنية، بالإضافة إلى تنامي الهيمنة الإيرانية على قرار الحوثيين.