في الذكرى السابعة لبدء الحرب الحوثية في اليمن .. انكشاف طبيعة العلاقة بين المليشيات الحوثية والشرعية الإخوانية

عدن لنج/خاص

تمر غداَ الثلاثاء الموافق 21 سبتمبر الذكرى السابعة لبدء الحرب الحوثية في اليمن والتي سيطرت بمقتضاها العناصر المدعومة من إيران على صنعاء دون أي مقاومة أو قتال بعد أن سلمتها مليشيات الإخوان، وقاد عملية التسليم في ذلك الحين "جنرال الإرهاب" علي محسن الأحمر، الذي فر هارباً من ميدان المعركة.

 

على مدار سبعة أعوام ماضية انكشفت طبيعة العلاقة بين المليشيات الحوثية المدعومة من إيران والشرعية الإخوانية، ولعل ما جرى في صنعاء كان مقدمة لترسيخ تحالفات خفية بين الطرفين ظهرت إلى العلن بعد أن توالت عمليات تسليم وتسلم الجبهات، واشترك الطرفين في نفس الجرائم المرتكبة بحق المواطنين وبدا أن متخذ القرار واحد لدى كلاً منهما، وهو ما قاد إلى أكبر أزمة إنسانية عرفها العالم في العصر الحديث.

 

إذا كانت العناصر المدعومة من إيران تورطت في جرائم عديدة طيلة السنوات الماضية وكانت سبباً في تشريد الملايين ومقتل آلاف الأبرياء وإدخال اليمن في دوامة من الفقر والجهل والفساد والإرهاب فإن الشرعية الإخوانية تعد شريكاً أساسياً في كل ما جرى إن لم يكن من خلال خيانتها وعدم انخراطها في مواجهات عسكرية قوية تقوض الإرهاب الحوثي، فإنها ارتكبت ما هو أكبر من ذلك حينما وظفت مليشياتها لارتكاب جرائم حرب بحق المواطنين الأبرياء في الجنوب، وهو ما يجعلها طرفًا أصيلاً في استمرار الحرب حتى الآن.

 

تتشارك الشرعية مع المليشيات الحوثية في حالة الدمار التي أصابت محافظات اليمن بعد أن تهدمت أكثر من 50% من المستشفيات وتضاعفت معدلات الأمية بفعل تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية، وتدمير كافة المؤسسات الحكومية المسؤولة عن تقديم الخدمات العامة، سواء كان ذلك من خلال عمليات التخريب المتعمدة التي قام بها الطرفين على مستوى المؤسسات العامة أو على مستوى معاقبة المواطنين الأبرياء من خلال عملية الزواج السري التي تستمر حتى الآن.

 

تعد الشرعية طرفاً أصيلاً في الحرب التي شنتها العناصر المدعومة من إيران لأنها أفشلت كافة المحاولات التي كان من شأنها الوصول إلى سلام أو إرغام المليشيات الحوثية إنهاء الصراع، ولعل إقدامها التوقيع على اتفاق ستوكهولم في الوقت كان بالإمكان طرد المليشيات من محافظة الحديدة أحد أبرز دليل على ذلك، إلى جانب تعمدها إفشال اتفاق الرياض الذي استهدف تصويب سلاحها وإبعاده عن أبناء الجنوب لإنهاء الحرب الحوثية، بالإضافة إلى تسليم عتادها العسكري .

 

يرى مراقبون أن الشرعية تمضي في طريقها لإطالة أمد الحرب الحوثية، لأنها بعد أن سلمت جبهات الشمال تحاول في الوقت الحالي فتح حرب جديدة بالجنوب من خلال إفساح المجال للعناصر المدعومة من إيران للوصول إلى المحافظات الجنوبية، وهو ما حدث مؤخراً في شبوة وتكرر من قبل في لحج، بل أن عناصرها الإرهابية تورطت من قبل في الانخراط مع المليشيات الحوثية في المعارك التي تدور رحاها في محافظة الضالع.

 

بعد سبع سنوات من الحرب الحوثية أضحى واضحاً للعيان أن الشرعية الإخوانية تشكل ركيزة أساسية في محور الشر الإيراني القطري التركي الذي ساهم في إشعال الحرب منذ بدايتها ومازال يلقي بثقله من أجل السيطرة على مقدرات الجنوب وبعثرة أوراق الحل السياسي في وجه المبعوث الأممي الجديد الذي سيكون أمام مهمة مستحيلة طالما جرى التعامل مع الشرعية باعتبارها طرفاً معادياً للمليشيات الحوثية وليس حليفًا له.