دور بارز للمرأة في النضال المسلح وفي كافة المجالات الحياتية

عدن لنج/تقرير/كيان شجون

نائب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي: المجلس أعطى للمرأة أعلى المناصب 

 

ضعف دور الاعلام في توصيل قصص نجاح النساء الى العامة  

 

يقال ان المرأة هي نصف المجتمع لكن أتثبت المرأة أنها المجتمع كله، فالمرأة سواء كانت أُم أو زوجة أو فتاة موظفة أو ربة منزل هي التي تنشئ الأجيال، وهي مصدر الأمان والاستقرار وهي صانعة السلام، وعلى مختلف العصور كان لها دور بارز في جميع المجالات الحياتية، فالمرأة تجدها في جانب الرجل في النضال الكفاحي والمسلح وتجدها في الميادين المجتمعية فهي من تبني المجتمعات وهي من تعطي دون توقف ودون مقابل.

 

وفي بلادنا استطاعت المرأة ان تشارك الرجل بنسبة ضئيلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية على الرغم من الصعوبات التي واجهتها كوننا في مجتمع ذكوري يرفض مشاركة المرأة له.

 

** نساء رائدات 

 

نائب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي المحامية نيران سوقي قالت ان تحدثنا على المرأة فإن الحديث عنها طويل فمنذ الستينات والمرأة الجنوبية تحقق الكثير من الانتصارات الى جانب اخيها الرجل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، والكل يعلم ان المرأة الجنوبية كانت تعد رائدة من رواد النساء على مستوى الشرق الأوسط والخليج العربي، وحتى هذا اللحظة هناك العديد النساء استطعن ان يتقلدن المناصب.

 

وأوضحت المحامية نيران سوقي أن من أهداف ومبادئ المجلس الانتقالي الجنوبي، حصول المرأة على أعلى المناصب في المجلس ايمانا منه بتمكين المرأة وتأكيده على انها ركيزة أساسية، لدى نجدها في هيئة رئاسة المجلس ونائبة رئيس الجمعية الوطنية، بالاضافة الى روؤساء اللجان في الجمعية الوطنية وروؤساء دوائر وعلى مستوى القيادات المحلية، وقام المجلس بإعطائها فرصة كبيرة لإثبات ذاتها من خلال هذه المناصب التي ترأستها. 

 

** تقليص دور المرأة 

 

وأشارت نائب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي المحامية نيران سوقي أن المرأة في المرحلة ما بعد الاستقلال أعطيت لها الكثير من الحقوق بما فيها حقها في القانون من خلال قانون الاسرة، وكدا  المساواة مع اخيها الرجل في المشاركة في جميع الميادين والحياة العملية في المجتمع, ولكن بعد الوحدة ومع الأسف أصبح هناك تقليص لدور المرأة في الوظيفة الحكومية التي تعمد نظام صنعاء فرضه على المرأة بحجة ان المرأة مكانها المنزل, ومع هذا فان المرأة الجنوبية كانت قوية واثبتت ذاتها رغم الصعوبات التي واجهتها.

 

وتابعت المحامية نيران سوقي حديثها &لعدن لنج& بالقول ان المرأة الجنوبية الان ما هي الا امتداد للنساء المناضلات والرائدات التي كان لهن مكانة عالية في المجتمع المحلي وفي الشرق الأوسط,  فالمرأة الجنوبية استطاعت ان تكون اول صحفية وأول شرطة المرور وأول محامية , وأول عميدة, ونحن النساء نحرص كل الحرص على ان يكون لنا تواجد ومكانة من خلالها نستطيع ان نفرض انفسنا في مراكز صنع القرار وفي كل المرافق الحكومية, ايمانا منا ان المرأة لا تختلف عن الرجل بل على العكس هناك نساء كثيرات استطعن ان يعملن في مرافقهن أفضل بكثير من الرجال.

 

واختممت المحامية سوقي حديثها متمنية عند استعادة دولة الجنوب ومن خلال المجلس الانتقالي الذي اعطى للمرأة هذا المكانة ان نعيد ذلك التاريخ الذي كانت تتمتع به المرأة لبناء دولتنا كاملة السيادة.

 

** الوصول الى السلام

 

الناشطة المجتمعة والحقوقية شفاء  سعيد باحميش  اشارت في حديثها &لعدن لنج& الى أن للمرأة  دور بارز في كل المجالات الحياتية ومن اهمها السعي للوصول الى السلام والى الرفع من تعزيز مشاركة المرأة واثبتت المرأة انها قادرة على أن تشغل مواقع ادارية وتكون فاعلة للنهوض بالمجتمع, وقد اثبتت أيضا انها قادرة على العمل السياسي ليس فقط لحقهن الذي اكده القرار 1325, بل لأنها صاحبة رسائل نبيلة وشعورها بالمسؤولية تجاه الوطن،  وكذلك لتحملهن المسؤولية الكاملة اثناء الحرب وبعدها, حيث كان لها دور في انقاذ الجرحى وكدا في مساعدة المتضررين من الحرب.

 

وأضافت باحميش ان المرأة حققت الكثير من الانجازات واهمها تكوينهن لعدة مكونات يعملن من خلالها على توصيل رسائلهن بانهن صانعات السلام، مضيفة ان هناك مشاركة فاعلة للمرأة في الحراك الشعبي والذي يعد خطوة أولى باتجاه تغيير الثقافة المجتمعية وأيضا النظرة الدونية تجاهها لإنهاء التقاليد التي تهيمن على بعض العقليات الذكورية التي ترفض مشاركة النساء لهن في مختلف المجالات، هذا الأمر خلق لدى مناصري قضايا المرأة تفاؤلا بأنها أوشكت أن تنتقل من موقع التابع إلى موقع الفاعل المؤثر، وأن تعزز وجودها على المستوى النوعي وفي المجال السياسي.

 

**تمثيل ضعيف 

 

وتابعت الناشطة المجتمعة والحقوقية شفاء  سعيد باحميش  حديثها &لعدن لنج& بالقول: على الرغم من كل المساعي الحثيثة للمرأة الا انها لم تصل لتكن ضمن صناع القرار وقد تم اقصائها وتهميشها من المشاركة من قبل السلطة والمجتمع الذكوري، وما يزال تمثيل المرأة ضعيف، ومع هذا ماتزال المرأة مستمرة لتحقيق هدفها للوصول الى السلام وفض النزاع والعيش الكريم، ونأمل من المجتمع الدولي ان يدعم بشكل أكبر مشاركة النساء في كل المجالات للمناصفة بينها وبين الرجل للوصول الى السلام، والتسوية السياسية العادلة, كون عملية السلام وفض النزاع والعيش الكريم لن يكون الا بوجود المرأة والعمل معها بكل الجوانب.

 

** النهوض بالمجتمع

 

أوضحت رئيسة جمعية العيدروس النسوية سمية القارمي ان المرأة تلعب الكثير من الأدوار وتقدم الكثير من الخدمات الإنسانية والتأهيلية والاجتماعية والصحية من أجل النهوض بالمجتمع, وحتى ربات البيوت التي لا يحسب لهن أجر وتضحي من أجل استقرار الأسرة بوظيفتها وبحاحتها في سبيل المضي بحياة مستقرة وأمنة, مشيرة الى ان المرأة العدنية على وجه الخصوص مازالت تقدم التضحيات من أجل النهوض بواقع المجتمع بالرغم من التحديات والمعوقات والصعوبات التي تمارس على مجتمعاتنا فلولا وجود المرأة اليوم لكان الوضع كارثيا.

 

وتابعت سمية القارمي حديثها &لعدن لنج& ان النساء اليوم المنخرطات في الحراك النسوي في مختلف المجالات ومنظمات المجتمع المدني يحاولن تقديم البرامج التعليمية وبرامج التمكين، ويعملن على رفع الوعي وتقديم الأنشطة التي تلامس واقع المجتمع من مشاريع وتدريب في المجال التسويقي لرفع مهارات النساء البسيطات وتقديم البرامج المجدية لهن لرفع من المستوى المعيشي لهن وحتى يكون لهن بصمة بالمجتمع.

 

واختتمت رئيسة جمعية العيدروس سمية القارمي بالقول: يجب توحيد الجهود لمنظمات المجتمع المدني لإظهار الجهد والعمل الريادي التي تقدمه لكافة المجتمع.

 

**المرأة ودور الإعلام 

 

الصحفية فردوس العلمي في حديثها& لعدن لنج& اشارت ان المرأة عضوا فاعل ومهم في أي مجتمع, وهذا الدور يؤدي الى توازن المجتمع، ولا يمكن التغاضي عن أهمية الدور التي تقوم به، فالمرأة قبل كل شيء هي الأم وهي التي تُنجب وتربي وعلى يدها تنشئ الأجيال التي ستبني الأمم، والمرأة تمتلك القدرة على العمل خارج المنزل وداخله، لأنها المجتمع كله وليست نصفه.

 

 واستطردت فردوس بالقول: كلما امتلكت المرأة وعي ثقافي وقصد وافي من التعليم تستطيع ان تقدم كل جهودها لتنهض بأسرتها ومجتمعها من خلال، الشراكة في عملية التنمية.

 

بالنسبة لدور الاعلام في ابراز قضايا المرأة قالت الصحفية فردوس للأسف مازال الاعلام مقصر وضعيف في إبراز قضايا المرأة، حيث ان هناك رائدات في مختلف المجالات ولهن نصيب في النضال الثوري والكفاح المسلح والثورات ولكن مع هذا فأن الاعلام بمختلف وسائله يتناول قصصهن بخجل ونادرا ما نراها.

 

**حركة تجارية للنساء 

 

أوضحت الصحفية والكاتبة هبة الله صلاح ان دور المرأة العدنية ساهم  في إنجازات كثيرة في عدة مجالات قديماً وحديثاً، وفي كافة القطاعات في القضاء والإعلام والجامعات وغيرها، مشيرة الى أن هناك حركة تجارية نسائية حيث ان نساء كثيرات في عدن أقمن المشاريع الصغيرة متحديات الفقر والوضع والظروف الصعبة، لصناعة منتجاتهن وما زلن يحاولن الصعود في هذه التجارة، ليثبتن للجميع أن المرأة قادرة على الإنتاج والنجاح.

 

وعن دور الاعلام في ابراز هذه النجاحات اشارت الصحيفة هبة الله صلاح يجب ان يكرس الاعلام لدعم النساء من خلال ابراز مشاريعهن وإظهارها للمجتمع، مضيفة أتمنى من كل وسائل الاعلام أن تدعمهنْ من أجل البقاء على قيد الإنتاج في هذه المدينة التي تفتقد كل وسائل الصناعة المحلية.