مشاورات الرياض إبعاد لرموز الفساد وتغييرات في هرم السلطة اليمنية

عدن لنج/كيان شجون
مجلس التعاون الخليجي دعا في منتصف شهر مارس لمشاورات في العاصمة السعودية الرياض تشمل جميع أطراف الصراع في اليمن للوصول الى حل ينهي الصراع فيها، تعقد في تاريخ 29 مارس و30 مارس وتستمر حتى السابع من ابريل من العام الحالي ضمن المساعي الحثيثة للمملكة العربية السعودية لإنهاء الازمة اليمنية ودعما لجهود السلام الأممية.
 
وبحسب معلومات فان المشاورات جاءت لهدف رئيس غير معلن وهو عمل تغييرات في الرئاسة اليمنية وابعاد الفاسدين وبعض الأحزاب من المشهد السياسي، ومن القرارات أيضا التي ستصدر إعادة ترتيب بعض الوزارات منها الداخلية والدفاع، بالإضافة الى تقديم الدعم الاقتصادي.
 
قوبلت الدعوة بترحيب من أطراف الصراع ما عدا الحوثيين الذين رفضوها وهذا دليل على تعنتهم واصرارهم في إطالة الحرب في اليمن.
 
المجلس الانتقالي الجنوبي رحب بالدعوة وثمن جهود ومساعي مجلس التعاون الخليجي، تجاه دعم السلم وتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب واليمن، واكد المجلس ان قبوله لهذه الدعوة جاء انطلاقا من بالمبادئ الوطنية المتمثلة في استعادة وبناء دولة جنوبية حديثة، وتأكيدًا على شراكته الاستراتيجية مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
 
المشاورات تشمل ستة محاور، تتركز أجندتها على الجوانب السياسية، والاقتصادية والتنموية، والأمنية ومكافحة الإرهاب، والإغاثية والإنسانية، والاجتماعية، والإعلامية. 
 
 
** إيجاد الحلول
المحلل السياسي حداد الكاف اشار في حديثه "لعدن لنج" ان دول التحالف في مشاورات الرياض التي دعا لها مجلس التعاون الخليجي تريد ان تظهر وتأكد للمجتمع الدولي والإقليمي تعنت مليشيات الحوثي وخاصة بعد رفض المليشيات المشاركة في المشاورات، بالإضافة إلى توصيلها رسالة تأكيد بأن ثقلها في الأزمة الراهنة كبير من حيث إيجاد الحلول وتأثيرها على الأطراف الحاضرة.
وأوضح الكاف من المفترض أن تخرج المشاورات كأقل تقدير بحلٍ يعالج الوضع الاقتصادي في الجنوب خاصة، والمناطق المحررة بشكل عام والتزام التحالف بذلك وتنفيذه، ناهيك عن وضع أسس لحوار (جنوبي -شمالي) في إطار حل الدولتين، إضافة إلى إبعاد كل الفاسدين من المشهد السياسي.
 
 
**عوامل الفشل 
وتابع  حداد  الكاف حديثه بالقول هناك عوامل قد تؤدي الى فشل المشاورات أهمها القضية الجنوبية وتطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته بحدود ما قبل 21 مايو 1990م  حيث يجب ان تكون القضية الجنوبية حاضرة بشكل رئيس من خلال الحامل السياسي للقضية وهو المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك بهذه المشاورات ويحتم عليه التعامل بحذر, خاصة بعد التجارب السابقة، كونه يتعامل مع طرف مراوغ المتمثل بالشرعية التي تسيطر عليها جماعة الإخوان وهذا ما رأيناه في تنصل الشرعية من تنفيذ اتفاق الرياض الأول خاصة بشقه العسكري وتعثر تنفيذه.
وأضاف أيضا من العوامل التي ستؤدي الى فشل المشاورات عدم اكتمال أطراف النزاع، وذلك بعد رفض الحوثيين للمشاورات باعتبارهم طرف رئيس في النزاع.
وفي ختام حديث المحلل السياسي حداد الكاف أوضح بالنسبة للأمم المتحدة لا اعتقد انها سوف تساهم في حل النزاع لأنها لم تقوم بأي مساهمة في حل أي نزاع أو صراع دائر في العالم بشكل نهائي، فدائماً تدخلاتها تكن كارثية، وثمة قوى كبرى هي من تسيطر على الأمم المتحدة التي لم تحترم مواثيقها.
 
 
 
**تداعيات المشاورات 
اما من جانب المحلل السياسي صالح النود قال في حديثه "لعدن لنج" مشاورات الرياض ليست واضحة من حيث تحديد الأهداف، كما ان الترتيب لها لم يكن بالشكل الصحيح وأتى على خلفية غير واضحة وغير سليمة من حيث التأسيس للمقدمات المناسبة لإنجاحها، لذا لن تكون لهذه المشاورات أي فائدة، إلا في حال وضعت أجندة معينة استدعت تواجد أطراف كثيرة من الازمة اليمنية، وأضاف ـ اعتقد ان المشاورات لن تأتي بشي جديد، وإذا لم تأتي السعودية بحلول جدية فإننا سنعود الى المربع الأول ـ.
 
 
** خروج من المشهد 
وأوضح المحلل السياسي صالح النود من الواضح ان السعودية بدأت تبحث عن حلول ـ أي بمعنى ـ حل لها لمغادرة المشهد اليمني وتأتي هذا المشاورات وفقا لهذا التوجه والاستماع الى ما يمكن ان يأتي به الأطراف المتنازعة من مقترحات تساعدها على الانسحاب من المشهد.
وتابع حديثه بالقول: أرى في هذه التشاورات فرصة للأطراف الجنوبية بان يقدموا طرح مختلف يقلب الطاولة يتمثل بان يكون هناك اتفاق جنوبي على أن يتم حكم الجنوب من قبل أبناء الجنوب، وحكم واسع الصلاحيات للمحافظات، ويبقى مشروع الشمال ومحاربة الحوثي منعزل عن الجنوب. 
 
 
**اختلافات كثيرة
وعن التوقعات بنتائج المشاورات أشار المحلل السياسي صالح النود الى انه لن تكون هناك نتائج حقيقية للمشاورات حيث كانت الدعوة في بداية الامر موجهة للجميع بما في ذلك الحوثي، ولكن عدم مشاركة الحوثي يعني فقط ان النقاش سيكون مركز على الأطراف القريبة من الشرعية والمعادية للحوثي، لذلك سيكون الحل جزئي, موضحا انه نظرا للاختلافات بين الأطراف  التي تنصف انها معادية للحوثي سيكون هذا الحل الجزئي فيه اختلافات كثيرة.
وأضاف النود كان لابد من هذه التشاورات ان تجير الحل للمناطق المحررة ويعطي ابناء الجنوب الحكم من خلال قيادات محلية في المحافظات، بعيدا عن الأطراف الشمالية التي مازالت تؤخر عملية النمو والاستقرار في المناطق المحررة.
 
 
**ارتباك الأمم المتحدة
واختتم المحلل السياسي صالح النود "حديثه لعدن لنج" بالقول الأمم المتحدة عمليا سترحب وتبارك لأي مشاورات او حوارات لان ذلك لغة نمطية لديها، لكن الامم المتحدة رأت في هذه المشاورات انها أتت بعد عملية التشاور التي قامت في الأردن مع الاطراف اليمنية، وانها جاءت لتربك هذه العملية كون الأمم المتحدة لا تعلم ما هي النوايا خلف هذا ـ اللقاء التشاوري ـ وهي تنتظر نتائجه لتعود مرة اخرى لتستمر في المسار الذي تنتهجه في عملية السلام التي تقودها.
 
 
** استياء واسع 
نشطاء سياسيون واعلاميون في مواقع التواصل الاجتماعي أبدوا استياءهم من هذه المشاورات لما لمسوه من ضعف فيها منذ أولى جلساتها، إضافة الى انسحابات من نشطاء وصحفيين كان من بينهم الصحفي صلاح السقلدي الذي أعلن في منشور له عبر حسابه في الفيس بوك انسحابه من المشاورات وارجع ذلك نتيجة تغيب القضية الجنوبية تماما من اجندة المشاورات.
وقال السقلدي في المنشور ـ انسجاما مع شروط حضوري بان تكون القضية الجنوبية حاضرة كنقطة رئيسية بالمشاورات وهو ما لم يحدث ولم نجده بأجندة المشاورات التي وضعها راعي المشاورات مجلس التعاون الخليجي، مع ان ثمة شكوك حول صحة ذلك الوعد ظلت تراودني إلا أنني كنت بحاجة للذهاب إلى الرياض لقطع الشك باليقين فأنني هنا أعلن للجميع انسحابي التام.
 
ومع تواصل المشاورات المنعقد في الرياض ينتظر الجميع مخرجات المشاورات التي ستعلن في السابع من ابريل وان تكون هذه المخرجات تحمل حلول تنهي الازمة اليمنية، وتلبي تطلعات وآمال أبناء الجنوب في تبني قضيتهم واستعادة دولة الجنوب.