صحف عربية: طريق السلام في اليمن بيد "الحوثي"

عدن لنج/خاص
تتواصل الجهود العربية والأممية لتمديد الهدنة في اليمن لشهرين إضافيين في ظل التعنت الحوثي، والتي تشكل بارقة أمل لتسوية حقيقية تضع حداً لحرب عانى فيها اليمنيون على مدار 7 سنوات.
 
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، تمارس ميليشيا الحوثي عملية ابتزاز لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة من الهدنة، في وقت تشهد فيه تعز جريمة حرب متكاملة الأركان إثر حصار طويل يقترب من عامه الثامن.
 
بارقة أمل
قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها "7 سنوات من القتل والدمار والدم والفقر والجوع والمرض، وتفتيت وحدة الوطن، وتمزيق العلاقات الاجتماعية، ومعها الرهانات الخارجية الخائبة، صارت تمثل بالنسبة إلى اليمن كارثة حقيقية بكل معنى الكلمة، في بلد يقع أساساً في قاع الفقر، ويحتاج إلى كل دعم لترميم بنيته الاقتصادية والصحية والتعليمية والمدنية".
 
وأضافت "مع قرب انتهاء مدة الهدنة المقررة بشهرين، تتواصل الجهود العربية والأممية في محاولة لتمديدها لتتحول إلى وقف تام لإطلاق النار، ثم تفتح الباب لحوار بين مختلف الأطراف اليمنية بهدف التوصل إلى صيغة حل لتسوية حقيقية تفتح باب الأمل والأمن والسلام، وتحفظ وحدة البلاد، وتضع حداً لحرب استنزفت كل ما تبقى من قدرات اليمنيين".
 
وتابعت "لقد أثبتت سنوات الحرب المديدة أن الاستقواء بالخارج لا يسبب إلا المحن والكوارث، وأن الخروج من الحضن العربي لا يوفر الدفء والطمأنينة والسلام، وأن عدم الاستماع إلى صوت العقل يعني المضي في طريق الغي والمكابرة".
 
وأوضحت الصحيفة "لقد طال أمد الحرب، وآن للشعب اليمني أن يستريح ويضمّد جراحه، ويلملم بقاياه، ويرمم ما يمكن ترميمه، الهدنة تقارب على نهايتها، لكن الأمل يبقى بأن يتم تمديدها لتصبح هدنة ثابتة ودائمة، وأن تعود جماعة الحوثي إلى رشدها، وتكون جزءاً من الشعب اليمني، وتشارك في عملية السلام".
 
الإسلام السياسي
ومن جهته، قال خير الله خير الله في صحيفة النهار اللبنانية "مزق الإسلام السياسي بجناحيه، اليمن، مزّق اليمن جناح الإخوان المسلمين وجناح الحوثيين، حيث برع الحوثيون في استغلال الانقلاب الذي نفذه الإخوان (التجمّع اليمني للإصلاح) على علي عبدالله صالح ليحولوا جزءاً من اليمن إلى موطئ قدم لإيران، وصار شمال اليمن قاعدة صواريخ إيرانيّة، على غرار ما كان عليه اليمن الجنوبي حتّى العام 1990، مجرد قاعدة سوفياتيّة وموطئ قدم لموسكو في شبه الجزيرة العربيّة".
 
وتساءل الكاتب "ماذا بعد قيام "شرعيّة" جديدة في اليمن يمثلها مجلس القيادة الرئاسي الذي على رأسه سياسي محترم هو رشاد العليمي؟، لا جواب عن هذا السؤال في غياب التعاطي مع الواقع، إذ يفرض هذا الواقع قبل أيّ شيء آخر تمديد الهدنة القائمة التي بدأت مطلع أبريل(نيسان) الماضي، كما يفرض ثانياً الانطلاق من أنّ اليمن في حاجة إلى صيغة جديدة في إطار فيدرالي أو ما شابه ذلك".
 
وأضاف "ثمّة حاجة إلى البحث في صيغة جديدة لليمن تعيد الربط بين مناطقه ومحافظاته من جهة، وبينه وبين العالم من جهة أخرى، لن يكون ذلك ممكناً من دون تحقيق أمرين: الأوّل التأكيد للحوثيين أنّهم جزء من الحل في اليمن وثانيهما إقناع هؤلاء بأن مشروعهم السياسي، وهو جزء من المشروع التوسّعي الإيراني، لا يمكن أن يتحقّق".
 
وتابع "ثمّة من سيعتبر الكلام عن إعادة بناء الجيش اليمني بمثابة دعوة إلى العودة إلى دولة الوحدة، كدولة مركزيّة، هذا ليس صحيحاً، الصحيح أن وجود الجيش اليمني أو جيوش يمنيّة تمارس ضغوطاً على الحوثيين على جبهات مختلفة هو المدخل للبحث في صيغة جديدة للبلد، الحوثيون لا يفهمون إلّا لغة القوّة، لن يأتوا إلى الحوار من دون لغة القوّة لا أكثر ولا أقلّ".
 
خلط الأوراق
وبدوره، قال صالح البيضاني في صحيفة العرب اللندنية "هناك واقع جديد يتشكل في اليمن على ضفتي الشرعية والانقلاب ولكن ببطء شديد، كما يشير مسار الأحداث الذي ارتسم بشكل مستقيم طوال 7 سنوات، مع تعرجات قليلة تشير للتحولات في خط الأزمة والحرب اليمنية، التي تدخل عامها الثامن في ظل اهتمام دولي وإقليمي لم ينجز سوى القليل من الاتفاقات الهشة، التي لا تمثل اختراقاً حقيقياً في جدار التعنت الحوثي أو الارتباك في المعسكر المقابل للانقلاب".
 
وأضاف "إذا ما قرأنا الخط الزمني للحرب اليمنية يمكن أن نتوقف عند محطات فارقة في هذا الصراع الذي تتشابك وتتعقد جذوره وأسبابه، وقد كانت المواجهة الدامية بين الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام من جهة والحوثيين من جهة أخرى في العام 2017، أكبر وأبرز التحولات التي ألقت بظلالها على المشهد اليمني برمته، وحددت وجهة وأبعاد الصراع منذ ذلك الحين وحتى اليوم".
 
وتابع "وفقاً لهذه المقاربة، مع الاختلاف في ظروفها وأدواتها والتي تعكس في حد ذاتها طريقة التفكير والنضج السياسي في معسكري الانقلاب والشرعية، فإن التحول البارز الذي شهده معسكر المناوئين للحوثي وتمخض عن مشاورات الرياض ستكون له تداعياته الكبيرة القادمة على مسار الحرب والسلام في اليمن، ولكن مع الاحتياج لبعض المساحة الزمنية الكافية لتشكل ملامح هذا التحول، الذي ما يزال يمر بمرحلة مخاض عسيرة نتيجة لتعدد اللاعبين والأهداف والأولويات لدى الأطراف المنخرطة في مجلس القيادة الرئاسي، الذي ضم مختلف ألوان الطيف الفاعلة والمؤثرة وصاحبة الحضور الشعبي والعسكري في معادلة الحرب والسلام اليمنية بشقها المناهض للحوثي".
 
حصار تعز
وأما صحيفة عكاظ، فقد أشارت إلى أنه لم يعد أمام المدنيين في تعز خيار متاح للحياة في بلدهم الذي كان قبل الانقلاب سعيداً في ظل الحصار الحوثي سوى الموت الذي فرضه الحوثيون بالقوة، مستغلين التراخي الأممي والدولي وعدم الضغط على الميليشيا لتنفيذ اتفاقيتي ستوكهولم وبنود الهدنة الأممية.
 
وقالت "أصبحت تعز اليوم المدينة المنسية التي لا يزال أبناؤها عالقين في سجن كبير منذ 7 سنوات، يواجهون الحصار والموت جوعاً ومرضاً أو بالقصف العشوائي الحوثي على الأحياء، ومن يخرج منهم أما يتعرض للقنص بنيران مسلحي الميليشيا أو يختطف إن سلم من الطرق الجبلية الوعرة".
 
 
وقال مدير المستشفى الجهوري نشوان الحسام للصحيفة "نقترب من عامنا الثامن ونحن لم نستقبل من مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية سوى رسائل الموت والدمار والحصار الخانق، إذ إننا في القطاع الصحي نواجه كارثة إنسانية بما تعنيه الكلمة جراء القنص اليومي الحوثي للمدنيين، وعدم وجود الأدوية وخروج كثير من قطاعات المستشفيات عن الخدمة؛ بسبب القصف المتعمد".
 
 
وأشار إلى أن مستشفى الثورة في تعز تعرض لأكثر من 53 استهدافاً بالقذائف الحوثية بعضها بشكل يومي، كما أن مستشفى الجمهوري أيضاً دمرت أجزاء منه بفعل القصف، وكذلك مستشفيات السويدي والعسكري ومركز السرطان لم تسلم من القصف الحوثي، مبيناً أن الخسائر الكبرى التي تعرضت لها تلك المستشفيات الحكومية هو تهجير عشرات الكوادر الطبية بفعل الحصار الخانق والجوع والاستهداف اليومي.
 
فيما قال الصحفي أمين دبوان "تعز تتعرض لجريمة حرب متكاملة الأركان، وتواجه واحدة من أشكال العقوبات الجماعية"، مشيراً إلى أن رفع الحصار عن مدينة تعز أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، فقد تفاقمت آثاره السلبية على كافة جوانب الحياة مما ينذر بكارثة، فلا غذاء متوفر ولا علاج ولا خدمات وسط غياب لدور المنظمات الأممية والدولية.