معروف دول الخليج ونكران العربية اليمنية ” الكويت انموذجا”

عدن لنج/تقرير/درع الجنوب

يتخادم اخوان اليمن مع كل عدو يشكل خطرا على دول الجوار ، حتى تحالفهم مع صالح قام على وحدة العداء للشقيقة الكبرى -المملكة العربية العربية السعودية – قبل ان يتطور الى تحالف لفرض الوحدة بالقوة على الجنوب طمعا بثرواته وكرد فعل على موقف المملكة ومجلس التعاون الخليجي الرافض وقتذاك لفرض الوحدة بالقوة واجتياح الجنوب .

على مدى ثلاثين عاما مرت من تحالف جماعة اخوان اليمن مع نظام صالح نفذت المملكة العربية ودولة الكويت ارقما من المشاريع الخدمية والتنموية في الجمهورية العربية اليمنية ، مدارس ومشافي وطرقات وجامعات ومنح مالية وتشييد منشآت حيوية ، حتى انه لا يمكنك ان تمر في مدينة او منطقة ريفية في شمال اليمن من دون ان يقال لك : هذا المشروع او هذه المنشأة الحيوية بنيت على نفقة السعودية او الكويت او دولة الامارات، ورغم هذا كله فقد طغى إلتزام قوى صنعاء لاجندات تتجاوز مشاريعها البعد الوطني والقومي على إلتزامها الاخلاقي بواجب الامتنان والتجمل للاشقاء في دول الجوار، وخير دليل على ذلك تأييد منظومة صنعاء السياسية والدينية والقبلية الجيش العراقي اثناء غزوه لدولة الكويت الشقيقة ، إذ شهدت صنعاء وقتذاك مسيرات تزعمها قادة سياسيون ورجال دين من جماعة الاخوان وحزب صالح وهتفت بشعارات مؤيدة لغزو الكويت وقتل شعبه ومن جملة الهتافات والشعارات التي رددتها تلك المسيرات ” بالكيماوي يا صدام ” وعلى النقيض من ذلك كان موقف الجنوب وشعبه وقيادته رافضا لغزو الكويت ومصطفا مع المملكة العربية السعودية والاجماع العربي الى جانب الكويت وشعبه.

 

الغريب في الامر ان تلك المسيرات التي شهدتها صنعاء تأييدا للجيش العراقي اثناء غزوه لدولة الكويت، كانت تخرج اول انساقها من جامعة صنعاء التي بنيت على نفقة الكويت وتلتقي بشارع الكويت الذي شيدت فيه دولة الكويت اكبر مستشفى بصنعاء بنسق طلابي اخر انطلق من مدرسة جمال عبدالناصر التي هي الاخرى بنيت على نفقة الكويت ، وتمر بشارع بنك الدم و المختبر المركزي الذي بنته الكويت ثم امام الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد الجوي ودار المعلمين ودرا الكتب وكلية الشرطة التي جميعها بنيت على نفقة الكويت ، حتى الكلية الحربية التي ظهر فيها علي محسن الاحمر وهو يحرض كبار القادة والمعلمين على المملكة العربية السعودية تم بناؤها على نفقة دولة الكويت، كذلك قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة صنعاء بنيت على نفقة الكويت واستخدمها نظام صنعاء للتحريض ضد الكويت.

 

وبصورة اوضح ، تحت يافطات كتبت عليها عبارة ( بالكيماوي يا صدام) خرج الاطباء من المستشفيات والمستوصفات النموذجية التي بنتها الكويت في صنعاء وتعز وذمار وعمران وحجة والحديده ، خرجوا ضد الكويت وهم يعلمون ان مرتباتهم الشهرية التي يتقاضونها من دولة دولة الكويت ، المعلمون كذلك خرجوا من المدارس والمعاهد العلمية الاخوانية ضد الكويت التي كانت وقتها متكفلة بمرتباتهم الشهرية .

 

استمر الاحتلال العراقي للكويت 7 اشهر ، وهي الفترة التي بدات فيها عمليات الاغتيالات للقيادات العسكرية والسياسية الجنوبية في صنعاء كأسلوب إرهاب وترهيب للموقف الجنوبي المناصر للمقاومة الكويتية والمؤيد للموقف العربي الرافض لاحتلال دولة الكويت

 

لم تعدل القيادة الجنوبية عن موقفها ولم تتوقف قوى صنعاء من تحشيد قواتها وادواتها الارهابية الجهادية للإجهاز والانقلاب على اتفاق الوحدة بين دولتي الجنوب والشمال ، بل سرعت من وتيرة التصعيد على امل الاجهاز على الجنوب وجيشه ومن ثم التفرغ لاستكمال السيطرة على دول الخليج وفق مخطط صدام وصالح وزعماء عرب اخرين .

 

يروي السفير عبدالرؤوف الريدي، سفير مصر الأسبق بواشنطن، في حديث أجراه مع برنامج «رحلة في الذاكرة» على قناة «روسيا اليوم» وكذا على قناة العربيةhttps://youtu.be/m7JF8lerKec جانبا من ذات المشروع المجنون.

 

وصل «الريدي» إلى قصر رأس التين ليجد مفاجأة في الانتظار، «وجدنا في هذا القصر موجود على عبدالله صالح كان جي من بغداد معاه وفد وقالوا بقى يا جماعة أنتوا انسوا الكويت معادش في حاجة اسمها الكويت، انتهى».

 

لم يكن ما قاله «صالح» ووفده يرتكز على الفراغ ، بل حمل معه عرضًا سخيًا جدًا في محاولة لإغراء مصر لمسح الكويت من ذاكرتها.

كان العرض يتضمن، حسب رواية «الريدي»، والذي عرف بتفاصيله من «مبارك» شخصيًا، إسقاط ديون مصر بكاملها، وعمل صندوق يوضع فيه مبيعات نفط دول الخليج ويبقى لمصر نصيبًا فيها.

 

وربما كان العرض مغريًا إلا أنه لم يلقى قبولًا مصريًا كما كشف «الريدي»، «احنا رفضنا الكلام ده كله»، لتشترك مصر في التحالف الدولي ضد العراق وتساهم في تحرير الكويت.

 

سبقت إرادة شعب الكويت الشقيق والى جانبهم اشقائهم في دول الخليج المؤامرة وذلك بطرد الجيش العراقي الغازي من ارضهم في 26 فبراير/شباط 1991م

 

لا تفسير لجاهزية انظمة صنعاء للتآمر على دول الخليج واستعدادها الدائم لتبني اي مشروع اقليمي معادي لدول الجوار لا سيما المملكة العربية السعودية ، فالعراق الذي مر بمرحلة ثراء سبقت سنوات الحصار لم يشيد فصلا دراسيا في العربية اليمنية ، فما الذي ارغراها لحبك المؤامرات على دولة شقيقة كالكويت التي تتجاوز المشاريع الخدمية التي بنتها على طول وعرض العربية اليمنية ما بنته حكومات صنعاء !؟

 

سؤال كهذا يبدو محيرا فعلا ، لكنه ليس لغزا غير قابل للإجابىة ، هو حقيقة مؤلمة لم تعطى حقها في القراءة والتحليل والموقف الزاجر والرادع ، لقد إستطاع لوبي الاخوان في الكويت حذفه من  الذاكرة الجمعية الكويتية ، وإستطاع ابضا توجيه كتابا وناشطين كويتين في سياق اجندات منظومة صنعاء في الجنوب وتبني خطابها الحربي على شعب الجنوب .. إن ما إقترفته قوى صنعاء بحق الكويت الشقيق هو حقيقة حقدها المتسلسل والمتغطرس على دول الخليج، إستأنفته بالمشروع الايراني الحوثي الخبيث ، وبالمشروع الاخواني التركي المعادي للمملكة العربية السعودية والمشروع العربي النهضوي الذي إرتفعت اعمدته بقيادة المحمدين .