عدن لنج يستطلع عدد من المواطنين حول اضراب المعلمين بعدن

عدن لنج/ خاص
التعليم هو أساس بناء المجتمع وهو السلاح الذي يستخدم للتغير المجتمع، والمعلم هو الوسيلة لذلك الذي ينشر العلم والمعرفة ويربي الطلاب ويخرجهم من ظلام الجهل إلى نور العلم.
 
إلا أن التعليم في محافظات الجنوب أصبح متدهورا وأصبح الطلاب في ظلام الجهل في ظل عدم توفر الأجواء الملاءمة للعملية التعليمية، والمعلم حقوقه مسلوبة، ويطالب منذ سنوات بهذه الحقوق من أجل العيش بكرامة.
 
المعلمون اضربوا عن التعليم بعد أن استنفدوا جميع الوسائل التي كفلها لهم القانون للمطالبة بحقوقهم، إلا أنهم لم ينالوا من الحكومة إلى وعود لم تطبق على أرض الواقع.
 
* * عواقب وخيمة
 
المواطنة منى أحمد ولية أمر أوضحت أن إضراب المعلمين له عواقب وخيمة يجب أن يتداركها المعلمون قبل فوات الأوان، منها تجهيل الطلاب وخلق جيل أمي غير مثقف نتيجة توقف العملية التعليمية في المدارس الحكومية وسوء المنهج الدراسي.
 
وأضافت أنا لست ضد مطالب المعلمين بحقوقهم ولكن الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد ليس على المعلمين فقط وإنما على جميع الموظفين في جميع قطاعات الدولة، ويجب على المعلمين المطالبة بحقوقهم دون تعطيل العملية التعليمية.
 
* * تدني مستوى التعليم
 
أما من جانب ولي الأمر علي سيف قال &لعدن لنج & أطفالي الثلاثة يدرسون في المدارس الحكومية ونتيجة الإضراب تدنى مستواهم التعليمي وأصبحوا يفكرون باللعب ويتذمرون من الدراسة، نتيجة الفراغ الكبير لعدم ذهابهم إلى المدرسة.
 
وأشار حاولت إدخالهم مدارس خاصة لكن ظروفي المادية لا تسمح لي بذلك، نظرا لرسوم المدارس الخاصة المبالغ بها، وادخلتهم بالدروس الخصوصية (المعلامة) إلا أنها ليس كالمدرسة ولا تغطي الساعات التي يقضونها بالمدرسة، مختتما بالقول يجب على المعلمين أن يطالبوا بحقوقهم لكن دون تعطيل التعليم، وأن يقدموا الواجب على الحق.
 
* * الإيفاء بالوعود
 
المواطن أحمد ياسر قال أنا مع أن يطالب المعلمين بحقوقهم وأن يستخدموا جميع الطرق التي كفلها لهم القانون وتنفيذ الإضراب لانتزاع حقوقهم التي حرموا منها.
 
وأوضح أن على الدولة الاستجابة لمطالب المعلمين والإيفاء بالوعود من أجل مصلحة الطلاب والمعلمين، وأن تقوم بتغيير المنهج الدراسي كون المنهج الحالي منهج سيء ولا يتناسب مع الطلاب.
 
* * مطالبات بالحقوق
 
وعن مطالب المعلمين أوضح رئيس شعبة الكشاف في قسم الأنشطة إدارة التربية والتعليم بمديرية صيرة بالعاصمة عدن الأستاذ نوفل السودي أن مطالبنا نحن المعلمون مطالب مشروعة، تتلخص في ست نقاط وهي هيكلة الأجور بما يتناسب مع المستوى المعيشي وما من شأنه أن يرفع من الظروف المعيشية للمعلم ويضمن له حياة كريمة، وكدا إطلاق العلاوات والتسويات كافة بأثر رجعي والمتعثرة منذ سنين، بالإضافة إلى صرف علاوة طبيعة العمل لمعلمي دفعة العام 2011م، كونهم يتحملون العبء الأكبر في الأداء الوظيفي في جميع المدارس الحكومية ومع ذلك انحرموا من جميع العلاوات.
 
وأضاف: من المطالب أيضا صرف مستحقات المتقاعدين وتثبيت المتعاقدين، واستكمال إجراءات المنقولين إداريا وماليا إلى التربية والتعليم، وأخيرا التأمين الصحي، ومع الأسف العاملين في التربية والتعليم ليس لديهم أي تأمين صحي.
 
* * اللجوء إلى الإضراب
 
وتابع الأستاذ نوفل حديثه بالقول: نحن المعلمون لجأنا إلى الإضراب بعد أن أقمنا عشرات الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات واستنفذنا كل الوسائل والسبل للحصول على حقوقنا لذلك اضطررنا للجوء إلا الإضراب منذ أربع سنوات، ونحن نضرب عن التعليم ونعلق الإضراب من أجل مصلحة الطلاب، ولكن دون أي استجابة من الحكومة سوى وعود كاذبة، وهذه السنة الخامسة التي أعلنا فيها الإضراب ولن نتراجع عنه إلا بحصولنا على مطالبنا.
 
* * تحسين المستوى المعيشي
 
بالنسبة لتدريس المعلمين في المدارس الخاصة وإضرابهم في المدارس الحكومية، أوضح الأستاذ نوفل السودي أن بعض المعلمين في المدارس الحكومية اضطروا للعمل في المدارس الخاصة من أجل تحسين المستوى المعيشي كون المرتب الحكومي لا يكفيهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار، وما يدور في الشارع أن المعلم يستغل الإضراب بالحكومي والعمل بالخاص من أجل زيادة الطلب عليه في المدارس الخاصة فإن هذا الكلام غير صحيح.
 
* * مهنة صعبة
 
واختتم رئيس شعبة الكشاف في قسم الأنشطة إدارة التربية والتعليم بمديرية صيرة بالعاصمة عدن الأستاذ نوفل السودي بالقول إن مهنة التدريس من أصعب المهن كون المعلم يتعامل مع فئات عمرية مختلفة، وعليه أن يمارس جوانب عدة منها التعليم وإنشاء وبناء الأخلاق والوعي لدى الطلاب، مع ما يقارب مائة طالب في الصف الواحد، ونقول دائما إذا أكرمنا المعلم نكرم ونبني مجتمعا، وإذا أذللنا المعلم أذللنا ودمرنا المجتمع بأكمله.
 
* * مطالبات منذ سنوات
 
رئيس نقابة المدرسين في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن حسين اليافعي أوضح في حديثه &لعدن لنج & أننا في النقابة خضنا معركة استعادة حقوق المعلمين المشروعة والمسلوبة منذ عام 2017م، وخلال هذه الفترة حتى اليوم وقعنا اتفاقيات ومواثيق مع الحكومات المتعاقبة والسلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني، ولدينا حكم من المحكمة لجزء من هذه المطالب، لكن الحكومة نكثت بالمواثيق وحكم المحكمة لم ينفذ.
 
وأضاف حرصا منا على استقرار العملية التعليمية وكضغط على سرعة استجابة الحكومة لمطالبنا قمنا بعشرات المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لكن دون جدوى، ولذلك اتجهنا للإضراب.
 
* * مواصلة الإضراب
 
وتابع اليافعي حديثه بالقول: هذا العام أعلنا مواصلتنا للإضراب وهو حق قانوني مشروع بهدف استرجاع حقوق مشروعة والمطالبة بحياة معيشية كريمة تليق بنا كمعلمين وبدورنا في المجتمع، وأتمنى من المجتمع والإعلام أن يقف بصف المعلم ليس من أجلنا فقط ولكن من أجل أبنائهم، فحقنا بحياة كريمة وحق أبنائنا الطلاب بالتعليم بيد الحكومة.
 
* * تأثير الإضراب
 
وعن حديث رئيس نقابة المدرسين في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن حسين اليافعي عن تأثير الإضراب على العملية التعليمية وتعطيل التعليم، أشار إلى أن المسؤول عن تعطيل العملية التعليمية وتجهيل الطلاب وتجويع المعلم هي الحكومة، حيث إن راتب المعلم يتراوح بين أربعين دولارا إلى مائة دولار كحد أقصى، وأكبر إجحافا بحق المعلم أن تتم مطالبته بأن يعلم ويوجه ويرشد أكثر مائة وعشرين طالبا في الصف الواحد مقابل راتب ضئيل.
 
 
* * المدارس الخاصة
 
بالنسبة للمدارس الخاصة وعدم إضرابهم قال رئيس نقابة المدرسين في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن حسين اليافعي، نقابة المعلمين ليس لديها سلطة على المدارس الخاصة كونها مثل أي مؤسسة خاصة ومنتسبيها لا يستلموا رواتبهم من الحكومة، ونحن نستطيع إيقافها في حالة العصيان المدني والثوري العام فقط.
 
واختتم حديثه بالقول إذا كان لدينا وزارة ومكاتب تربية تحترم المعلمين كان من المفترض أن تصدر قرار بإيقاف العملية التعليمية في المدارس الخاصة حتى تحل مشاكل المدارس الحكومية.
 
وحتى اللحظة ما يزال إضراب المعلمين مستمر وقضيتهم غير محسومة ظل تنصل الحكومة من الوعود التي قطعتها للمعلمين، ليبقى الطالب الضحية بين مطالبة للحقوق وتنصل للوعود.