استهداف الحوثيين للمنشآت الحيوية... تأجيج الصراع وإطالة أمد الحرب

عدن لنج/ خاص
تتمادى مليشيات الحوثي في تأجيج الصراع وإطالة أمد الحرب في اليمن ولكن هذه المرة مستهدفة الموانئ النفطية؛ حيث استهدف الحوثيين في الواحد والعشرين من أكتوبر الجاري ميناء الضبة النفطي بمدينة المكلا في محافظة حضرموت وقبله بيومي ميناء النشيمة بمحافظة شبوة بطائرات مسيرة مفخخة.
 
الهجوم على المنشآت الحيوية جاء بعد تهديدات سابقة للحوثيين للشركات النفطية الدولية التي تعمل في مناطق حضرموت وشبوة ، في تحد واضح للمساعي الدولية في إحلال السلام في اليمن.
 
الهجوم الإرهابي على ميناء الضبة تكرر عدة مرات خلال أسبوع في ظل صمت دولي وإقليمي غير إدانات وتنديدات بالهجوم.
 
إدانات محلية وعسكرية وموقف حاسم من المجلس الرئاسي في محاولة منه لردع الحوثيين من التمادي في إجرامهم.
 
* * موقف المجلس الرئاسي
مجلس القيادة الرئاسي بعد الهجوم الإرهابي على مينائي الضبة والنشيمة اتخذ عدد من الإجراءات وقام بتصنيف الحوثيين جماع إرهابية وفق خطة دفاعية ودبلوماسية واقتصادية مزمنة بحسب وكالة سبأ.
 
وبحسب ما جاء في الوكالة قال المجلس الرئاسي إن تصعيد الحوثيين من شأنه إعفاء الحكومة اليمنية من جميع الالتزامات، بما فيها اتفاق ستوكهولم، وعناصر الهدنة الإنسانية المنهارة، والتسهيلات الخدمية، محذرا من تقديم أي دعم أو مساعدة للحوثيين ، وان المجلس سيتخذ إجراءات وعقوبات صارمة تجاه من يقدم الدعم للحوثيين .
 
* * مواقف وإدانات محلية
المجلس الانتقالي الجنوبي أيضا أدان استهداف الحوثي لميناء الضبة النفطي بحضرموت، حيث قال "إن الإدانة لم تعد كافية لهذا النزق والبغي الإرهابي الحوثي الذي لم يعد معه الحديث عن تمديد الهدنة مقبولاً، لذلك فإننا نحتفظ بحقنا في الرد على هذا الصلف وما يوازيه من تصعيد عدواني حوثي في جبهات المواجهة بالضالع ويافع وكرش".
 
وأوضح المجلس في بيان له أن مليشيات الحوثي الإرهابية تتمادى في عدوانها بالطائرات المسيرة للمنشآت النفطية في محافظتي شبوة وحضرموت، مهددة بذلك المنشآت النفطية والملاحة البحرية في البحر العربي ".
 
وقال الانتقالي إن المجتمع الدولي مطالب بإدراج هذه المليشيات الحوثية في قوائم التنظيمات الإرهابية واتخاذ ما يلزم للجمها وردعها".
 
الحكومة اليمنية أيضا أدانت الهجوم في بيان لها حيث قالت إن هذا الهجوم يعد تهديداً سافراً لإمدادات الطاقة على المستوى الإقليمي والدولي، محذرة أنه إذا لم يتم ردع جماعة الحوثيين فإن ذلك سيؤدي إلى آثار سلبية على عملية السلام في اليمن وعلى استقرار سوق الطاقة العالمي.
 
* * رسائل عدة
الكاتب والمحلل السياسي صالح الدويل أوضح في حديثه "لعدن لنج " أن مليشيات الحوثي تريد أن توصل أكثر من رسالة من خلال استهدافها المنشآت الحيوية في حضرموت وشبوة، ومن هذه الرسائل أنها الأقوى عسكري وان كل الفضاء تحت هيمنته ولا تملك القوة المناهضة له أي قدرات لمنعه.
 
وتابع ويريد الحوثيون أن يوصلوا أنهم يستطيعون نقل الحرب من المحلية إلى حرب إقليمية، وذلك بجعل كل موانيء تصدير النفط في مجال تهديد مسيراته وأنه طرف رئيسي من الأطراف المؤثرة على مسألة الطاقة الدولية خاصة في ظل أزمة النفط الحالية.
 
وقال الدويل كما أن الحوثيين يريدون إيصال رسالة أن لديهم القدرة على ضرب حاملات النفط في البحر الأحمر وبحر العرب مثلما لديهم قدرة على ضرب موانئ التصدير، كما أن لديها ذات القدرة على ضرب مواقع الإنتاج وأنه لا يحسب حسابا للقوانين الدولية المتضمنة السلامة البحرية وكلها أوراق ينتزعها على حساب الشرعية ودول التحالف.
 
* * دلالات وأبعاد الهجوم
وأشار صالح الدويل أن هناك دلالات متعددة فالرسالة تقول إنه قادم على حرب شبيهة بحرب الناقلات في حرب الخليج الأولى وأن لديه القدرات العسكرية، لذلك وأن حرب التخالف صارت عبثية لم تحقق شيئا من أهدافها، وأن على العالم أن يوقفها هذه الحرب، فهو القدوة والسلطة الأقوى على حماية المصالح الدولية في جغرافيا الحرب البرية والبحرية
 
**تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية
بالنسبة لتصنيف المجلس الرئاسي جماعة الحوثيين جماعة إرهابية قال المحلل والكاتب السياسي (لا أعتقد أن يضيف التصنيف جديدا يؤثر على الحوثي، إذا لم يترافق إلغاء اتفاق ستوكهولم وفرض حصار بحري وجوي عليه، بالإضافة إلى حشد كل الجيوش وخاصة التي في حضرموت والمهرة على جبهات المعارك.
 
وأوضح الدويل أنه لا بد من أن يكون موقف التحالف واضحا من الدول المجاورة فلن يكون إرهابيا ووفوده تفاوض في عواصم دول خليجية بالذات، إضافة إلى يجب أن يتم حشد موافقة سياسية دولية للتصنيف تمنع استقبال الإرهابيين الحوثة وإلقاء القبض عليهم، مثلما الحال مع القاعدة وداعش إما أن يتعامل مسؤولو الحوثي معاملة "خمسة نجوم" إقليميا ودوليا فإن التصنيف لن يكون إلا كلام في كلام.
 
* * محللون سياسيون
ويرى محللون سياسيون أن تصعيد المليشيات الحوثية واستهدافها ميناء الضبة بحضرموت وميناء النشيمة بشبوة جاء من عوامل كثيرة ساعدتها وشجعتها في التمادي ونسف جهود تمديد الهدنة وإحلال السلام، من هذه العوامل هو التساهل في التعاطي مع مليشيات الحوثي من قبل الفاعلين الإقليميين والدوليين في السنوات الماضية وحتى الآن، بالإضافة إلى التنازلات التي قدمت للمليشيات الحوثية ساهمت في تمرد الحوثيين واستمرارهم في الحرب.
 
وأشار المحللون السياسيون أن موقف المجلس الرئاسي والحكومة أضاعت الكثير من الفرص كان من الممكن الاستفادة منها إنهاء الحرب والضغط على الحوثيين ، وان الحكومة تأخرت كثيرا في تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.
وأوضحوا أن مليشيا الحوثي تحاول لإدخال اليمن في حرب دولية وإقليمية وذلك من خلال استهدافها لخط الملاحة الدولية.
 
* * إدانات عربية ودولية
دول عربية ودولية أدانت الهجوم الإرهابي الذي نفذته جماعة الحوثي بطائرتين مسيرتين على ميناء الضبة النفطي في مدينة (المكلا) بمحافظة حضرموت منها المملكة العربية السعودية ومصر البرلمان العربي بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة البريطانية، بعثة الاتحاد الأوروبي.
 
الإدانات أكدت أن هذه الجهود يعد خرجا واضحا لمساعي إحلال السلام وانتهاك للقوانين الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 2216، كما أكدت هذه الدول وداعمها لكل ما يضمن أمن واستقرار اليمن ويحقق تطلعات شعبه.