مجموعة التشاور الجنوبي: الجنوب بحاجة إلى مشروع واقعي توافقي

عدن لنج/ خاص:

 أصدرت مجموعة التشاور الجنوبية، مساء الثلاثاء، بلاغا صحفيا، تلقى "عدن لنج" نسخة منه، وتنشره نصاً كما رود:

 

قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم 

 

لقد أدَّى الاجتياح المسلح للجنوب من قبل ميليشيات الحوثي وصالح إلى تغييرات كبيرة في المشهد الجنوبي، فعلاوة على كونه أضاف المزيد من التعقيدات للوضع المتأزم بالأساس بسبب تعثر تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية ومايتصل منها بالتهيئه لحلول القضية الجنوبية، الا أنه ايضاً أسهم في إنفتاح المشهد بشكل غير متوقع على أدوار للاعبين محليين وإقليميين جدد، علاوة على متغيرات أخرى كبيرة تضع مآلات الوضع في الجنوب واليمن عموماً محل تشكُّل حاسم.

 

إن القراءة المدركه لتاريخ نضال شعبنا في الجنوب يقودنا الى التسليم بأن العنصرين الأساسيين الحاسمين في فاعليته يتمثلان في وجود حامل سياسي يترجم قضيته وقيـادة تتسم بالإخلاص والجدية. ومنذ نشأته تعرض الحراك الجنوبي السلمي الى حملات شرسة متواصله لإجهاضه والنيل من مشروعيته إلا أن ذلك لم يثنه عن مواصلة مسيرته ، بالقدر الذي أثر فيه كثيراً تراخي قياداته في توحيد الصف، ونزوعها الى الفردية الأمر الذي تسبب في إحداث ارباك لدى قواعده وشتت جهوده.

 

وفي الآونة الأخيرة تلاقت مجموعة من العناصر الفاعلة في الحراك وشخصيات جنوبية أخرى بالداخل والخارج وفي سلسلة من الحوارات والمشاورات بهدف إجراء قراءات فاحصة وواعيه لأوضاع الجنوب عموما والحراك بصفة خاصة، نتج عنها جملة من التقييمات والتفاهمات وأكدت بشكل أساسي على مايلي:

 

أن الجنوب اليوم بحاجه الى مشروع سياسي واقعي يحقق قدراً من التوافق لدى مختلف أطيافه ولايستثني منه أحد ويستوعب كافة المتغيرات على الأرض، مع ضرورة إختيار قيادات جديدة من العناصر الفاعله في الداخل والخارج تتسم بالواقعية والإخلاص لقضيتها وغير مرتبطة بصراعات الماضي.

أن ما جرى في الجنوب من محاولات طمس لهويته وتدمير لبنيته وآخرها غزو مليشيات الحوثي وصالح لاتسمح بأية مساحة للخلاف والمناورات بين الجنوبيين بشان قيادة المشهد السياسي الجنوبي، فجميع أبناء الجنوب شركاء في صنع مستقبل بلادهم، والتمسك بمبدأ التصالح والتسامح قولا وممارسة بين أبناء الجنوب يشكل أساساً متيناً وضرورةً لتعزيز حراكه السلمي وبلوغ أهدافه المشروعه.

أن المرحلة الراهنة بما تحمله من متغيرات خطيرة على الأرض التي صاغ معادلاتها الجديدة عدوان ميلشيات صالح والحوثي ستجرالمنطقة الى صراعات وحروب طائفيه، لاتهدد الجنوب ومستقبله فقط، ولكن جيرانه في المنطقة وتعرض أمننا وسلامنا المشترك لمخاطر محدقه.

أن تمثيل الجنوب في أي مفاوضات يعد مدخلاً أساسياً وضرورياً لإحلال السلام، كما أن وحدة الجنوب وتماسكه يعد شرطاً أساسياً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقه، وحقه في تقرير مصيره يعتبر مطلباً مشروعاً لايمكن التنازل عنه.

 

وبناءاً على ماتقدم وإتساقا مع ما يجري على أرض الواقع الميداني في الجنوب والتطورات الأخرى المتسارعه خارجه وإستخلاصاً لنتائج اللقاءات العديده التي عقدها أعضاء مجموعة التشاور الجنوبي في الخارج مع قيادات السلطه الشرعيه (من الجنوبيين) وممثلو البعثاث الدبلوماسيه للدول الشقيقه والصديقه والمنظمات الدوليه وممثل الأمين العام للأمم المتحده في اليمن، وتتويجاً لما قدمه أبناء الجنوب من تضحيات وماسطره شباب المقاومه من ملاحم بطوليه وماحققوه من انتصارات على أرضهم ودحرهم لجحافل الغزو كمرحلة أوليه وتمهيداً للبدء في مهام المرحله التالية على طريق الإنتقال لمراحل أخرى لاحقه أكثر تطوراً، فإن مجموعة التشاورالجنوبي تتقدم بعرض تصورها لملامح مهام هذه المرحله وكما يلي:

 

إن التوافق العاجل على قيادة سياسية جنوبية مؤقته صار ضرورة ملحة لا تقبل التاجيل من خلال الآليات والإمكانات المتاحه ودون إبطاء وبما يتم الإتفاق عليه بين مكونات الحراك الجنوبي وشرائح المجتمع الجنوبي ونخبه السياسية والمدنية، وتكليف هذه القياده بتمثيل الجنوب في أية مفاوضات سياسيه عاجله، وتثبيث النديه بين الشمال والجنوب في هذه المفاوضات وبما يحقق الأهداف المشروعه للشعب في الجنوب وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره.

إستمرار دعم جهود الإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الوطني الجنوبي على أرضية وحدة التماسك الوطني الجنوبي والقبول بالتباين في الرؤى والحلول المطروحة حول خطوات تقرير مصير الجنوب ودون تخوين أو اقصاء أو تهميش لأي طرف جنوبي وبالطرق التي تعبر عن قناعاته.

تعزيز العلاقة المصيرية مع مجلس التعاون لدول الخليج العربيه وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربيه المتحده، ومساندة كافة الجهود الإقليميه والدوليه التي جاءت لانقاذ الوضع في اليمن وإحلال السلام والإستقرار والأمن في المنطقه.

تمكين الجنوبيين من إدارة شئون محافظاتهم وتنسيق الجهود مع السلطات المحليه لتطبيع الحياة في كافة مناطق الجنوب وفي مقدمتها العاصمة عدن.

سرعة تأهيل وتدريب وإستيعاب الجنوبيين وفي مقدمتهم شباب المقاومه في المؤسستين العسكريه والأمنيه وحصر حفظ الأمن في المناطق الجنوبيه على أبناءها، وتزويدها بما يلزم من عتاد وبما يجعل الجنوب شريكاً فاعلاً في الجهود الإقليميه والدوليه لمكافحة جماعات التطرف والعنف والإرهاب ومساهماً في القضاء على مصادر تهديد أمن المنطقه وإستقرارها.

 

وترتيباً على ماتقدم فإن مجموعة التشاور الجنوبي ترى أن هناك ضرورة ملحه لإستمرار مشاوراتها وتوسيع دائرتها لتشمل كافة مكونات الحراك الجنوبي والنخب الجنوبيه الفاعله الأخرى وتعزيز التواصل مع ذوي العلاقه بالشأن الجنوبي وتحديداً في قيادة السلطه الشرعيه ومع الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الإقليميه والدوليه الداعمه لجهود السلام في بلادنا.. مؤكدين على أن الموقف الوطني الواعي والمسئول يستدعي من كافة الجنوبيين التماسك وإجراء مراجعة للمواقف وقراءة الوضع المأزوم بواقعيه والذي أصبح يثقل كاهل المواطنيين في الجنوب ويعقد معيشتهم بصوره لم يعد بالإمكان إحتمالها.

 

والله ولي التوفيق والسداد...

             مجموعة التشاور الجنوبي

                                                                                                      صادر في عدن/ 9 رمضان 1437هـ

                       الموافق 14 يونيو 2016م