الاسواق تعول على بقاء بريطانيا في اوروبا قبل ثلاثة ايام على الاستفتاء

عدن لنج / فرانس 24

قبل ثلاثة ايام على موعد استفتاء تاريخي حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي تعول الاسواق المالية على بقاء البلاد بعد اغتيال نائبة مؤيدة لاوروبا.

يعقد البرلمان البريطاني جلسة استثنائية عند الساعة 14,30 (13,30 ت غ) يكرم خلالها النائبة جو كوكس التي قتلت بوحشية الخميس في دائرتها في برستال (شمال) والتي قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انها كانت بين "الاعضاء اللامعين والمتحمسين" للبرلمان.

واظهرت استطلاعات الراي الاخيرة ميلا طفيفا نحو تقدم معسكر البقاء بعد اغتيال النائبة وعليه سجل الجنيه الاسترليني تحسنا ملحوظا صباح الاثنين اذ تجاهلت الاسواق اقله مؤقتا مخاوفها من خروج بريطانيا.

وسجلت سوق لندن ارتفاعا قارب الثلاثة في المئة في منتصف تداولات اليوم.

وعلق جو باندل من "اي تي اكس كابيتال" ان مختلف الاستطلاعات "اظهرت تغييرا ملموسا نحو معسكر البقاء... ويبدو ان المستثمرين يتفاعلون مع هذه الارقام".

واظهر اول استطلاع اجراه معهد "سورفيشن" بعد الماساة تقدم معسكر البقاء ب45% في مقابل 42% لمعسكر الخروج، بينما كان الاستطلاع الاسبق اعطى نتيجة معاكسة تماما.

كما يتبين من الاستطلاعات الستة الاخيرة ان معسكر البقاء يتساوى مع معسكر الخروج.

ويفترض ان يمثل توماس ماير (52 عاما) القاتل المفترض لكوكس مجددا امام محكمة اولد بيلي في لندن بعد الظهر.

وكان ماير الموقوف في سجن بلمارش (جنوب شرق لندن) الذي يخضع لحراسة مشددة هتف عند مثوله للمرة الاولى امام المحكمة السبت "الموت للخونة، الحرية للبرلمان". وامرت القاضية باخضاعه لفحص نفسي.

واثارت الجريمة صدمة عارمة في البلاد وتعليق حملة الاستفتاء لثلاثة ايام، ويتوقع المحللون ان تفرض اجواء من الهدوء على النقاش.

- خروج "لا رجعة فيه" -

خرجت المساعدة السابقة لوزير الخارجية سعيدة وارسي من معسكر الخروج بعد احتجاجها خصوصا على ملصق من حملة نايجل فاراج زعيم حزب يوكيب المشكك باوروبا والتي شبهها وزير المالية جورج اوزبورن ب"الدعاية النازية في ثلاثينات القرن الماضي".

وصرحت وارسي في مقابلة مع "تايمز" نشرت الاثنين "هل نحن مستعدون لقول اكاذيب وبث الحقد ومعاداة الاجانب فقط لنكسب حملة؟ براي لقد تمادينا كثيرا".

من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الاثنين من ان المملكة المتحدة لن تتمكن من العودة الى الاتحاد الاوروبي اذا خرجت منه وتوقع ان تكون نتائج التصويت في "معركة الاستفتاء" بين المعسكرين "متقاربة جدا".

وقال هاموند عند وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في لوكسمبورغ "انه قرار لا رجعة فيه. اذا قرروا المغادرة (الاتحاد الاوروبي) فلن تكون هناك عودة. لن يعود بامكان بريطانيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في وقت لاحق الا في شروط غير مقبولة" مثل الزمها بالانضمام الى منطقة اليورو او الى مجال شنغن.

وفي رسالة الى صحيفة "ذي غارديان" حذر عشرة من حائزي جائزة نوبل للاقتصاد من ان خروج البلاد سيضع اقتصاد البلاد في وضع هش "لسنوات عدة"، ويمكن ان يؤدي الى تراجع سعر صرف الجنيه الاسترليني الذي يبلغ 1,29 يورو الان.

وفي معسكر مؤيدي الخروج، كرر الرئيس السابق لبلدية لندن بوريس جونسون في مقابلة مع صحيفة "ذي صن" الاحد ان البريطانيين ليس لديهم ما يخشونه من الخروج وان امامهم على العكس "فرصة فريدة لاستعادة زمام الامور". في المقابل، اقر فاراج في مقابلة مع شبكة "آي تي في" ان معسكر الخروج "كان على خط دينامي حتى وقوع هذه الماساة الرهيبة"، ملمحا بذلك ان هذا التقدم توقف.