أقراص الفيتامينات قد تكون مُضرّة للصحة.. إليك طريقة تناولها الصحيحة

عدن لنج - هافينغتون بوست عربي

 

مع انتشار العديد من الإعلانات حول أهمية المكملات الغذائية والفيتامينات المختلفة، يزيد الإغراء لإنفاق المزيد من المال لشراء الأنواع المختلفة من أقراص الفيتامينات والمعادن، أملاً في الوصول لصحة مذهلة، لكن هل هذه الأقراص صحية بالفعل أو ضرورية؟

يرى ترنت واتسون، اختصاصي التغذية المُعتَمَد والمتحدث باسم رابطة أخصائيي التغذية الأسترالية، أن هذه الأقراص ليست غير ضرورية فقط، بل يمكنها أن تكون خطيرة.

وفي حديثه للنسخة الأسترالية لـ”هافينغتون بوست”، قال واتسون: “يحتاج جسمنا للفيتامينات والمعادن ليقوم بالعديد من العمليات التي يحتاجها، لكن المثير للاهتمام هو أن كمية الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم ضئيلة للغاية، وليست مساوية لتلك الجرعة الضخمة الموجودة في المكملات الغذائية”.

في الحقيقة فإن الجرعات الكبيرة من مضادات الأكسدة، مثل بيتا كاروتين وفيتامين هـ، تضر أكثر مما تنفع.

كما أضاف واتسون: “أظهرت الدراسات المتعددة قلة الفائدة التي تعود على الإنسان من تناول المكملات الغذائية. وهناك أدلة أيضاً على أن تناول جرعات ضخمة من المكملات الغذائية للوقاية من الأمراض المزمنة أو علاجها، مثل أمراض القلب أو السرطان، قد يسبب ضرراً بالفعل”.

وأشارت تلك الدراسات إلى أن تناول جرعات ضخمة من فيتامين هـ أو بيتا كاروتين قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين، كما يتسبب بارتفاع خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وأحد أنواع الذبحة الصدرية.

وينصح واتسون بالتركيز على الغذاء الصحي المتوازن، لا المكملات الغذائية، من أجل الحصول على النوع والكمية الصحيحة لمزيج متوازن من الفيتامينات والمعادن.

وذكر في حديثه: “الاعتقاد بأن الحصول على فوائد هذه المكملات شبيه بالفائدة المرجوّة من الطعام، ليس صحيحاً”.

كما تابع قائلاً: “لا تصنع الطبيعة وجبات سريعة، بل توفر الكمية الصحيحة والمزيج الصحيح من العناصر الغذائية المختلفة في الطعام، لا بشكل منفصل مثلما تتواجد في أقراص المكملات الغذائية. على سبيل المثال، تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب، مع تناولك للطعام المليء بهذا الفيتامين، قد يوفر لجسمك 15 ضعفاً من الكمية التي يحتاجها، وهو ما يعني ببساطة بول باهظ الثمن دون أي فائدة مرجوة”.

ليست مصدراً رئيسياً للعناصر الغذائية

بشكل عام، لا يجب التعامل مع هذه المكملات الغذائية باعتبارها المصدر الرئيسي للعناصر الغذائية، أو الطريقة الأسرع لإصلاح نظام غذائي سيئ، فكما يشير اسمها، عليها أن تكمل فقط ما يحتاجه الجسم.

وتابع واتسون حديثه قائلاً: “يسألني البعض: هل أتناول المكملات الغذائية إذا لك يكن غذائي متوازناً؟ وأجيبهم بالنفي، عليك أن تستخدم النظام الغذائي المناسب ليمدك بالعناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك”.

وأضاف: “لا يوجد دليل على استفادة الجسم من هذه المكملات، إلا إذا كنت تعاني من نقص في عنصر معين. مثلاً من المفيد تناول مكملات الحديد إذا كنت تعاني من نقص الحديد في جسمك. كما أننا نوصي النساء الحوامل أو اللائي يخططن للحمل بتناول مكملات حمض الفوليك لتفادي عيوب الأنبوب العصبي”.

أما الأشخاص الآخرون الذين قد يحتاجون لتناول بعض المكملات الغذائية، فهم هؤلاء الذين يعانون من حساسية لأحد أنواع الطعام.

وتابع واتسون: “ربما يحتاج الشخص غير القادر على تحمل منتجات الألبان إلى تناول أقراص الكالسيوم. أو قد يحتاج الشخص الذي يعاني من اضطرابات الجهاز الهضمي إلى أقراص فيتامين ب إذا قلل من تناول الحبوب الكاملة الغنية بفيتامين ب”.

أما إذا لم تكن من هؤلاء الأشخاص، ولديك غذاء متوازن، فلا حاجة بك إلى تناول أقراص الفيتامينات والمكملات الغذائية. أو كما جاء على لسان واتسون: “لقد تطورت أجسادنا عبر ملايين السنين لتعمل بالشكل الأمثل مُعتمِدة على الطعام الكامل”.

كما تابع: “الشخص الذي يسير وفق غذاء متوازن من الخضراوات والفاكهة والحبوب وخبز الحبوب الكاملة وبعضاً من اللحم أو بدائله، سيتمكن من الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها، فالطبيعة توفر لنا هذه العناصر بشكل أساسي وبالقدر الذي نحتاجه وفي أفضل مزيج من المكونات”.