فيسبوك يصنّف كل شيء تكتبه باستخدام الذكاء الاصطناعي

عدن لنج - مرصد المستقبل

ديب تكست

لم يُخفِ فيسبوك نواياه تجاه الذكاء الاصطناعي، حيثُ أعلن منذ زمن عن دمجه الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في صلب منصة الشبكة الاجتماعية الخاصة به، وقد كشف الآن عن خطوته التالية في ذلك الاتجاه: ديب تكست DeepText.

ديب تكست هو أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بفيسبوك، وهو محرك لفهم النصوص، مبنيٌ على التعلم العميق، ومن المتوقع أن يفهم المحتوى النصي لعدة آلاف منشور في الثانية، والمكتوبة بأكثر من 20 لغة.

إن هدف ديب تكست هو التعرّف على المواضيع التي يتم مناقشتها، ولتفضيل خدمات فيسبوك التي تتعلق بتلك المواضيع.

على سبيل المثال، سيتلقى الشخص الذي يقوم بكتابة جملة "أحتاج إلى توصيلة" (I need a ride) في تطبيق الرسائل عرضاً لاستخدام خيارات تطبيقات مثل Uber أو Lyft، ويكمن التحدي بالطبع في التعرف على الاختلاف بين تلك الجملة وجملة مثل "أحب ركوب الأحصنة" (I like riding horses)، فقد تتشابه المفردات، ولكن المعاني مختلفة حتماً.

وهناك استخدام مُحتمل آخر هو بيع المنتجات، حيثُ يكتشف ديب تكست عن منشور مثل "أرغب ببيع دراجتي القديمة بـ 200 دولار، هل من مهتم؟" كمنشور مبيعات، ويقوم بعرض أدوات فيسبوك المختلفة للبائع، والتي ستجعل عملية البيع أكثر سهولة.

كما يجب ذكر أن ديب تكست سيُستخدم لتحليل الدخل الذي يقوم به المستخدمون، واستخدام هذا التحليل لتحسين المحتوى الذي يراه المستخدم، ويعني ذلك أن معامل الإزعاج لاستخدام الفيسبوك سيزداد بنسبة 50% على الأقل.

تشغيل ديب تكست

إن المهمة أصعب حقيقةً مما تبدو، ويتبادر عند النظرة الأولى أن كل ما يلزم هو التعرّف على الكلمات وربطها، وهذا أمر بسيط جد، ولكن تحليل النص البشري أكثر تعقيداً من ذلك، حيثُ نتمتع بإدراك وقدرات لغوية تطورت عبر 100،000 سنة، ونستطيع من خلالها فهم سيميائية الكلام البشري، الأمر الذي أصبح جزءاً من طبيعتنا.

ولكن للاقتراب من طريقة فهم البشر للنصوص، يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى فهم أمور مثل اللغة المحكيّة وتوضيح الكلمة وسياقها، ويأمل فريق ديب تكست في تقليص المعالجة التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي للقيام بذلك.

تتطلب تقنيات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) التقليدية منطق معالجة كثيف، مبنيّاً على هندسة معقدة ومعرفة لغوية، بينما يستغني التعلم العميق عن هذا الجهد المتعب، ويسمح للنظام بالتعلم من خلال النص دون الاعتماد على معالجة كبيرة أو معالجة أساساً، ويساعد ذلك ديب تكست في تحليل عدة لغات بسرعة، بجهد هندسي أصغري.

أما بالنسبة للقضايا الأخلاقية ومشاكل الخصوصية التي تتعلق بنظر ذكاء روبوتي إلى نصوصك وقراءتها، فلم يتم معالجتها بعد