خالد بحاح: #عدن لم تتحرر بعد

عدن لنج/ متابعات:

حذر رئيس الحكومة اليمنية السابق خالد بحاح، اليوم الأحد، من “لحظة الانتشاء”، في مدينة عدن، جنوبي البلاد، معتبرا أن المدينة التي تعد حاليا العاصمة المؤقتة للبلاد، “لم تتحرر بعد من سلوك الفوضى والانتهازية”.

 

جاء ذلك في تصريحات لـ”بحاح”، نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بعد سويعات قليلة من احتفالات نظمتها سلطات مدينة عدن، بمناسبة مرور عام على تحرير المدينة، من سيطرة مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، وأتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

بحاح، الذي شغل أيضاً منصب نائب الرئيس اليمني سابقاً، قال في كلمته التي جاءت تحت عنوان “عدن بعد التحرير”: “صدى التحرير حتى الآن في دواخلنا، ولحظة الانتشاء ما زالت هي الأخرى قائمة على الرغم من أن الطموح أكبر بكثير مما هو عليه الواقع، إذ أن بعض سلوك الفوضى والعشوائية والفيد لم تتحرر منه المدينة بعد!!”.

 

وأشار بحاح في كلمته إلى أن “التحرير الحقيقي لا يكون من الغزاة فحسب، بل الأهم من ذلك التحرر والتخلّص من السلوك السيئ والتصرفات الممقوتة داخليا، وأن تعود المحافظة إلى مدنيتها ورقيها وتعايش أهلها، ولفظها لكل شكل من أشكال العنف والانتهازية”.

 

وصادف يوم أمس الـ27 من شهر رمضان المبارك الحالي، الذكرى الأولى لتحرير عدن، على يد المقاومة الشعبية الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، من قبضة الحوثي وصالح، بعد 4 أشهر من معارك راح ضحيتها مئات القتلى من الجانبين، وأدت إلى تدمير عدد من المباني الحكومية والبنى التحتية، ومنازل المواطنين.

 

ومنذ عام على تحرير المدينة، تعاقب 3 محافظين لها، إلا أن الاعتداءات المسلحة ما تزال مستمرة، وحالة من التخبط الإداري ما تزال تعاني منه المدينة، بالإضافة إلى أن الخدمات الأساسية ما تزال سيئة ويصفها البعض بأنها “شبه معدومة”.

 

وقبل يومين احتج العشرات من المدنيين على محافظ المحافظة عيدروس الزبيدي، بعد انقطاع التيار الكهربائي، في الوقت الذي تصل درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية.

 

وعلق بحاح عن ذلك الوضع، بأن “ثمّة أطراف لا تريد للمدينة ذلك (الاستقرار)”، في إشارة إلى تصاعد حجم الاضطراب الذي تشهده المدينة، وحجم الهوة المُتسع بين السلطات الحكومية، والسلطات المختلفة المتحكمة بالمدينة.

 

وتابع: “هناك من ديدنه المزايدة وهم بخلاف ما يقولون، وآخرون يحسبون أنهم يعبثون من داخلها دون أن يشعر بهم أحد.. وهم عمّا قليل لمفضوحون”.

 

وأضاف: “بعد عام كامل من التحرير وعدد المكاسب التي تحققت بفضل جيشنا الوطني وأبناء المحافظة، ودعم ومساندة قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يجب أن نقف وقفة تقيمية جادة، نسلط من خلالها التركيز على جوانب الإخفاق ونعزز دوائر القوة فيها”.

 

وشدد رئيس الحكومة السابق، والذي أقام في المدينة لفترة محدودة قبل أن تتعرض مقرات حكومته لسلسلة من التفجيرات في أكتوبر/تشرين الثاني من العام المنصرم، على المضي قُدماً، وقال: “علينا الافتكاك من براثن الماضي وتبعيته”.

 

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قد أزاح بحاح من منصبيه كنائباً له ورئيساً للحكومة مطلع أبريل/نيسان الماضي، لكن بحاح لم يتقبل قرار إقالته في بداية الأمر، قبل أن يغادر المنصب.

 

وتمكنت المقاومة الشعبية من استعادة المدينة، في يوليو/تموز 2015، وعادت الحكومة اليمنية إليها مطلع يونيو/حزيران الماضي.

 

وفي 21 نيسان/أبريل الماضي، انطلقت مشاورات بين الحكومة والحوثيين في دولة الكويت، برعاية أممية، غير أنها لم تحقق أي اختراق في جدار الأزمة نتيجة تباعد في وجهات النظر بين الطرفين، الأمر الذي دفع المبعوث الأممي الخاص للبلاد، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتعليقها قبل أيام، لمدة أسبوعين.