تقرير: الدولار إعصار يضرب الأسواق اليمنية ويخلف ضحايا جدد.

عدن لنج - حصري

تقرير خاص لـ عدن لنج : دنيا حسين فرحان

 

شهد ارتفاع الدولار اضطرابا شديدا في الأسواق اليمنية بين ارتفاع ونزول واستقرار لم يدم طويلا صاحب معه ارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية والملابس وجميع السلع المتواجدة في محلات الجملة والتجزئة على حد سواء، وبينما لا تزال سلسلة الأزمات مستمرة وتتفاقم نتيجة لزيادة سعر العملة.

- كيف سيتعامل المواطنين مع ارتفاع الأسعار؟؟

- وماهي نتائج هذا الارتفاع على الباعة والمشترين؟؟

 

هذا وأكثر سنعرضه من خلال التقرير التالي ...

 

■ أزمة خانقة للمواطن البسيط:

منذ أن ارتفع سعر العملات الأجنبية في اليمن والمواطن يعيش هاجس الغلاء وارتفاع الأسعار، نحن اليوم على أبواب عيد الفطر المبارك يقول أحد المواطنين في مدينة عدن: (( الأسعار في السوق أصبحت خيالية المواد الغذائية والملابس والأحذية ارتفع سعرها لأضعاف مضاعفة كل هذا بسبب الدولار ونحن المواطنين البسطاء لن نستطيع شراء مستلزمات العيد بسبب الغلاء فأصبحنا نفكر بكيفية توفير الغذاء اولا فيكفينا الأزمات الأخرى من كهرباء وماء ومشتقات نفطية، فجميع المحلات التجارية شهدت ارتفاعا في سعر بضائعها والراتب هو نفسه لم يتغير والوصول اليه أصبح صعب جدا فكيف سنتعامل مع ارتفاع الأسعار في ظل هذه الأوضاع الصعبة ؟)).

 

■ مصائب قوما عند قوم فوائد:

ارتفاع الأسعار شكل مكسب آخر لبعض المحلات التجارية التي تبيع البضائع الثمينة (الماركات) بحجة أن غلاء الأسعار جاء تزامنا مع جودة وخامة السلعة والملاحظ ان هناك فئة من الناس تحب شراء هذه البضائع مهما زاد سعرها.

تتحدث عن هذه النقطة مواطنة التقيناها في أحد المحلات فتقول: ((رغم غلاء الأسعار الا اننا نجد مجموعة من الناس تشتري السلع بشكل اعتيادي دون اظهار أي استياء أو ردة فعل للارتفاع الكبير الذي تشهده الأسواق في الوقت الحالي فمثلا قد تصل قيمة الحقيبة النسائية الى 5000 أو7000 وحجة البائع انها ماركة عالمية أو مستوردة من الخارج مع أن أغلب البضائع يأخذونها من تجار في محافظات أخرى لكنهم يضعون لها تسعيرة جديدة تنفر منها بعض الناس وتجذب الآخر)).

 

■ أزمة تضرب المصارف:

في الجانب الاخر تسبب ارتفاع الدولار زيادة في قيمة الحوالات الصادرة والواردة الى أماكن الصرافة والودائع مما صاحب معه إعادة ترتيب حسابات محلات الصرافة حتى تتكيف وتناسب الوضع الحالي الذي فرضه ارتفاع الدولار عليها وعلى اقتصاد البلاد بشكل عام.

 

■ ركود في محلات الجملة:

من المعروف أن محلات البيع بالجملة تختلف أسعارها مقارنة بمحلات التجزئة فقيمة البضائع والسلع في محلات الجملة تكون منخفضة.

لكن مع ارتفاع الدولار أدى الى حدوث ركود في محلات الجملة فأصبح التاجر لا يستطيع شراء بضائع جديدة بكميات كبيرة بسبب ارتفاع سعرها بفعل فارق الصرف الذي احدثته المتغيرات في سعر الدولار وكذلك قيمة استيرادها من الخارج بالإضافة الى ازمة وسائل النقل من بسبب الأوضاع الأمنية التي تحيط بالبلد.

حتى وإن تمكن من احضار البضائع يكون الإقبال عليها من المشترين قليل لأن سعرها مرتفع بل يذهبوا لمحلات التجزئة أو محلات أخرى لأن سعرها مناسب ومنخفض بسبب الاستيراد من المحافظات المجاورة قليل التكلفة او برا من احدى الدول المجاورة.

 

■ ما مدى تأثير ارتفاع الدولار على الأسواق والاقتصاد بشكل عام:

أخذنا رأي خبير اقتصادي في هذه النقطة: ((البلاد بشكل عام تشهد ازمات في كل مجالاتها ولكن في الآونة الأخيرة صعقنا بارتفاع الدولار والذي أثر بشكل كبير على كل البضائع والسلع والمواد الغذائية وكل مستلزمات المواطنين مما تسبب بأزمة جديدة هي غلاء الأسعار وبالتالي اقتصاد البلد أصبح يشهد اضطرابا ينعكس بصورة سلبية على الناس الذين انهكتهم الأزمات وصعوبة الوصول لرواتبهم.

 

 

 

■ مؤشرات الارتفاع:

لم يكفي المواطنين تحمل الأزمات المتتالية ووجدوا أنفسهم هذه المرة أمام مؤشر ارتفاع آخر وهو سعر الدولار الذي صاحب معه ارتفاعا في كل شيء داخل البلاد.

 

- وصل سعر الدولار لـ 300 ريال يمني.

- ارتفاع جرام الذهب الى 12500 ريال يمني.

- سعر القطعة الواحدة من الملابس يصل الى 4000.

- بينما وصل سعر القطعة الواحدة من ملابس الأطفال الى 7000.

- المواد الغذائية مثل الدقيق السكر الأرز الزيت وبقية الأشياء في ارتفاع مستمر.

 

بينما صاحب هذه الازمات جميعا انخفاض في قيمة الريال اليمني في المصارف والبنوك، وعشية عيد الفطر المبارك شهدت الأسواق التجارية في مدينة عدن أسعارا جنونية أصابت المواطن بالهستيريا حيث تضاعفت الأسعار بشكل كبير بدون أي أسباب واضحة عدى كونه نهاية لموسم تجاري طويل سيخرج منه المواطن هو الخاسر الأكبر، وكأنما لم يكفيه عناء الأوضاع المعيشية الصعبة والأزمة تلو الأخرى ليأتي العيد وفرحته كالقشة التي قصمت ظهر البعير بعد صبر طويل بحث عن بصيص امل بتحسن الأوضاع وإيجاد حلول للازمات حتى وان طال الأمد.

 

■الا يستحق هذا الشعب لفته من الحكومة للتخفيف عليه واصلاح الفساد المتواجد في كل مجالات البلد أو على الأقل ضمان وصول الرواتب شهريا للمواطنين فالغلاء أصبح كالإعصار الذي يضرب المواطنين ويخلف وراءه الكثير من الضحايا واعدادهم في ارتفاع مستمر.