تقرير: الربط العشوائي للكهرباء حل ذكي ام بوابة لمشاكل لا نهاية لها؟

عدن لنج - حصري

شهدنا في الآونة الأخيرة ظاهرة نشأت تزامنا مع انقطاعات الكهرباء المستمرة في مدينة عدن وهي ظاهرة (الربط العشوائي) من قبل المواطنين وذلك اما من عمود الكهرباء الرئيسي أو عن طريق الخطوط المخالفة لهم بالانطفاء للحصول على التيار الكهربائي في أغلب ساعات اليوم بعد ان أصبحت تنقطع باستمرار وتسبب ازعاجا ملئت به صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وجلسات المقاهي ولقاءات الاهل والأصدقاء تحديدا إذا كان هنالك كبار بالسن واصحاب الأمراض الجلدية أو طريحي الفراش والبعض الاخر طمعا لا اكثر، متناسيين ان هذه الاحمال الزائدة تسبب تأزم للوضع ينتج عنه حدوث اعطال يصعب اصلاحها أو اندلاع حرائق بسبب تماس كهربائي قد يأخذ معه الكثير من المنازل المتشاركة معا بنفس الربط.

 

وفي الجانب الآخر تزايدت احتجاجات موظفي الكهرباء وتلويحهم بالإضراب عن العمل عدة مرات بحجة عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية من مؤسسة الكهرباء التي تتذرع بعدة حجج ابرزها غياب الميزانية او عزوف المواطنين عن السداد حتى وصل الحال في بعض المرات الى توقف نزول المهندس الميداني المختص لإصلاح بعض الأعطال في عدد من مديريات العاصمة عدن، لكن الغريب في الأمر استعدادهم للقيام في اصلاح أعطال الربط العشوائي أو بعض اعطال المنازل الخاصة مقابل مبالغ مالية يستلموها من المواطنين بحجة توفير المواصلات واحتياجاتهم الخاصة دون رحمه.

 

- فمن هو المسؤول عن حالة الفوضى التي تحدث بسبب الأعطال المستمرة للكهرباء في عدن؟؟

- ومن هو المستفيد الأكبر من استمرار الوضع على ما هو عليه؟؟

 

الكثير من الاسئلة والإجابات نعرضها في هذا التقرير...

 

تقرير: دنيا حسين فرحان

 

■ ازدياد الأعطال والخط المشغول

 

كثيرا ما اصبحنا نسمع بحدوث اعطال كهربائية في منازل المواطنين وامتداد العطل من مكان لآخر داخل الأحياء السكنية وحتى الى خارج المديريات وقد يستمر هذا العطل لساعات طويلة واحيانا يمتد لأكثر من يوم ، ويقوم المواطنون بإبلاغ طوارئ الكهرباء وطلب نزول العمال لإصلاح العطل ودائما ما يجدو خط  الهاتف مشغول أو عدم الرد وعندها يضطرون للذهاب بأنفسهم الى هناك لإحضار العمال إن وجدوا أو الانتظار حتى يقوم أحد المواطنين بجلب صديق او معروف له يعمل في الكهرباء واعطاءه مبلغ مالي مقابل اصلاحه للعطل والمصيبة عندما يكون الإصلاح بشكل مؤقت الامر الذي يؤكد عودة العطل في أي لحظة ويتم إعادة السيناريو أعلاه الى ما لا نهاية وسعيد الحظ من يجد هاتف طوارئ الكهرباء في الرد ويرى سيارة خدمة اصلاح الأعطال في المنطقة تقوم بواجبها.

 

■ الربط العشوائي أساس المشكلة

 

الانقطاعات المستمرة للكهرباء تسبب انزعاجا شديدا للمواطنين ومحاولة ايجاد حلول بديلة للحصول على الكهرباء لأكثر ساعات اليوم أصبحت احد هموم أبناء عدن، فلم يعد ينفع الماطور بسبب غلاء البترول وانعدامه بين الفينة والأخرى ولا البطارية وشاحن الكهرباء وذلك بسبب عدم استمرار الكهرباء الحكومية لساعات طويلة من اجل ان تشحن تلك البطاريات جيدا، اما ألواح الطاقة الشمسية ذات الجودة العالية والتي تضمن توفير تيار كهربائي جيد أصبحت أمنية بسبب ارتفاع اسعارها الجنوبي البعيد عن متناول المواطن البسيط، وعندما تتعقد الأمور لا نجد سوى أصعب الحلول فيقرر أغلب المواطنون الربط العشوائي من منازلهم للمنازل المخالفة لهم بجدول انقطاع الكهرباء او لعمود الكهرباء الرئيسي بشكل مباشر وكلما ازداد الربط وارتفعت الاحمال عليها تسببت بكوارث اما حريق مفاجئ أو التماس كهربائي يؤدي الى انقطاع الكهرباء لساعات ولربما أيام بسبب الأعطال التي يصعب إصلاحها او مصادفة اضراب لعمال الكهرباء.

فهل المواطنون ضحية انقطاع الكهرباء ليضطروا لاختيار هذا الحل الصعب والخطير أم انهم الجانين على أنفسهم بسبب تناسيهم مدى خطورة هذا الحل وابعاده الكارثية التي قد تحدث.

 

■ اضراب عمال الكهرباء لعدم حصولهم على مستحقتهم

 

للسؤال عن سبب اضراب عمال الكهرباء وعدم حضورهم لحظة البلاغ الذي يتلقوه من المواطنين كانت الإجابة انهم مضربون بسبب تأخر مستحقاتهم المالية وحوافزهم ورفضهم للحضور الى مكان العطل الا في حال الاستجابة لمطالبهم من قبل الجهات المعنية والمسؤولين في وزارة الكهرباء ولكن للأسف الشديد يصاحب هذا الاضراب استغلالا واضحا لحاجة للمواطنين ايضاً ففي مرات عديدة يقومون باستلام مبالغ مالية مقابل نزولهم لإصلاح العطل بحجة عدم توفر سيارة تنقلهم او لعدم صرف رواتبهم ووو الخ، ومن باب الانصاف أيضا فالغالبية العظمى من عمال الطوارئ في مؤسسة الكهرباء يقومون بجهد جبار في خدمة المواطن بدون أي مقابل يذكر فلهم منا جزيل الشكر والتقدير.

 

■ تعرض عمال الكهرباء لأعمال العنف

 

في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع عن حوادث التعرض لعمال الكهرباء بشكل متزايد سوآءً بالشتم أو السب والتهديد بالسلاح وأحيانا يصل التطاول الى الضرب ضنا من المواطنين أن لهم صلة بكثرة انطفاءات الكهرباء والضغط عليهم للوصول الى الجهات العليا والتأثير فيها، وفي مرات اخرى عندما يزداد الضغط على أعمدة الكهرباء يقوم عمال الطوارئ بإخراج اسلاك الربط العشوائي من المحولات الرئيسية او أعمدة الكهرباء بغرض تخفيف الاحمال لكن للأسف الشديد يقابل هذا بالاستياء من قبل المواطنين اللذين يواجهون هذا التصحيح بتطاول قد يصل الى الاعتداء المباشر على عامل الكهرباء أو تهديده برفع السلاح عليه وتعريض حياته للخطر وهذا يعكس حالة الفوضى الذي وصل اليها الناس بالتطاول على العمال اللذين يؤدون واجبهم حتى وان لم يكن على اكمل وجه.

 

■ خاتمة

متى يدرك الموطن أن التخفيف في استهلاك الكهرباء هي فرصة له ليتمتع بها لوقت أطول وان عمليات الربط العشوائي التي يقوم بها هي مضرة عليه وعلى جاره ونتائجها أصبحت واضحة العيان في كل شارع ومديرية وان عامل الكهرباء هو بشر مثلنا يصيب ويخطئ وفي الأخير يقوم بوظيفة تملي عليه ما يفعله فاحترام عامل الكهرباء من أساس الاخلاق ومساعدة له في توفير مناخ عمل ملائم لبذل جهد اكبر لخدمتك، وفي المقابل نقول متى يدرك موظفي مؤسسة الكهرباء ان علاقتهم بالمواطنين أصبحت في اسوء حالاتها ووجب عليهم تحسين سمعة مؤسسة عدن للكهرباء العريقة فخدمة المواطن والرد على اتصالاته بروح المتفهم للمشكلة والواعد بحلها تجعل من المواطن الذي يعاني ويلات الحر والغلاء والفقر يتفهم ان هنالك جنود في خدمته على مدار الساعة حتى وان حصل تأخير او تقصير.