صراع الحوثي والمخلوع يتصاعد

عدن لنج - صحف :

تتصاعد وتيرة الخلافات يوماً بعد يوم بين الانقلابيين وسط أجواء مشحونة، تهدد بمزيد من الفوضى في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم بل واندلاع صراع مسلح بين الجانبين الحوثيين والمخلوع صالح خلال الفترة المقبلة. ولعل آخر هذه التوترات تمثلت في الأنباء التي تناولتها وسائل إعلام يمنية عن قيام فرقة خاصة من الحوثيين بمحاولة لاغتيال المخلوع صالح، خلال وجوده في منزل شيخ قبائل بكيل. وعلى الرغم من عدم إعلان صالح أو الحوثيين عن هذه العملية إلا أن الأنباء تواترت في التوقيت نفسه عن قيام صالح بإخراج معظم أفراد عائلته، والمكونة من أولاده وأبناء أخيه وزوجاتهم وأحفاده من صنعاء بوساطة إحدى طائرات الأمم المتحدة، كما أجرى تغييرات كبيرة في صفوف معاونيه وحراساته من الخاصة، كما اضطر لدفع مرتبات الجنود من ماله الخاص خوفاً من انشقاقهم عنه.

وكان الصراع بين جماعة الحوثي والمخلوع صالح قد دخل منحدراً جديداً مع الإجراءات التي اتخذتها ميليشيات الحوثي للهيمنة على قوات الحرس الجمهوري (الاحتياط حالياً) الذراع العسكرية لصالح. وبدا الصراع واضحاً خلال خبر تم تسريبه مؤخراً مفاده بأن صالح أمر باعتقال شقيق زعيم الحوثيين، عبد الخالق الحوثي الذي صدرت تكليفات بقيادة قوات الحرس الجمهوري حال وصوله إلى معسكر السواد الذي تقع فيه مقر قيادة الحرس جنوبي صنعاء.

ومن الواضح أن الحوثيين يواصلون ترتيباتهم الجادة لدعم نفوذهم داخل الحرس الجمهوري، والعمل على بناء جناح عسكري لها داخل هذه الوحدات، لإحكام قبضتها عليها وانتزاع هيمنة صالح منها.

ولقد اندلعت بالفعل، خلال الأيام القليلة الماضية، اشتباكات عنيفة بين أفراد جماعة الحوثي والمخلوع صالح في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث اشتبكت أطقم عسكرية تابعة لمليشيات الحوثي وأفراد قوات حراسة قيادة الحرس الجمهوري تابعة لمصلحة، وذلك لمنع الحوثيين من اقتحام مقر قيادة الحرس الجمهوري بصنعاء. كما اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجاميع حوثية مسلحة وقوات موالية لصالح قرب مفرق «دار سلم» القريب من مجمع دار الرئاسة بجنوب صنعاء. وجاء ذلك على خلفية محاولة دورية تقل مسلحين حوثيين توقيف دورية مماثلة من قوات الحرس كانت متجهة إلى معسكر قوات الاحتياط بسواد حزيز قبيل أن يتطور الموقف إلى تراشق عنيف بالنيران أسفر عن إصابة ثلاثة حوثيين وأحد قوات الحرس. وجاء ذلك فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حرباً إعلامية شرسة بين ناشطي وإعلاميي الطرفين.

في الإطار نفسه، سعى حزب المخلوع صالح لوضع شروط تعرقل إنشاء حكومة بين الحوثيين وصالح في صنعاء. وتركزت أهم شروط حزب صالح في إخلاء جميع المؤسسات، مما يسمى اللجان الثورية بشكل كامل وعدم تدخلها في أعمال أي مؤسسة. أما الشرط الثاني هو توريد جميع الإيرادات إلى البنك المركزي، وعدم تدخل المشرفين في أي إيراد، إضافة إلى أن تكون إجراءات الصرف من البنك حسب النظام والقانون.

وبالطبع يرفض الحوثيون هذه الشروط تماماً، لأنها ستعني تقلص قوتهم ومنح السيطرة لصالح وأتباعه.