الحوثي وصالح كلاهما يتحين الفرصة للانقضاض على الآخر

عدن لنج - صحف :

تتسارع الانقسامات بين الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، وتظهر على السطح يوماً بعد يوم مختلف التباينات بين الجانبين، حيث يلمس المتابع لما يدور في صنعاء أن كلاً من الحوثي وصالح يتحين الفرصة للانقضاض على الآخر قبل أن يتمكن الآخر من فعل ذات الشيء به. وأشار تقرير بثته «وكالة الأنباء السعودية» إلى تباين الآراء والتصريحات للفريقين حول الملفات المطروحة للنقاش أو تلك المتعلقة بمستقبل اليمن والحلول السياسية للملف اليمني. وفي أحدث تلك التصدعات بين الحوثي والمخلوع، ما ذكرته مصادر مقربة من صالح من أنه قام في الآونة الأخيرة بإجراء اتصالات مع مراكز قوى قبلية موالية له في محافظة صنعاء عقب تصاعد الخلافات بينه وبين الحوثي.

وذكرت المصادر أن المخلوع حذر العديد من المشايخ والوجاهات القبلية الموالية له القاطنين حول العاصمة من التواصل مع قيادات الجماعة. كما سارع إلى تقليص عدد الجنود المشاركين في قتال قوات الحكومة الشرعية في نهم وميدي، وقام بسحب كتيبتين من القوات الخاصة «النخبة» التابعة لقوات الحرس الجمهوري المرابطة في جبهة نهم، ونقلها إلى صنعاء لحمايته من أي استهداف محتمل أو أي خطر قد يهدد حياته، وهو ما زاد من توتر العلاقات بينه وبين الحوثيين.

وقال التقرير، إنه في أحدث تباين بين الجانبين وصف «صالح في تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تعاطي الحوثي الإيجابي مع جهود مبعوث الأمم المتحدة لليمن وخطته القائمة على تنفيذ نتائج مخرجات الحوار والقرار الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية بأنها خيانة وطنية جسيمة». ووجه خطابه لمن يخالفونه رؤيته، وكذلك ممن هم خارج اليمن في إشارة فهمت أن الخطاب موجه إلى وفد الحوثيين الموجود في الخارج في ظل تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية لتحريك عجلة السلام على أساس المرجعيات الثلاث التي أعلن صالح رفضها.
وأضاف التقرير أن الرد على صالح جاء سريعاً من مهدي المشاط مدير مكتب عبدالملك الحوثي عبر صفحته في «فيسبوك» أن موقف الحوثيين من الخريطة الأممية واضح ومعلوم، وأعلن في بيان سابق مع وفد صالح، وهو البيان الذي أكد آنذاك التعامل الإيجابي مع المبادرة الأممية، وأضاف «من يظن غير هذا فهو واهم». ولحظ تصاعد أزمة الثقة بين طرفي الانقلاب واتخاذها أوجهاً مختلفة، حيث يمارس وفد الحوثيين برئاسة محمد عبدالسلام الناطق باسم المليشيا نشاطاً سياسياً مكثفاً بشأن استئناف جهود السلام بعيدًا عن صالح.

من جهة ثانية، كشفت مصادر عسكرية منشقة بقوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، عن أن 10 من قيادات الحرس انضمت الجمعة، لصفوف الجيش الوطني اليمني. وأكدت المصادر أن انشقاقات واسعة في صفوف القوات الموالية للمخلوع ستطرأ خلال الفترة القليلة المقبلة، معتبرة أن العديد من الضباط والجنود كانوا ينتظرون تقدم قوات الشرعية في جبهة نهم للانشقاق والانضمام لقوات الجيش.
وكان نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي أكد أن قيادة الجيش الوطني تمكنت من إخراج عشرات القيادات العسكرية الموالية للانقلابين من صنعاء وانضمامها إلى الجيش. كما كشف العميد الركن محمد جسار المنشق عن الحرس الجمهوري عن فقد جماعة الحوثي معظم قياداتها التي قُتلت في المواجهات المسلحة مع الجيش والمقاومة، وأكد أن معظم القيادات الحوثيين قُتلت، في معارك شهدتها محافظات عدن، وتعز، ومأرب، والجوف، وأبين، وشبوة، وأن الجماعة فقدت هذا النوع من القيادات المتشددة والعقائدية، التي كانت تمثل قيادات ميدانية في مختلف الجبهات.

وأعلن قيادي موالٍ للمخلوع انشقاقه عن المليشيات وانضمامه ومجموعة من اتباعه إلى قوات الشرعية في مأرب. وقال محمد أحمد محمد فائد، إن المليشيات تستخدم أبناء المناطق والقرى لتحقيق أهدافها في إذكاء الصراعات والحروب. وأكد أنه أدرك أن المليشيات تخالف أقوالها أعمالها ولا تحمل أي أجندة وطنية.