الانتفاضة قادمة وليس بمقدور أحد إخمادها

عدن لنج - صنعاء :

أكد مستشار رئيس الوزراء، نجيب غلاب، أن ميليشات الحوثيين تسببت فقط في إحداث حالة من الفوضى والنهب والسيطرة على مؤسسات الدولة، لكنها لم تتمكن من ممارسة الحكم، لأن وظيفتهم الأساسية هي إنتاج عنف مستدام، مشيرا إلى وجود جهات خارجية تساعدهم على تنفيذ هذا المخطط، في مقدمتها إيران التي ما زالت تمدهم بالأسلحة، وقال "عمليات التهريب ما تزال تتواصل على قدم وساق، وهناك دعم بعدة طرق من أطراف متعددة تهدف إلى إطالة أمد الأزمة".

وأضاف غلاب في تصريح  صحفي، "الملف اليمني تحول إلى ملف للابتزاز واستنزاف الأمن القومي العربي، وهذا يقتضي بالضرورة تفعيل دور الشرعية لتعمل في اتجاهين؛ هما: تثبيت وتطبيع أوضاع الدولة في المناطق المحررة، وترتيب أوراقها لتكوين حركة تحرير وطني.
فأطراف السطو الحوثية وحليفها المخلوع اعتمدت على اتباع إستراتيجية ثابتة، هي استمرار العنف بشكل دائم، واستدامة الحرب مع محاصرة المواطنين، لزيادة المأساة الإنسانية باعتبارها أداة ضغط على دول التحالف والشرعية، وهي أبرز أدواتهم في الحرب في هذا التوقيت".
تعبئة مذهبية ومناطقية
واصل غلاب في شرح طبيعة المعاناة، قائلا "موظفو الدولة في المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين ما زالوا دون مرتبات منذ عدة أشهر، والعاصمة صنعاء محاصرة بالقهر والعنف، ويتم تحصيل الموارد من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، وفي الوقت نفسه ترك الناس لمصيرهم دون تقديم أي خدمات تذكر، وهذا سيؤدي إلى تزايد عدد الفقراء والجوعى. فالمعاناة أداة تستخدمها الأنظمة القمعية باعتبار اضطهاد الناس، وتجويعهم هو الطريق الوحيد لإذلالهم ورضوخهم، واستغلال هذا الوضع في المنظمات الدولية".
وكشف غلاب عن وجود نوع من التعبئة الغرائزية لدى قطاع داخل الحوثيين، مشيرا إلى أن هذه التعبئة تأخذ طابعا مناطقيا وعقائديا متحيزا لأفكار مذهبية، وهذا القطاع يستفيد من الحركة الحوثية التي تضخمت في الآونة الأخيرة، وتوجه معظم موارد الدولة لمصلحة هذا القطاع، رغم عدم قدرته على مواجهة أي انتفاضة شعبية قادمة.
حتمية الثورة الشعبية
وصف غلاب وضع السكان في صنعاء التي تسيطر عليها قوات صالح وعصابات الحوثي، قائلا: "الحوثيون امتلكوا كتائب للموت، وكتائب لقمع وقهر أي تحرك، سواء داخل المؤسسات العسكرية والأمنية، أو أفراد الشعب والقبائل، إذا تحركت أي منها سيتم قمعها بالقوة واعتقال أعيانها ومشايخها وإذلالهم، فهم يستخدمون السياسة نفسها في المدن، بعد أن قاموا بنشر عصاباتهم داخل الحارات والأحياء، لمراقبة تحركات الناس ومتابعتهم. وفي الوقت الحالي هناك غضب كامن في نفوس سكان صنعاء، ورغبة كاملة في الثورة، لكنها ما زالت محاصرة، فإذا حان وقتها وانفجرت لن يتمكن أحد من إسكاتها، مهما كانت قوته، واليمنيون ينتظرون فقط انكسار الشوكة الحوثية، وستكون هناك تحركات شعبية كبيرة حتى من نخب القيادات الوسطى، وهناك قيادات كثيرة معترضة على سياسات الانقلابيين، لكنها ما زالت صامتة حتى اللحظة ولم تتحرك، والبعض يحاول حماية مصالحه".