تحليل إخباري .. محاولات يائسة لإنقاذ «الإخوان»

عدن لنج - صحف :

 

شهدت الفترة الماضية محاولات يائسة متسارعة لإنقاذ جماعة الإخوان في مصر من مقصلة تنتظرها، في ظل المتغيرات الدولية، وتركز هذه المحاولات على محاولة إعادة شرعنة وجود الجماعة مصرياً وعربياً، كملاذ آمن لها ولقياداتها، من ملاحقات دولية متوقعة، خاصة في ظل التضعضع التنظيمي داخل مصر، وتخلي الحلفاء عنها، ومن ذلك اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والذي تبرأ مؤخراً من أي علاقة تربطه بتنظيم الإخوان.
وجاءت أولى هذه المحاولات، في إعلان راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، نهاية شهر يناير الماضي، أنه طلب من المملكة العربية السعودية، التوسط لدى مصر، لإجراء مصالحة مع الجماعة، وذلك خلال اللقاء، الذي جمعه مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي. ورجحت مصادر مصرية أن الغنوشي لم يقم بهذه المساعي من تلقاء نفسه، وإنما باتفاق وتكليف من قيادات إخوانية في أوروبا. وتزامن الكشف عن مبادرة الغنوشي، مع قيام محمد جمال حشمت القيادي الإخواني، الموجود خارج مصر، برصد أخطاء ارتكبها تنظيم الإخوان، منذ ثورة 25 يناير وبعدها، وصولاً إلى ترشيح محمد مرسي للرئاسة، وكذلك العمل على وراثة دور الحزب الوطني، وذلك في محاولة منه، ومن الجماعة للإيحاء بإجراء مراجعة نقدية معترفاً، في مقال نشره بأحد المواقع الإلكترونية الإخوانية، بأن اللجوء إلى سياسة الحشد كان خطأ كبيراً. وطرح القرضاوي، في السياق نفسه، قبل أيام، مبادرة لإجراء ما أسماه «مراجعة فكرية»، وذلك لإنقاذ التنظيم، من الأزمات التي تعرض لها، موحياً بأن الجماعة تعمل على إحداث تغيير استراتيجي على المستوى التنظيمي.
وتعد هذه المحاولات استمراراً للمراوغات التي تتبعها جماعة الإخوان بشكل مباشر، من داخلها، أو غير مباشر من جانب قيادات إسلامية عربية موالية للجماعة، إلا أن هذه المحاولات غير واقعية وتصطدم برفض شامل داخلياً وخارجياً، فالجماعة صارت مرفوضة في مصر على المستويين الشعبي والرسمي، في ظل الممارسات الإرهابية والعنيفة، والتي أوقعت مئات الشهداء من الجيش والشرطة والمدنيين، ناهيك عن أن الواقع العربي، لا يزال يرفض أي وجود لهذه الجماعة خاصة لدورها المشبوه في إذكاء الصراعات السياسية والدموية في عديد من بلدان «الربيع العربي» وغيرها، إلى جانب أن عدداً من الدول العربية تصنف الجماعة تنظيماً إرهابياً، بقرارات رسمية وأحكام قضائية.

وعلى المستوى الدولي تستشعر الجماعة أنها تواجه أكبر مأزق في تاريخها، خاصة في ظل التغيرات التي طرأت على السياسة الأمريكية، ومن ثم تحاول الجماعة البحث عن ملاذ آمن، يكفل لها غطاء سياسياً وقانونياً جديداً، كما تحاول إحداث اختراقات في الدائرة العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ومصر، وهو ما فشلت فيه مراراً طوال السنوات التالية على ثورة 30 يونيو 2013، وتشير كل الدلائل في مصر إلى أن الجماعة تعيش مأزقاً شاملاً، يجعل مختلف أطروحاتها الجديدة سراباً، لا يهتم به أحد، ولا يريده أحد، لأنه لا يسمن ولا يروي.