معرض الكتاب الأول في لحج : بقعة ضوء تتحدى الظلام المحيط(صور)

لحج (عدن لنج)شيماء باسيد:

الإثنين 27 مارس 2017م كان صباحي مشرقا جدا بزيارتي لمعرض الكتاب الأول في حوطة لحج في مبنى كلية ناصر للعلوم الزراعية والذي نظمه نادي القرّاء الثقافي بلحج , شباب زي الورد يعملون دون كلل لإشراق وجه لحج المكفهر ونشر الضوء بإتجاه الظلام المحيط والمخيف في المحافظة العريقة .

 

تنوع المعرض والذي سيستمر لثلاثة ايام بين كتب للبيع وكتب للإستعارة وكذا المكتبة الإلكترونية المجانية للجميع في حين وبعد اختتام اليوم الأول من المعرض شهدت مدينة الحوطة اشتباكات عنيفة اعادت لنا ذكريات الحرب والنزوح في نفس هذه الأيام قبل سنتين .

 

الحديث عن وضع لحج وتباعات ما قبل وما بعد الحرب والأوضاع العامة في البلاد حديثٌ لا تخفى أوجاعه على أحد , لكن من الجيد بل الواجب أن يقوم نخبة من شباب لحج من نادي القرّاء بمحاولات تستحق الإحترام والمساندة في إعادة اشراق المجتمع ثقافيا ودحر عدوان الظلام الغاشم .

 

عندما نتحدث عن تركتنا اللحجية من فكر وثقافة وعلم وفن ونضال أيضا نبتسم بفخر فالتركة ثقيلة جدا وقيّمة , وإن استند شباب اليوم لهذا الإرث محاولين عبره الإنطلاق لمستقبل أجمل بالتأكيد سينجحون رغم كل العراقيل والصعاب على إمتداد طريق التتغيير أهمها أن هناك جهات كثيرة في المحافظة تحارب أي عمل يمنع تقويض فرصة المجتمع في النجاة ناهيك إن كان مستهدفا للفكر والوعي وسط الناس ناهيك أيضا إن كان هذا العمل يتزعمه الشباب .

 

هناك من عمل للسنوات الطويلة المنصرمة ولا يزال يعمل بجهد لتوسيع هالة الظلام التي تحيط بلحج ومحاربة كل إشراقاتها الشبابية , لكن نجاح اليوم الأول من معرض الكتاب ووجود مشروع ثقافي ناجح كنادي القرّاء هو شرف كبير للحج ولكل شبابها الذي يصرخون في مجتمع أصم ويرسمون بألوانهم المبهجة لوجة جميلة جدا تقول نحن شباب لحج الرائع لسنا بمتطرفين , لا ارهابيين , لسنا بمتخلفين عن الركب , لسنا يائسين دون طموح , لسنا نمشي بعبث دون انتماء لهويتنا اللحجية وسماحتنا كبشر وحبنا للمجتمع على خيباتنا الكثيرة منه , لسنا دعاة للتفخيخ لا فكرا لا قولا لا سلوكا , نحن نجسد ببساطة وبمنتهى العمق أيضا أننا اللحوج المحبين للحياة والمنتمين وبشدة للفكر والثقافة والفن والتراث , هذه لحج ومن سيجسد صورة منافية عن حقيقتها فليس منها .

 

عدت للمنزل ظهرا على صوت انفجارمزعج تلته أصوات اشتباكات حامية , لحج متعبة جدا أن تتحمل المزيد من هذا العبث لقد بدأت المدينة صباحها بقوة ونشاط عبر معرض للكتاب وليس للنهار أن ينتصف فيها على رغبة الظلام أن يتمدد أكثر وأكثر على حساب حق الجميع بالحياة .

 

لحج صامدة وستبقى مادام فيها شباب رائع كالذين أعرفهم في نادي القرّاء والجدير بالذكر أن فكرة المعرض كانت للصديقة العزيزة عضوة النادي الفتاة اللحجية المشعة بالنور دعاء الأهدل ولي أن أشكرها جزيلا وأشكر كل أعضاء النادي الرائع وكل اللحوج المحبين لمدينتهم والذين يذوذون عنها بالتمسك بكل فرص المجتمع للنهوض متحدين هالة الظلام هذه المحيطة والتي نأمل جميعا أن تتبدد وتتلاشى نهائيا لتشرق سماء لحج صافية من جديد .