صحيفة اماراتية : لم تكن خطوات الحوثي لتنجح لولا الدعم والاسناد الكبير من المخلوع صالح

عدن لنج - صحف :

 

قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية : " لم يشهد اليمن في تاريخه الحديث تحالفاً بين قوى سياسية ارتكب مثل هذا الحجم من الخراب والدمار، كما هو حاصلٌ اليوم من تحالفٍ مشبوه بين جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي اتفق فيه طرفاه على الانقلاب على الشرعية وخوض حرب شاملة على مختلف مناطق البلاد، الأول برغبة في العودة إلى الحكم، والثاني برغبة استعادة حكم الإمامة الذي دفنه اليمنيون عام 1962 عند قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول."

وأضافت "الخليج" في كلمة عددها الصادر اليوم الخميس تحت عنوان (حليفان في تدمير اليمن) أنه " لا شك أن لكل طرف في التحالف الحوثي صالح حساباته، وهو ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على خصمه، فصالح يريد استخدام «أصدقاء إيران»، كما وصفهم أحد قادة الحرس الثوري الإيراني قبل أشهر، جسراً للعودة لحكم اليمن من جديد، والحوثيون، الذين جاؤوا من جبال وكهوف صعدة، مدعومون من إيران، يرغبون في استعادة الإمامة، باعتبارهم أصحاب «الحق الإلهي» في الحكم، وهو ما صرح به مراراً زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي."

وأشارت الصحيفة أن هذا التحالف فاشل أعاد اليمن للوراء وقالت :" لم ينجح «تحالف الشر» إلا في إعادة اليمن عقوداً إلى الوراء، فقد أوغل في استعداء اليمنيين ضد بعضهم بعضاً، من خلال بثّ روح الكراهية والانقسام، خاصة بعد الانقلاب على الشرعية والسيطرة على العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول من العام 2014، ومن ثم التمدد جنوباً للسيطرة على كل البلاد، بما يحمل ذلك من شحن مذهبي كرسته خطابات الجماعة، ومواقفها التي كانت ترددها قبل إسقاط العاصمة، وملاحقة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي في قصر الرئاسة بمدينة عدن، معلنة حرباً شاملة أدخلت البلاد في معارك طالت كل منطقة فيها. لم تكن خطوات الحوثي لتنجح لولا الإسناد والدعم الكبير الذي لقيته من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بدءاً من منطقة دماج في صعدة، عندما هاجموا المراكز الدينية لجماعة السلفيين، قبل أن يتقدموا لمهاجمة المعسكرات التابعة للقوات المسلحة، والتي لعب القادة العسكريون المحسوبون على الرئيس السابق صالح دوراً فيها، الأمر الذي سرّع في سقوط معسكرات الجيش المكلفة بحماية العاصمة، ومن أبرزها اقتحام المعسكر 310 مدرع في عمران، والذي فتح الباب على مصراعيه لإنجاح الانقلاب."

وتابعت "الخليج " القول أن : "كلفة التحالف بين الحوثيين وصالح طوال الفترة الممتدة من العام 2014 وحتى اليوم كبيرة، وكلها على حساب الشعب اليمني، ولم يأتِ من فراغ تصاعد حدة الانتقادات في صفوف المؤيدين للرئيس السابق، حيث بدأت أصوات تتصدر المشهد المناوئ لما يسميه الكثيرون «انبطاح حزب المؤتمر للحوثيين»، ويمكن قراءة ذلك بما أعلنه القيادي في حزب المؤتمر عادل الشجاع، الذي أشار إلى أن «الجماعة تسببت في مقتل 100 ألف شخص في الحرب التي أشعلتها منذ ثلاث سنوات». ويشير الشجاع إلى أن قادة الحوثي يتعاملون مع الحرب بدم بارد، ووصفهم بقيادة «جماعة طفيلية تقتات على الحرب وتدرك أن استمرارها فرصة للثراء المادي»، كما أكد كراهية اليمنيين لهذه الجماعة، متهماً حزب المؤتمر، الذي يقوده صالح، بأنه يسبح ضد الإرادة الدولية، وبأنه قدم غطاء لهذه الجماعة، ولو تركها لذهبت إلى مزبلة التاريخ"