صحيفة لندنية : إحباط مخطط إخواني لتفجير الأوضاع بعدن في احتفالات 14 أكتوبر

عدن لنج / متابعات

نفت مصادر أمنية في محافظة عدن وجود أبعاد سياسية خلف حملة الاعتقالات التي طالت عددا من المطلوبين على ذمة قضايا أمنية خلال الأيام الماضية.
وأكّدت أن اعتقال عدد من الأشخاص ضالعين بالدليل المادي في مخطط إرهابي جاء على هذه الخلفية بالذات، وليس بسبب انتمائهم لحزب الإصلاح الإخواني رغم دوره السلبي في المحافظة وحالة الغضب الشعبي الواسعة من رموزه وقادته وتوجّس الشارع العدني من أنشطته.
واعتقلت قوة تتبع أمن المحافظة، الخميس، عضو مجلس محلي عن الحزب المذكور، وذلك غداة مداهمة مقر لـ”الإصلاح” ومصادرة أسلحة ومتفجّرات كانت بداخله وتوقيف عشرة من عناصر الحزب.
واستغربت المصادر الأمنية في تصريح لـ”العرب” ما اعتبرته “محاولة بعض الأطراف توظيف الإجراءات الأمنية وحرفها عن مسارها من خلال الابتزاز الإعلامي والسياسي الذي تمارسه تلك الأطراف بشكل مستمر”.
وكانت قوات تابعة لمكافحة الإرهاب في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن قد تمكنت فجر الأربعاء من إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف الحشد الجماهيري المزمع إقامته في ذكرى ثورة 14 أكتوبر الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي.
وكشفت مصادر إعلامية عن تخطيط العناصر التي تمّ ضبطها لاستهداف الفعالية من خلال سيارة مفخخة وعبوات ناسفة وإطلاق نار من فوق الأسطح لإرباك المشهد وإحداث حالة من الفوضى في عدن التي تدرّجت نحو استعادة استقرارها وتجاوز مخلّفات الحرب التي شهدتها، بجهد أساسي من قوات أمنية مدرّبة ومؤطّرة ومسلّحة من التحالف العربي، ما سحب البساط من تحت أقدام ميليشيات حزب الإصلاح وجماعات متشدّدة متعاونة معه.
ورغم مشاركة إخوان اليمن في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، إلاّ أنهم يشعرون بتجاوز الأحداث لهم، إذ لم يشاركوا بفعالية في تحرير مناطق البلاد ومن ضمنها عدن من سيطرة الحوثيين، بل كثيرا ما كانوا عاملا لتعطيل عملية التحرير التي تمت بجهد أساسي من قوى محلية مؤطّرة من قبل التحالف العربي.
كما أنهم لم يشاركوا في إعادة الاستقرار إلى عدن وتطبيع الحياة فيها وهي العملية التي تمت بجهد كبير من قبل التحالف العربي حيث سهرت دولة الإمارات العربية على تدريب وتسليح القوات المنوط بها تأمين المناطق وحماية المرافق الحيوية، وهو ما أدى إلى بروز قوات الحزام الأمني كأقوى الأذرع الأمنية القادرة على ضبط الأوضاع وإنهاء الفوضى التي سادت عدن بعد استعادتها من المتمرّدين الحوثيين.
كما كان لتلك القوّات الدور الأهم في مواجهة تنظيم القاعدة ووقف زحفه مستغلا حالة الحرب، وفي استعادة مواقع بالغة الأهمية من سيطرته لا سيما مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت إضافة إلى مناطق ومدن في محافظات شبوة وأبين والبيضاء، فضلا عن وقف موجة التفجيرات والاغتيالات التي كانت عدن قد شهدتها بعد تحريرها من الحوثيين.
ووفقا للمصادر الإعلامية ذاتها، فإنّ من بين المقبوض عليهم عناصر ينتمون لتنظيم داعش، كانوا يتحصنون في أحد مقرات حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين في مديرية القلوعة بعدن وعثر بحوزتهم على عبوات ناسفه ومواد متفجرة.
وجاءت العملية الأمنية بعد ساعات من اغتيال خطيب مسجد الشيخ زايد في منطقة عبدالعزيز بعدن بواسطة عبوة ناسفة وضعت في سيارته.
واتهمت فعاليات سياسية واجتماعية وإعلامية محلّية، جماعة الاخوان في اليمن بالسعي لعرقلة جهود مكافحة الإرهاب في عدن والمحافظات الجنوبية من خلال تحصين الإرهابيين سياسيا وإعلاميا ومحاولة إظهار اعتقال المتورطين بقضايا إرهابية تارة بأنه “استهداف سياسي” لحزب الإصلاح، وطورا عبر اتهام التحالف العربي والأجهزة الأمنية المدعومة من قبله بانتهاك حقوق الإنسان واختلاق قصص مفبركة عن وجود سجون سرية وممارسة عمليات تعذيب والترويج لذلك عبر الإعلام المساند للإخوان وفي مقدّمته قناة الجزيرة القطرية التي باشرت بشنّ حملة منسّقة ضد التحالف العربي وتشويه الدول المشاركة فيه.
واستبعد الصحافي اليمني ورئيس تحرير صحيفة “اليوم الثامن” الصادرة في عدن صالح أبوعوذل في تصريح لـ”العرب” وجود خلفية سياسية لاعتقال عناصر متورطة في مخططّات إرهابية.
وقال إنّ “القضية أمنية بحتة لا تستهدف حزبا سياسيا بغض النظر عن توجهاته وأنشطته، لكن ضبط عناصر بحوزتهم أسلحة ومتفجرات إجراء أمني اعتيادي يحصل في أي مكان في العالم”.
ونقل الصحافي ذاته عن مصادر أمنية في عدن قولها إنه تم التحقيق مع تلك العناصر وقدمت اعترافات، مضيفا “في كل الأحوال هو إجراء أمني، وما يحدث من هالة حوله دليل إدانة على تورط حزب الإصلاح في السعي لإثارة الفوضى في عدن، وعرقلة إقامة تظاهرة احتفالية دعا لها المجلس الانتقالي الجنوبي”.