#إسرائيل تدخل مواجهة مفتوحة مع #إيران

عدن لنج_برلين

في تمام الساعة 01:10 من فجر اليوم الإثنين، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ضربة كثيفة أرضا وجوا، وعبر موجات متتالية بالصواريخ الموجهة على الأراضي السورية، وبحسب البيانات العسكرية لدمشق، تعاملت منظومات الدفاع الجوي مع الموقف، واعترضت الصواريخ المعادية، ودمرت غالبيتها قبل الوصول إلى أهدافها.

وقال مصدر عسكري سوري -في بيان صحفي- إن أكثر من 15 صاروخ دفاع جوي تم إطلاقها للتصدي لأهداف معادية فوق العاصمة دمشق وريفها، وإن أصوات الانفجارات المسموعة في محيط العاصمة دمشق ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية السورية لسلسلة صواريخ معادية أطلقتها طائرات إسرائيلية من الأجواء اللبنانية.

وأكد، أنه تم التصدي لصواريخ أرض-أرض أطلقها العدو من الأراضي المحتلة وتم إسقاطها فوق سماء قرى جبل الشيخ بريف دمشق الجنوبي الغربي.


ووفقا لبيان وزارة الدفاع الروسية، فقد دمر سلاح الدفاع الجوي السوري أكثر من 30 من الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة خلال تصديه للغارات الإسرائيلية، كما لقي 4 جنود سوريين حتفهم وأصيب 6 آخرين بجروح، فيما تضررت البنية التحتية لمطار دمشق الدولي جزئيا إثر الضربة.

وفي حصيلة أولية، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القصف الإسرائيلي أوقع 11 قتيلا على الأقل من المقاتلين بينهم سوريان، مؤكدا أنه لا يوجد مدنيون بين الضحايا حتى اللحظة.

من جانبه قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي -في تغريدة عبر "تويتر"- قام جيش "الدفاع" الإسرائيلي الليلة بضرب أهداف تابعة لفيلق القدس الإيراني داخل الأراضي السورية ردًّا على إطلاق صاروخ أرض-أرض من قبل قوة إيرانية من داخل سوريا أمس.. ويحذر جيش الدفاع النظام السوري من محاولة استهداف الأراضي الإسرائيلية أو قواتنا.

وقالت دمشق، أمس الأحد، إنها تصدت بضربات جوية لهجوم جوي إسرائيلي، في حين تؤكد إسرائيل أنها اعترضت صاروخا أطلق على مرتفعات الجولان.


المواقع المستهدفة

بحسب أدرعي، غارة اليوم استهدفت مواقع لفيلق القدس -وهو ذراع للحرس الثوري الإيراني في الخارج- والدفاعات السورية كذلك، منها مواقع تخزين وسائل قتالية في مطار دمشق الدولي، وموقع لوجيستي إيراني في معسكر للجيش السوري.

فيما أكدت مواقع إعلام سورية، أن الغارات استهدفت مناطق متفرقة في محيط دمشق وريفها والسويداء وجنوب سوريا، وذكر موقع "السويداء 24"، أن الغارات استهدفت 4 مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري بالسويداء، منها مطار الثعلة العسكري، وكتيبة الرادار في ريف غرب السويداء، ونقطة رادار للجيش في تل قينة شرق بلدة الكفر، ورادار تل الصحن شرق بلدة ملح.

وأفاد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باستهدف مواقع عسكرية في درعا وريف القنيطرة ودمشق، والكسوة وجمرايا والطيبة وصحنايا والديماس وقطنا، أبرزها اللواء 38 في صيدا، واللواء 112 بمدينة أزرع، ومطار المزة، ومطار دمشق الدولي.


مواجهة في السماء

في أول تعليق رسمي من قبل إيران: قال قائد القوات الجوية الإيرانية عزيز نصير زادة: إن العدو لا يجرؤ على شنّ عدوان على إيران، ونحن على استعداد للرد على أي تهديدات إسرائيلية.. إيران مستعدة لحرب ساحقة مع إسرائيل.

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس: لدينا سياسة راسخة تتمثل في قصف التحصينات الإيرانية في سوريا وإلحاق الضرر بكل من يحاول إيذاءنا، وذلك بعد أن أقر الأسبوع الماضي أمام حكومته بتنفيذ مئات الهجمات خلال السنوات الماضية، لاستهداف قوات إيران وجماعة حزب الله في سوريا.

نتنياهو -الذي يأمل بالفوز في الانتخابات المبكرة أبريل المقبل- يبدو أنه يراهن على ورقة "الدفاع" لإنقاذ شعبيته بعد سلسلة فضائح الفساد التي طالته الفترة الماضية، إذ عادة ما كان يلتزم الصمت بشأن الهجمات ضد الأهداف الإيرانية في سوريا.

أما الطرف الثالث والحليف الاستراتيجي لنظام الأسد، "موسكو" فأكتفت بالبيانات التقليدية حول مواقع الهجوم وعدد القتلى، في الوقت الذي تستقبل فيه المبعوث الأممي إلى سوريا لبحث أفاق التسوية السياسية.

فيما أفاد بيان لجيش الاحتلال، بأن الغارات التي استهدفت جنوب سوريا اليوم، جاءت بالتنسيق مع القوات الروسية لمنع التصادم بين الجانبين، وقال المتحدث جوناثان كونريكس: إن الجيش استخدم خط الاتصال مع الزملاء من العسكريين الروس خلال القصف الليلي على سوريا، وآلية منع الصدامات تعمل، يستخدمها الجانبان، وقد عملت بشكل روتيني الليلة الماضية.

هذا يؤكد عودة التنسيق بين الجانبين بشأن سوريا، بعد أشهر من التوتر، تسبب فيها حادث إسقاط طائرة روسية في سوريا سبتمبر الماضي، نتيجة استهدافها بالخطأ من قبل الدفاعات السورية، أثناء التصدى لطائرات إسرائيلية، ما أسقفر عن قتل 15 عسكريًا روسيًا، وحملت موسكو وقتها تل أبيب مسؤولية الحادث.

في ظل هذا التنسيق يبدو أن سماء دمشق على موعد مع مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل، فبحسب تصريحات وزير الاستخبارات والنقل بحكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، إسرائيل دخلت في مواجهة علنية مع إيران ولن تسمح لها بتثبيت وجودها في سوريا، كما أنها مستعدة لتأجيج هذه المواجهة عندما يتطلب الأمر، وهجوم اليوم كان رسالة واضحة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس.